البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أصابع "الإخوان" وقطر تُحرك مظاهرات "الشماغات الحمر" في الأردن.. حسابات وهمية على "تويتر" تدعو للفوضى.. وإعلام الدوحة خائف من عودة المملكة الهاشمية لعمقها الخليجي

البوابة نيوز

على غرار «السترات الصفراء» فى فرنسا و«السترات الحمراء» فى تونس، انطلقت الدعوة لتظاهرات «الشماغات الحمر» أو «الكوفيات الحمراء» فى الأردن، وطالب الداعون إلى التظاهرة الحكومة بتخفيض ضريبة المبيعات على السلع الأساسية إلى النصف، وإعادة دعم الخبز، وعدم التلاعب بأسعار الوقود من خلال اعتماد الأسعار العالمية لتسعير المشتقات النفطية، وتخفيض تعريفة الكهرباء.
كما طالب الناشطون المشاركون فى التظاهرات بضرورة ارتداء الشماغ الأردنى الأحمر أثناء المشاركة فى الاعتصام تحت عنوان «الشماغات الحمر ٢٠١٩ عام التغيير».


وكانت قد انطلقت التظاهرات على الدوار الرابع أمام رئاسة الحكومة فى عمان، وطالب المتظاهرون بإصلاحات عدة، أهمها تعديل قانون الانتخاب، بحيث يمهد لتشكيل حكومات منتخبة من الشعب، فضلًا عن إلغاء قانون الجرائم الإلكترونية.
وبحسب المراقبين، فرغم تصريح جمانة غنيمات، المتحدثة باسم الحكومة الأردنية، بأن الحكومة ستسحب مشروع القانون الخاص بالجرائم الإلكترونية الذى قُدم للبرلمان، إضافة إلى تصريح قادة المظاهرات بأن مكتب رئيس الوزراء عمرو الرزاز دعا ممثلين عن المتظاهرين للحوار معه، إلا أن أصحاب حسابات وهمية تقود التظاهرات عبر موقع «تويتر» ويقيمون فى الخارج، حرضوا على رفض الحوار، وحذروا أن من يقبل الحوار أو يُوقف التظاهر سيكون السجن مصيره، وأن لا حل أمامهم إلا مواصلة التظاهرات.
وهو ما يؤكد أن أهداف القائمين على التظاهرات إثارة الفتنة ونشر الفوضى، خاصة أنهم لم يدعوا فقط إلى رفض الحوار بل وضعوا خططًا فوضوية لتحقيق أهدافهم التخريبية، من بينها توجيه المتظاهرين ليكون شعارهم «الشماغات الحمراء» الأردنية، على غرار السترات الصفراء فى فرنسا، وأن يتم نشر عدد من النساء والأطفال فى مقدمة التظاهرة من أجل إحراج قوات الشرطة، إضافة إلى تركيز مجموعة رئيسية من المتظاهرين قرب مستشفى الأردن على الطريق لرئاسة الوزراء، فى حين تحاول مجموعة صغيرة أخرى الوصول إلى رئاسة الوزراء من شوارع فرعية حول المقر، فضلًا عن رفع سقف الهتافات أكثر ليتضمن المزيد من الهتافات العنصرية والإقليمية.


وفى إطار التأكيد على أن هدف قادة التظاهرات فى الخارج هو تدمير النسيج الاجتماعى الأردنى وإثارة الفتنة ونشر الفوضى، أبرزت صحيفة «العرب» الإماراتية فى تقرير لها أن قطر وجماعة الإخوان المسلمين فى الأردن لم ينسيا بعد، فشل محاولات خلق مناخ ملائم لـ«ربيع أردني» فى ٢٠١١، وأفادت الصحيفة بأن أوساطًا أردنية حذرت من خطورة الدعوات إلى احتجاجات تحت عنوان «الشماغات الحمراء»، وقالت الصحيفة إن الهدف منها أكبر من الدعوة إلى تجدد الاحتجاج على الوضع الاقتصادى فى البلاد، خاصة أن المواقع الإعلامية والحسابات على مواقع التواصل، التى تروج لهذه الموجة المغرية للشباب، محسوبة على جماعة إخوان الأردن وقطر، وأن للأمر حسابات سياسية خارجية أكثر من كونه تحديًا داخليًا فى الأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام القطرية أظهرت انزعاجًا فى الدوحة من عودة الحرارة إلى علاقة الأردن بعمقه الخليجى، وهو ما تبدا بشكل واضح فى الإعلان عقب قمة مجلس التعاون عن تشكيل «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي»، ويضم فى عضويته الأردن ومصر إضافة إلى الدول الخليجية، خاصة أن من شأن تكوين هذا التحالف الإسهام فى عزلة قطر ويؤسس لعلاقات إقليمية خليجية دون حاجة إلى الدوحة.
وتابعت «العرب»: يعتقد متابعون أردنيون أن قطر وجماعة الإخوان المسلمين فى الأردن ليستا بمنأى عن محاولة الركوب على بعض الاعتصأمات الشبابية وإضفاء زخم كبير عليها، مستفيدتين من الصدى الإعلامى لاحتجاجات باريس خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، محذرين من أن هاتين الجهتين لم تنسيا بعد فشل محاولات خلق مناخ ملائم لـ«ربيع أردني» فى ٢٠١١، حيث فشل الإخوان فى جذب الأردنيين إلى مخططهم على الطريقة التونسية والمصرية.
ويرى المراقبون أن الدعوة لتظاهرات «الشماغات الحمراء» كل خميس هى دعوات مشبوهة ممولة خارجيًا، خاصة أن الداعين لهذه التظاهرات مواقع إعلامية وحسابات على مواقع التواصل محسوبة على جماعة إخوان الأردن وقطر.