البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مساجد تونس.. طراز معماري يعبر عن عراقة الفن الإسلامي على مر العصور

البوابة نيوز

تحتضن تونس العديد من المساجد التاريخية والأثرية والتي لها دور تنويري في نشر تعاليم الدين الإسلامي، وتتمتع بطراز معماري فريد يعبر عن عراقة وأصالة الفن الإسلامي على مر العصور ومنها مسجد القيروان والزيتونة، وذلك على غرار المساجد الأثرية الموجودة في مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف والسلطان حسن وعمرو بن العاص. 
ومن بين أقدم الجوامع والمساجد في تونس مسجد "عقبة بن نافع" أو (القيروان) كما يطلق عليه لوقوعه في مدينة القيروان التي تبعد نحو 160 كيلو مترا من العاصمة تونس، وكان مهدا لنشر الإسلام في بلاد المغرب.
والقيروان هي أول المدن الإسلامية التي شيدت في بلاد المغرب، والمسجد بناه الفاتح الإسلامي "عقبة بن نافع" حينما فتح "إفريقية " - تونس حاليا - وكان مسجدا صغيرا ثم قام من جاء بعده من الأمراء والحكام بتوسعته حتى وصلت مساحته حاليا إلى 9 آلاف و700 متر مربع تقريبا. ويتمتع المسجد بأقدم منبر في العالم الإسلامي المصنوع من خشب الساج المنقوش ويرجع إلى القرن الثالث الهجري ويتكون من 300 لوح خشبي ومقصورة يمين المنبر من خشب الأرز وهي من أقدم المقصورات تعود إلى القرن الخامس الهجري وتحمل نقوشا بالخط الكوفي.
وتتزين أعمدة المسجد بأعمال النحت والزخرفة، ويحوي 6 قباب وأقدم مئذنة وكل ألواحها الرخامية المصنوعة منها، تتجمل بنقوش وزخارف وفراغات لمرور الضوء وجميعها من أروع نماذج الفن الإسلامي. 
ويشهد المسجد كل عام احتفاء التونسيين بذكرى المولد النبوي الشريف بشكل خاص، وإحياء الشعائر الدينية والصلوات في شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى. 
ويعد جامع الزيتونة ثاني أقدم وأكبر المساجد التونسية ويطلق عليه الجامع المعمور أوالأعظم وسمي بالزيتونة لأنه حينما شرع في بنائه كانت بأرضه شجرة زيتون حسبما يروى، فأطلق عليه هذ الاسم، ويقع في العاصمة تونس، وشيد عام 70 هـ وتبلغ مساحته نحو 5 آلاف متر مربع وقد أسسه حسان بن النعمان أحد قادة الفتوحات الإسلامية في بلاد المغرب. 
ويحتضن الجامع 184 عمودا من أعمدة آثار قرطاج ومئذنة أو صومعة عوضا عن مئذنته القديمة وتتميز بنقوش وزخارف ورسومات من الفن الإسلامي وكذلك قبتي الجامع ومحرابه وأبوابه. 
ويعد جامع الزيتونة أول جامعة إسلامية في العالم العربي والإسلامي ليس لتدريس علوم الدين فقط بل شمل علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات واللغة العربية وآدابها، فهو بمثابة منبر لنشر الثقافة الإسلامية والعلوم في بلاد المغرب ومن رموزها الشيخ محمد الخضر حسين، الذي ولد في تونس وينحدر من أصول جزائرية وتولي مشيخة الأزهر الشريف بمصر عام 1952 م لمدة عامين حتى استقالته عام 1954 م، وأسد بن الفرات قاضي القيروان وتلميذ الإمام مالك بن أنس، وابن خلدون المؤرخ ورائد علم الاجتماع، والرئيس الجزائري هواري بومدين، والشاعر التونسي أبو القاسم الشابي الذي كتب قصيدة " إرادة الحياة " التي اتخذت بعضا من أبياتها لتضم للنشيد الوطني لتونس. 
ويقع أيضا في مدينة القيروان مسجد " ابن خيرون " وهو من أقدم مساجدها بعد مسجد "عقبة بن نافع" ولكن مساحته ليست كبيرة ويطلق عليه مسجد " الأبواب الثلاثة " حيث يشتمل على 3 أبواب تقع جميعها في واجهته، وينسب تأسيسه إلى محمد بن خيرون، المقرئ والفقيه وله مؤلفات عن قراءات القرآن، وأسس المسجد عام 252 هـ، ويتميز بواجهة مزخرفة منقوشة وأبوابه يعلوها زخارف ونقوش بالخط الكوفي وجميعها من الفن الإسلامي وتتخذ مئذنته شكلا مربعا. 
ويتواجد العديد من المساجد والجوامع بتونس يفوق عددها 5 آلاف مسجد، ومن بين تلك المساجد والجوامع المدرجة ضمن قائمة المساجد ذات المعالم الدينية، الجامع الكبير بمدينة صفاقس العتيقة وهو أول ما أنشئ من جوامع في تلك المدينة عام 235 هـ، وبه زخارف ونقوشات على أعمدته الرخامية ومنبره وأبواب خشبية منقوشة ويبلغ طول مئذنته 25 مترا، ويوجد به 10 "مواجل" لتجميع مياه الأمطار من فوق سطحه وساعتين شمسيتين. 
ولعب الجامع دورا هاما في حياة أهل صفاقس حيث يعد امتدادا لجامع وجامعة الزيتونة في التعليم والحصول على شهادة الأهلية بعد 4 سنوات من الدراسة، كما كان له دور في مقاومة الاحتلال، ويشهد سنويا الاحتفال بالمولد النبوي والمناسبات الدينية. 
وتشمل قائمة المساجد والجوامع ذات المعالم الدينية الجامع الكبير بمدينة سوسة الذي بني بأمر من الأمير أبي العباسي بن محمد الأغلب عام 236 هـ وغلب الطابع العسكري في بنائه لوجود أبراج دائرية حيث كانت سوسة منطلقا للعمليات العسكرية في تلك الحقبة وشملت عناصره المعمارية على كتابات بالخط الكوفي.
وهناك أيضا الجامع الكبير بمدينة المهدية الذي بني إبان حكم الدولة الفاطمية في عهد عبيدالله المهدي الفاطمي مؤسس المدينة، وهو تحفة لفن العمارة الإسلامي، والجامع الكبير بولاية المنستير الذي يحوي محرابا مكتوبا عليه بالخط الكوفي، وجامع القصر في حي المنارة بمدينة تونس العتيقة وبني في القرن السادس الهجري أثناء حكم الأمير أحمد بن خراسان ويتمتع بمئذنة زينت بالرخام والخزف تحمل طابع الفن الإسلامي.