البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

من الملفات المسمومة للعائلة الملكية المصرية


١- فى بداية القرن التاسع عشر أرسلت الدولة العثمانية إلى مصر أحد ضباطها هو محمد على القللى فى مهمة رسمية وأرسلت الدولة الفرنسية إلى مصر أحد ضباطها هو جوزيف أنتيلمى سيف فى مهمة رسمية، ليصبح الأول واليًا على مصر ويتولى حكمها هو ومن بعده أولاده وأحفاده ويصبح الثانى قائد جيشها بعد تغيير اسمه إلى سليمان وتغيير ديانته إلى الإسلام ويشترك هو ومن بعده أولاده وأحفاده فى توجيه دفة الحكم حتى منتصف القرن العشرين.
٢- أنجب محمد على ابنه الوالى إبراهيم الذى أنجب الخديو إسماعيل الذى أنجب سنة ١٨٦٨ الملك فؤاد أما سليمان سيف فقد أنجب ابنته نازلى التى أنجبت توفيقة التى أنجبت سنة ١٨٩٤ نازلي، التى أمضت فترة من صباها فى العاصمة الفرنسية باريس حتى سنة ١٩١٩ عندما رأتها الليدى جراهام زوجة المستشار البريطانى للحكومة المصرية حيث كان عبدالرحيم صبرى أبونازلى أحد منتسبى الحكومة باعتباره محافظ المنوفية، فقامت الليدى جراهام بترشيح نازلى كى يتزوجها الملك فؤاد بعد طلاقه من زوجته الأولى الملكة السابقة شويكار لتصبح هى الملكة نازلي.
٣- رغم أنها أنجبت له ولى العهد فاروق والأميرات فوزية وفتحية وفايقة وفايزة فقد رأى الملك فؤاد أن زوجته الملكة نازلى لاهية وعابثة مما اضطره إلى تحديد إقامتها فى قصر القبة سنة ١٩٢٠، كى تستمر نازلى حبيسة جدران القصر حتى وفاة فؤاد وتولى ابنهما فاروق العرش سنة ١٩٣٦ لتحصل على حريتها مع لقب الملكة الأم.
٤- كان محمد حسنين الشيخ الأزهرى المقرب من قصر الحكم وسفارة دولة الاحتلال البريطانى قد حصل على توصية خاصة من الحاكم العسكرى البريطانى لمصر اللورد ميلر كى يلتحق ابنه أحمد بجامعة أكسفورد، ليعود أحمد حسنين فيعمل فى دواوين الحكومة التى كان عبدالرحيم صبرى أبونازلى أحد منتسبيها باعتباره وزير الزراعة ويتزوج أحمد حسنين من ابنة الملكة السابقة شويكار، ثم يلتحق خلال عهد فؤاد بالديوان الملكى ويرتقى فيه حتى يترأسه سنة ١٩٤٠ أثناء عهد فاروق.
٥- بعد وفاة زوجها الملك فؤاد أقامت الملكة نازلى علاقة غرامية سرية مع أحمد حسنين كللت بزواج عرفى استمر حتى مقتل أحمد حسنين سنة ١٩٤٦ فى حادث سير اتهمت نازلى ابنها فاروق بتدبيره، فسافرت مع ابنتها فتحية المولودة سنة ١٩٣٠ إلى فرنسا ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بصحبة رياض بشاى غالى موظف الأرشيف القبطى المصرى الذى كلفته وزارة الخارجية المصرية بمرافقتهما ليكون فى خدمتيهما.
٦- أشارت تقارير استخباراتية عديدة وردت للملك فاروق من واشنطن فى حينه إلى إقامة كل من أمه نازلى وشقيقته فتحية فى الوقت نفسه علاقة غرامية مع رياض الذى اختار أن يتزوج فتحية سنة ١٩٥٠، مما أغضب فاروق فاستصدر سنة ١٩٥١ من مجلس البلاط الملكى قرارًا بتجريد الملكة الأم وابنتها الأميرة من كل ألقابهما الملكية، كما استصدر من المجلس الحسبى للأحوال الشخصية الإسلامية قرارين أحدهما بإبطال زواج فتحية من رياض، والآخر بالحجر العقلى على نازلى وتعيين ناظر الخاصة الملكية نجيب سالم قيّمًا قانونيًا عليها لإدارة أموالها وللوصاية بدلًا منها على أموال ابنتها فتحية، كما استصدر من وزارة الخارجية المصرية قرارًا بسحب جوازى سفريهما.
