البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

إدجار آلان بو.. هل كانت أيامي حلمًا؟

إدجار آلان بو
إدجار آلان بو

يظل إدجار آلان بو، سيئ الحظ، رغم تعدد مواهبه التي ظلت جزءًا مهمًا بالحركة الرومانسية الأمريكية، والأدب الأمريكي في القرن التاسع عشر، والنقد، فكان مؤلفًا، وشاعرًا، ومحررًا صحفيًا، واشتهرت حكاياته بالأسرار، وأنها أيضًا مروعة، حتى إنه يُعتبر من أهم كُتّاب الرعب في العالم، وكان من أوائل الكُتّاب الذين سعوا لكسب لقمة العيش من خلال الكتابة وحدها، فعاش حياة صعبة ماليًا ومهنيًا.
بو، والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم السبت، كان قد ولد مع بدايات القرن التاسع عشر في 19 يناير 1809 في ولاية بوسطن، وكان الطفل الثاني لأبويه، وبدأت مأساته بعد أن هجر أبوه الأسرة ولا يزال عمره عاما واحدا، وتوفيت والدته في العام التالي، فتم إرساله للعيش مع أسرة حاضنة، إلا أنه سارع بالانفصال عن الأسرة وسافر إلى بريطانيا، ودرس هناك لخمس سنوات، ثم عاد إلى الولايات المتحدة ليلتحق بجامعة فيرجينيا التي أظهر فيها تفوقًا كبيرًا في دراسة اللغات والآداب، ولكن حظه العاثر رافقه، ليضطر إلى ترك الجامعة بعد ثمانية أشهر بسبب مشاكل مالية، فالتحق بالجيش الأمريكي قبل أن يقوم بنشر أشعاره، وساعده أصدقاؤه ماليًا ليستمر في كتابة الشعر والقصص، وفي عام 1832 انتقل إلى مدينة بالتيمور، وبدأ حياته الأدبية بنشر 5 قصص. 
ومع بلوغه الرابعة والعشرين، فاز بو بمسابقة لكتابة القصة، وأصبح ناقدًا أدبيًا لمجلة "رسول الأدب الجنوبي"، وفي سن السابعة والعشرين أصبح مشهورًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة حين نشر روايته "الغراب" عام 1845، وكان قد تزوج من ابنة عمته التي لم يتجاوز سنها الأربعة عشر عامًا، وكانت وفاة زوجته عام 1847 السبب في إكماله معظم حياته يُعاقر الخمر، ما أعطاه سمعة سيئة في مجتمع القرن التاسع عشر المحُافظ، ولكنه واصل كتابة القصص القصيرة التي أصبحت علامات في أدب الرعب العالمي، مثل "جرائم القتل في شارع المشرحة"، و"علة الذهب".
جاء فقدان بو لزوجته فرجينيا التي كتب لها أجمل الأشعار ليّرسخ اسمه في عالم الشعر الأمريكي، فكتب لها أشهر قصائده "أنابيل لي" حين ماتت، ورغم هذا الحب لكنه عاد للعلاقات الغرامية بعد أعوام، فارتبط بالشاعرة سارة هيلان ويتمان، وبعدها أراد الزواج ثانية من امرأة ثالثة أحبها قبل شهور قليلة من رحيله، ورغم تعدد علاقاته النسائية، إلا أن كل من عرفهن من النساء قلن ذات الكلام بأنه لم يحب إلا امرأةً واحدة في حياته هي زوجته وابنة عمته فرجينيا.
سجّلت أعمال بو من قصص وقصائد كآبته، وقلقه، كما أبرزت موهبته التي شكلّت شخصيته الإبداعية المُغايرة، وعندما تحدث عن غاية القصيدة أو غاية الشعر بشكل عام، الذي هو السمو بالروح، دعا إلى التحرر في كتابة الشعر من كل أشكال الرضا والفائدة العقلية التي يُمكن أن تسود الذهن، فكان في نظر أبناء جيله رمز "الشاعر الملعون"، التعيس، المُتسكع، المُشاغب في الكتابة الشعرية، المخرب في النثر، والمدمن المغامر المتفلت من كل القوانين.
وفي قصيدته "حلم في حلم" يقول بو: 
خذي هذه القبلة على جبينك
ولأننا سنفترق
دعيني أعترف لك بهذا
لا لم تخطئ حين اعتقدت
أن أيامي كانت حلما
إذ كان تواري الأمل
في نهار أو ليل
أكان رؤيا أو حلما
لا فرق فقد مضى
كل ما نحن كل ما نرى
الكل ليس إلا حلما في حلم".
وفي الثالث من أكتوبر عام 1849 تم العثور على بو في أحد شوارع بالتيمور مخمورًا يهذي، وتم اقتياده إلى كلية الطب في واشنطن، حيث توفي في الخامسة صباح الأحد 7 أكتوبر.