البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

إبراهيم نصر الله: أسعى لكتابة رواية ساخرة عن المستقبل.. والتحضير لأعمالي يحتاج لأوقات طويلة

الكاتب الفلسطينى
الكاتب الفلسطينى إبراهيم نصر الله

حلَّ الكاتب الفلسطينى إبراهيم نصر الله، ضيفًا على القاهرة فى لقاء مفتوح تضمَّن مناقشة عامة لأعماله الروائية والشعرية، وعلى رأسها روايته الأخيرة «حرب الكلب الثانية»، الفائزة بجائزة البوكر للرواية العربية، أداره الروائى السودانى حمور زيادة، فى حضور مجموعة من المثقفين، منهم الروائى إبراهيم عبدالمجيد، والقاص سعيد الكفراوي.
وقال نصر الله، إن موضوع رواية «حرب الكلب الثانية» يعد موضوعًا أخلاقيًا بالأساس، فهى تطرح الأسئلة الأخلاقية الملحة فى عصرنا الحالى، مؤكدًا أن ما دفعه بالأساس لكتابة الرواية هو إحساسه ببروز نزعات العنف لدى إنسان العصر برغم توفُّر كل أسباب الجمال والخيرية، وكل مشاهد الخراب التى يراها الجميع فى العالم العربى، فهو شيء باعث على التفكير فيما يريده الإنسان حقًا، فسؤاله الأساسى الذى يطرحه بها: ما الذى يريده الإنسان فى نهاية الأمر؟
إبراهيم نصر الله، وفق ما وصفه القاص سعيد الكفراوى، هو حكاية كفاحية على مدى ثلاثين عامًا، مشيرًا إلى أنه يكافح منذ عقود لأجل تحت مشروع أدبى خاص به يستطيع فى النهاية أن يقف ويتحدث عنه بفخر، وأشار إلى أنه بدأ رحلة الكفاح هذه بالشعر، قبل أن يقتحم عالم الرواية الفسيح والواسع.
ويؤكد الكاتب الفلسطينى أن ظاهرة نفى الفردانية فى العالم المعاصر تعد إحدى الإشكاليات التى تطرحها رواية «حرب الكلب الثانية» بشكل واضح، مضيفًا أن البشر اليوم يرفضون المختلف عنهم، ولا يجدون غضاضة فى التقليد والتشبه وفقدان الذات، فالنموذج الأمريكى، مثلًا، بات اليوم هو المثال الذى يسعى خلفه الناس فى كل مكان، وهو المعيار الحضارى الذى يقيس عليه الجميع مدى تقدمهم أو تراجعهم، وهى قضية جديرة بإلقاء النظر عليها.
وأشار نصر الله إلى أن حرب الكلب الثانية ليست أولى الروايات التى سلطت الضوء على ظاهرة سقوط المثقف، فقد تناولها فى أعمال أخرى له بشكل مبكّر، وعلى رأسها رواية «عو - الجنرال لا ينسى كلابه»، ومن بعدها «شرفة الهاوية»، مشددًا على أن إشكالية سقوط المثقف تعد من القضايا الجديرة بالاهتمام له منذ فترة طويلة.
الكفراوى قال كذلك إن إبراهيم نصر الله يعد أهم الروائيين، الذين استطاعوا استخلاص التجربة الفلسطينية فى أعمالهم الأدبية، واستطاع نحت لغته وشخصياته وبصمته بحيث يستطيع القارئ أن يعرف أنه صاحب العمل المكتوب حتى وإن لم يُكتب عليه اسمه؛ وبشأن طول الفترة التى يحضِّر فيها نصر الله لأعماله، قال صاحب البوكر إنه عادة يأخذ فترة طويلة فى التحضير لكل عمل من أعماله الأدبية، فلا ينجز كتابة رواية قبل أن يفكر فيها ويحضر لها لخمس سنوات على الأقل، ويتبع التفكير بتحضير ملف شامل خاص بالرواية قبل الخوض فى كتابتها.
وبشأن ما يحلم إبراهيم نصر الله بكتابته خلال الفترة المقبلة، قال فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إنه يريد كتابة رواية ساخرة عن المستقبل، مضيفًا أن كل من كتب عن المستقبل كتب أعمالًا تشاؤمية لا تفاؤل فيها بشأن مستقبل الإنسانية أو مستقبل العالم بصفة عامة، فهى سمة سائدة فى مثل هذا النوع من الكتابات.