البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

صامويل بيكيت.. في انتظار چودو

صامويل بيكيت
صامويل بيكيت

يعد الكاتب الأيرلندي صامويل بيكيت، الذي تحل اليوم 22 ديسمبر ذكرى وفاته، أحد الكتّاب الذين عبروا عن روح حقبة ما بعد الحداثة في الأدب، وفي المسرح على وجه التحديد، إلى جانب كتّاب آخرين كجان بول سارتر، وألبير كامو، وسيمون دو بوفوار، وغيرهم.
ولد بيكيت في مدينة دبلن "أيرلندا" في العام 1906، تلونت أعماله الأدبية بين المسرح والرواية والقصة القصيرة والشعر والنقد الأدبي، كان والده "ويليام فرانك بيكيت" يعمل في المقاولات، أما والدته "ماريا جونز رو" فقد كانت ممرضة، سافر إلى باريس، ومن خلال إقامته هناك تعرّف على الأديب الأيرلندي "جيمس جويس" فلازمه بيكيت وأصبح تلميذًا عنده ومساعدًا له، وقد تأثرت كتاباته بأسلوب "جيمس جويس".
لاقى أول كتاب ينشره بيكيت "مالوي" إعجاب النقاد الفرنسيين، على الرغم من عدم تحقيقه الكثير من المبيعات، أما مسرحية "في انتظار غودو" فقد حققت نجاحًا سريعًا حين تمّ عرضها في مسرح "بابيلون" ولاقت استحسان الكثير من النقاد مما أكسب بيكيت شهرةً عالمية، وتلونت أعماله بطابع السوداوية والكآبة للتعبير عن الشقاء الإنساني بأسلوب فكاهي، ركز على الحدث المأساوي كثيرا مع التجاهل التام للزمان والمكان، وتميزت نصوصه بالغموض والعبث.
ولاقت مسرحيته "في انتظار جودو" شهرة واسعة وردود فعل من القراء والنقاد كبيرة جدا، وتدور المسرحية حول رجلين يدعيان "فلاديمير"، و"استراجون" ينتظران شخصا يدعى "جودو"، وأثارت هذه الشخصية مع الحبكة القصصية الكثير من التحليل والجدل حول المعنى المبطن لأحداثها، وقد حوت تكثيفا كبيرا للأسئلة الكبرى الوجودية التي تشغل بال الإنسان في سطور حوارتها، حازت على تقييم أهم عمل مسرحي بالقرن العشرين، واعتبرت نموذجا لتيار العبث.
تمكّن بيكيت في فترة ما بعد الحرب من كتابة الكثير من أعماله، حيث كتب خلال خمسة أعوام كتبه التالية: "إلوثيرا"، "في انتظار غودو"، "نهاية اللعبة" "رواية مالوي"، "مالون يموت"، "الغير قابل للتسمية"،"ميرسييه وكاميرا"، بالإضافة إلى كتابَي قصة قصيرة وكتاب في النقد.
بالنسبة لبيكيت فقد كانت فترة الستينيات مليئة بالتغيرات حيث لاقت مسرحياته رواجًا عالميًا، وتلقّى العديد من الدعوات لحضور بروفات وعروض لمسرحياته فأصبح بيكيت نتيجةً لذلك مخرجًا مسرحيًا.
كتب بيكيت عام 1956 بشكل مأجور لِلـ "بي بي سي" أعمالًا إذاعية وتتالت بعدها عليه العروض ليكتب بيكيت في الستينيات العديد من الأعمال الإذاعية والسينمائية المميزة.
في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ومن منزله الصغير في ضواحي باريس استمر بيكيت في الكتابة مُعطيًَا كل اهتمامه ووقته لأعماله الأدبية هاربًا في ذلك المكان من الشهرة والأضواء.
وفي عام 1969 نال صمويل بيكيت جائزة نوبل للآداب، وقد رفض بيكيت استلام الجائزة بنفسه مُتَجنّبًا بذلك إلقاء خطابٍ على الملأ عند استلام الجائزة، على الرغم من ذلك فلا يمكن اعتبار بيكيت شخصًا منعزلًا فقد كان يلتقي العديد من الفنانين والأدباء والعلماء والمعجبين بأعماله ليتناولوا الحديث عن أعماله.
عاش بيكت حياة مليئة بالإبداع الفني، ولقد توفّي في باريس في 22 ديسمبر من العام 1989.