البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

زي النهاردة.. زواج "فاروق" و"فريدة"

 زواج الملك فاروق،
زواج الملك فاروق، من الملكة فريدة

يعد زواج الملك فاروق، من الملكة فريدة، في عام 1938، حدثا تاريخيا لم تشهده مصر منذ أجيال كثيرة سابقة، قبل عهد الملك فاروق.
كانت "صافيناز ذو الفقار" وهو الاسم الحقيقي للملكة فريدة، التي ولدت في 5 سبتمبر عام 1921، مازالت في السادسة عشرة من عمرها، بينما كان الملك فاروق، مازال في الثامنة عشرة من عمره، وعم الفرح أرجاء مصر بالزواج السعيد، وامتلئت الشوارع والفنادق بالزوار من أنحاء الملكية المصرية آنذاك احتفالا بالحدث البهيج.
الجدير بالذكر أن الملكة فريدة، كريمة يوسف ذو الفقار باشا وكيل محكمة الاستئناف المختلطة، ابن علي باشا ذو الفقار محافظ العاصمة السابقين يوسف بك رسمي، أحد كبار ضباط الجيش المصري في عهد الخديوي إسماعيل، ووالدتها زينب هانم ذو الفقار، كريمة سعيد باشا الذي رأس الوزارة المصرية أكثر من مرة، وكان أحد السياسيين الأذكياء، وللملكة فريدة أخوين هما سعيد وشريف، وكانت والدتها وصيفة الملكة نازلي كما كانت صديقتها. 
تعرف الملك فاروق على عروسه الملكة فريدة، في رحلة أعدت لها الملكة نازلي، قصدت سويسرا عبر باخرة فاخرة، في شتاء 1937، وطلبت الملكة نازلي من وصيفتها زينب هانم اصطحاب فريدة معهم للرحلة، ومن هنا توطدت العلاقات بين فريدة وشقيقات الملك الشاب الصغير، كما نشبت قصة الحب بين فاروق وفريدة، وطلب الملك فاروق الزواج منها في أغسطس من نفسي العام بعد عودتهما من الرحلة من سويسرا، وكان ردها على الملك "هذا شرف عظيم يا مولاي"، وفرحت والدتها بالخبر السار والبشرى العظيمة، التي فرح بها الشعب أجمعه عندما تم الإعلان عن الخبر. 
صُنع جهاز الملكة فريدة فى أشهر محلات الأزياء الفرنسية وقد حظى محل "ورث" بشرف صُنع ثوب الزفاف، ومحل شانيل بصنع أثواب الملكة نازلى كان ثوب الملكة فريدة مصنوع من الدنتلة الفضية الثمينة وله كُمان طويلان وذيل قصير وفوق الثوب ارتدت جلالتها "مانتو" من قماش خفيف مفضض تّكون منه الذيل الذى بلغ طوله خمسة أمتار وغطى بالتُل الخفيف.
كان حفل القران قبيل ظهر الخميس 20 يناير بقصر القبة، حيث تجمع معظم النبلاء والأمراء والوزراء ورجال الدولة للمشاركة فى الاحتفال بعقد القران، الذى لم يحضره سوى جلالة الملك ويوسف باشا ذو الفقار والد الملكة ووكيلها وشاهدا الزواج وفضيلة الأستاذ الأكبر ورئيس محكمة مصر الشرعية فضيلة الشيخ "محمد مصطفى المراغى" الذى عقد القران.
فكان الشاهدان هما دولة على ماهر باشا وسعيد ذو الفقار باشا، وبعد عقد القران تم توزيع علب مِلَبِس ثمينة على المدعوين، وتوزيع شيلان كشمير فخمة على أصحاب الفضيلة العلماء.
وقبيل الساعة الخامسة والربع من مساء نفس اليوم، وقف جلالة الملك فاروق الأول فى إحدى شُرفات سراى القبة ينتظر وصول عروسه، التى وصلت وفى رفقتها الأميرة نعمت مختار، فاستقبل جلالته العروس ثم صعد إلى جناحه الخاص وبعد عدة دقائق خرج صاحبا الجلالة إلى الحديقة. 
بعد أن انقضت أيام الإحتفال الرسمية قصد الملك فاروق ومعه عروسه مساء يوم الإثنين 24 يناير إلى قصر أنشاص، ليقضيا هناك أسبوعين فى هدوء الريف.
كان الملك فاروق لديه رغبة شديدة مثله مثل أى ملك من الملوك يرغب فى أن يرزقه الله بولد ذكر ليكون ولى العهد، ولكن القدر لم يشاء تحقيق تلك الأمنية للملك فاروق من زوجته الملكة فريدة، فقد أنجبت الملكة فريدة من الملك فاروق الأول بنات وهن الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، ومما لاشك فيه أن إنجاب الملكة فريدة للبنات فقط دون إنجابها لولى عهد ذكر، كان له عامله السيئ فى العلاقة بين الملك فاروق والملكة فريدة بعد ذلك، وصولا إلى الطلاق فى 19 نوفمبر سنة 1948 بعد زواج دام إحدى عشر عاما
جاء طلاق الملك فاروق والملكة فريدة بعد قصة حب جميلة مما سبب صدمة للناس وأثار تساؤلاتهم وقتها حول أسباب الطلاق، فالبعض أرجع ذلك لرغبة فاروق في إنجاب طفل ذكر ليكون وليا للعهد، وقد أرجع البعض ذلك لكراهية الملكة فريدة لحياة القصر وما يحدث فيه من مفاسد، وعدم قدرتها على احتمال حياة المجون والعبث التي كان يحياها الملك فاروق مع رفقائه من أعضاء الحاشية الملكية الإيطالية الفاسدة، بينما راح البعض يؤكد أن السبب وراء الطلاق هو شكوك الملك فاروق فى الملكة فريدة حيث تصور أنها ترتبط بعلاقة مع أحد الأمراء.
وكان توقيت طلاق الملك فاروق للملكة فريدة فى 17 نوفمبر من العام 1948، وكان الشهر المذكور شديد الدقة بالنسبة لأوضاع الجيش المصري في فلسطين، إذ كانت القوات الإسرائيلية قد استولت على تقاطع الطرق ما بين «مستعمرة نجبا» وحتى «مستعمرة نيتساليم»، وبذلك تمكنت من احتلال شمال النقب، وقسمت الجيش المصري إلى قسمين كل منهما معزول عن الآخر، المجموعة الضاربة التي يقودها القائم قام أحمد عبدالعزيز وقيادتها في بيت لحم، والمجموعة الرئيسية التي يقودها اللواء أحمد محمد المواوي وقيادتها في المجدل على الطريق الساحلي.