٧- ردت نازلى على تلك القرارات بعدة قرارات مضادة شملت فيما شملته حصولها على الإقامة ثم الجنسية الأمريكية، مع ارتدادها عن الدين الإسلامى وعودتها إلى المسيحية الكاثوليكية باعتبارها ديانة جدها سليمان سيف الأصلية حسب قولها فى حينه، إلا أن القرار الأهم كان اتفاقها مع دار نشر أمريكية على نشر مذكراتها التى تكشف فيها مستور العائلة الملكية المصرية المسمومة.
٨- فى تلك الأثناء نجح الضباط الأحرار فى الانقلاب على الملك فاروق سنة ١٩٥٢ لتتعرض نازلى إلى ضغوط وتهديدات قوية مارسها عليها الأمير اللواء إسماعيل شيرين ابن عم زوجها الملك فؤاد وزوج ابنتها الأميرة فوزية وآخر وزراء حربية العصر الملكي، مكلفًا من مرئوسيه السابقين الضباط الأحرار الذين أصبحوا حكام القاهرة الجدد والذين نما إلى علمهم نيتها لكشف مستور جمعية الحرس الحديدى النازية التى جمعتهم مع ابنها فاروق المنقلب عليه فى مذكراتها، واستطاع إسماعيل إثناء نازلى عن قرار نشر مذكراتها رغم اضطرارها لدفع مبلغ مليون ونصف المليون دولار كشرط جزائى لدار النشر ولا أحد حتى الآن يعلم على وجه الدقة ماهية المصادر الحقيقية لهذا المبلغ الضخم.
٩- لم توفر الإدارة الأمريكية للملكة الأم وابنتها الأميرة اللاجئتين إليها أى حماية أو رعاية فضاعت أموالهما على أيدى رياض غالى الذى حكمت إحدى المحاكم الأمريكية سنة ١٩٧٣ بتطليقه من فتحية، وتدهورت أحوالهما المعيشية حتى أن نازلى اضطرت للتسول من بعض العائلات الملكية الأخرى كعائلة شاه إيران بينما اضطرت فتحية للخدمة فى منازل الأمريكان، وفى سنة ١٩٧٦ أرسل الرئيس المصرى أنور السادات مع الدكتور لويس عوض أستاذ الأدب المقارن فى جامعة كاليفورنيا عرضًا بعودتهما إلى مصر قبلته فتحية واستعدت للتجاوب معه، وفى يوم سفرها لمصر قتلها رياض غالى وحاول الانتحار بنفس المسدس لكنه لم يمت بل أصيب بالشلل والعمى وفقدان الذاكرة ولا أحد حتى الآن يعلم على وجه الدقة ماهية الدوافع الحقيقية لهذا القتل البشع.
١٠- فى سنة ١٩٧٦ ماتت فتحية برصاص رياض غالى وفى سنة ١٩٧٨ ماتت أمها نازلى بالحسرة عليها وفى سنة ١٩٨٢ مات رياض غالى وهو أعمى ومشلول بسجنه، بعد أن كانت أهم شهادة عن التاريخين الحديث والمعاصر فى مصر قد ماتت تحت ضغوط وتهديدات إسماعيل شيرين سنة ١٩٥٢، وتوارى عن الأنظار نهائيًا الأبناء الثلاثة لفتحية ورياض وهم المواطنون الأمريكيون من أصول مصرية رفيق ورائد ورانيا، ولا أحد حتى الآن يعلم على وجه الدقة ماهية التقاطعات الحقيقية فى هذا الملف المسموم بين الاعتبارات الشخصية وبين العمليات القذرة لهيئات الخدمات السرية الاستخباراتية المحلية والإقليمية والعالمية!!.