مدير التعاون بـ"الري السودانية": نمتلك أراضي صالحة للزراعة ونتطلع للتعاون مع مصر
التقت «البوابة نيوز» مع المهندس يوسف عبدالباقى يوسف، مدير إدارة التعاون الثنائى بالعلاقات الدولية، بوزارة الموارد المائية والرى والكهرباء بالسودان، والذى تحدث عن تطور العلاقات بين مصر والسودان، موضحا أن ملف الربط الكهربائى بين البلدين الشقيقين يأتى فى مقدمة الملفات التى ركز عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس عمر حسن البشير فى مباحثاتهما الأخيرة، وإلى نص الحوار..
هل حققت زيارة الرئيس السيسى للسودان مكاسب اقتصادية للبلدين؟
- طبعا بلا شك، أولا هذه الزيارات المتبادلة بين الرئيس السيسى والرئيس البشير قللت بل أزالت الكثير من التوتر وسوء الفهم فى العلاقات بين البلدين الشقيقين، كما أن زيارة الرئيس السيسى كان لها المردود الإيجابى الكبير فى تحسين اقتصاد البلدين، فمن ناحية السودان، بدأنا بالربط الكهربائى الذى أوشك أن يكتمل.
وكذلك فى فك الحظر التجارى بين البلدين، وبالتالى دخول المنتجات المصرية المرغوبة فى السودان، وشجع ذلك على رفع الميزان التجارى بين البلدين فى الصادر والوارد، فالصادرات السودانية كاللحوم الحية والمذبوحة والجلود، والحبوب كالسمسم والفول السوداني والصمغ العربي، ونحن نتطلع لانتعاش أكبر فى مجال ربط خطوط الغاز الطبيعى بعد الاكتشافات الضخمة من الغاز بجمهورية مصر العربية الشقيقة.
ونتطلع لتكامل زراعى وصناعى بين البلدين فالسودان يمتلك أراضى شاسعة صالحة للزراعة ومصر لديها الخبرات والموارد البشرية، ويمكن قيام مشروعات تكامل كبرى لمصلحة البلدين الشقيقين وشعبى وادى النيل.
هل تحولت خطة التعاون بين مصر والسودان للربط الكهربى بين البلدين إلى واقع حقيقي، أم أنها لا تزال فى إطار المباحثات؟
- نعم، التعاون بين مصر والسودان للربط الكهربائى بين البلدين، أصبح على أرض الواقع، ففي اجتماعات اللجنة الرئاسية العليا بالخرطوم التي عقدت، حظى الربط الكهربائى باهتمام كبير جدا من الرئيس البشير والرئيس السيسي، فالموضوعات المطروحة كانت موضوعات استراتيجية، ومن ضمنها موضوع الربط الكهربائى بين السودان ومصر كان يناقش على مستوى الوزراء.
وعلى الجانب المصرى أكد وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، أنه فى نهاية ديسمبر سيكون الخط الكهربائى قد اكتمل، وعلى الجانب السوداني، يعد المشروع عبارة عن خطوط نقل كهربائي، وكل بلد يقوم بتوصيل الخط الكهربائى للحدود وامتداده للمحطات.
فالجانب السودانى يكاد يكون أكمل امتداد المحطة التحويلية، ونفذ 85% من الخط الكهربى الناقل الرابط للكهرباء بين البلدين، وقد أكمل الخط الناقل حتى الحدود مع الشقيقة مصر، وبالتالي فالمتوقع أنه بنهاية ديسمبر سيتم الربط وسيتم استيراد الكهرباء من مصر بقدرة 100 ميجا وات كبداية، ولكن المتفق عليه قد يصل إلى 300 ميجا وات.
كما توجه إلى السودان وفد فنى من قطاع الكهرباء فى مصر من الشركة القابضة والشركات التابعة وخاصة شركة نقل الكهرباء والمباحثات الفنية ما زالت جارية.
ماذا عن استخدامات الطاقة الشمسية فى السودان؟
- الطاقة الشمسية مُطبقة فى السودان منذ فترة كبيرة ولكن بمواصفات بسيطة، خاصة بالمناطق النائية البعيدة عن الشبكة القومية، ويتم إمدادها بالكهرباء عبر الخلايا ألفوتوفلطية، وقدرتها حوالى 150 وات وتستخدم فى الإنارة، وسنقوم بإمداد حوالى مليون منزل بالمناطق الريفية بالكهرباء عن طريق الطاقة المتجددة.
وتوصيل الكهرباء من الشبكة القومية يتطلب تكلفة أعلى من تكلفة استخدام الطاقة الشمسية ويسمى هذا النظام «solar home system»، والآن مستهدف 100 ألف وحدة خلية ضوئية تتم إنارتها فى أرياف السودان المختلفة.
كما سيتم تركيب محطتى طاقة شمسية فى مدينة الأبيض والفاشر فى غرب السودان بقدرة 5 ميجا وات، ووقعت الوزارة اتفاقيات مع شركة إماراتية وشركة بريطانية وشركة ألمانية لبناء محطات الطاقة الشمسية بقدرة 1000 ميجا وات.
كما وقعت الوزارة اتفاقيتين مع شركة إماراتية دنماركية لتنفيذ محطات مياه الرى بالطاقة الشمسية، وذلك بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى وبرنامج نظم الطاقة الشمسية المنزلى والممول من بنك الادخار السوداني.
ما رأيك فى بدء اعتماد مصر على مصادر الطاقة الجديدة؟
- ممتاز جدا، وكذلك السودان، إذ إن هذه الطاقات المتجددة هى طاقة مستدامة ونظيفة صديقة للبيئة، ويزخر البلدان الشقيقان بطاقات كامنة (Potential) ضخمة لابد من الاستفادة منها، إضافة إلى أنها لا تكلف إلا القليل جدا، فى تشغيلها وبالتالى تساهم فى تقليل تعرفة الكهرباء.
ما المحطات المائية التى تم افتتاحها مؤخرا فى السودان؟
- تم تنفيذ سد أعالى عطبرة وستيت، عند التقاء نهرى أعالي عطبرة وستيت، وهما نهران موسميان، وتعمل هذه المحطة فقط فى أوقات الذروة بطاقة محدودة، لمحدودية كميات المياه.