البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

القديس يوحنا "ذهبي الفم"

البوابة نيوز

ولد القديس يوحنا الملقب بذهبى الفم عام 344 م في أنطاكية، ربته أمه "انثوسا" لأن والده الذي كان قائدًا في الجيش ومات مبكرًا وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية، أرادت أمه أن يتابع دروسه العليا على يد أشهر أستاذ وهو المعلم ليبانوس.
نبغ يوحنا وانتزع إعجاب أستاذه وزملائه حتى أن ليبانوس كتب له يقرظه على فصاحته وبلاغته وصفاء فكره، بل وفكر أن يخلفه يوحنا في إدارة مدرسته الفلسفية، لولا أن يوحنا أدار ظهره فيما بعد لأستاذه الوثني، بعد أن تعمد وانضم لكنيسة الله في سن الثامنة عشرة. وقيل إن ليبانوس سئل مرة عمن سيخلفه في إدارة مدرسته فأجاب: "يوحنا لو لم يسرقه منى المسيحيون".
وفى سن الثامنة عشرة من عمره رسم أغنسطسًا أي قارئ إنجيلي في الكنيسة وبعدها اعتزل الحياة في ضواحي أنطاكية ليعيش كراهب، وكرس حياته للرياضات الروحية والعمل اللاهوتي الجاد.
وكرس نفسه لمبادئ الرهبنة بإخلاص وحماس
فى عام 380/381 سامه الأسقف شماسًا وبعدها بست سنوات رسمه الأسقف فلافيانوس بطريرك أنطاكية، خليفة ميليتيوس، على درجة القسوسية، فانفتح أمامه مجال جديد للعمل في الكرازة بالإنجيل.
وكان يقوم بزيارة المرضى والمساجين فى سجونهم وان استطاع أن يدبر أموال كان يستخدمها في بناء المستشفيات لمعالجة المرضى، ومنازل الغرباء، ووضع على رأس كل منها كاهنين لائقين.
وفي أحد الاحتفالات الدينية المبكرة التي نظمها القديس ذهبي الفم، وكان الاحتفال بمناسبة استلام رفات القديس فوكا أسقف سينوبى (في بنطس)، تلطفت الإمبراطورة وحملت رفات القديس واخترقت به شوارع المدينة في موكب احتفالي أقيم في المساء. وفي العظة التي أعقبت الاحتفال لم يفت على الأسقف أن يلفت الأنظار إلى هذا الفعل التقوى العظيم الذي أتته الإمبراطورة.
وبعد ذلك كثرت حوله الشائعات وأنه ضد المملكة ولما انعقد المجمع واستدعاه البابا ثاؤفيلس، حدث ما حدث من مهاترات واتهامات للقديس ذهبي الفم، بحيث سرعان ما انقلبت ساحة المحكمة، ليصير القاضي (ذهبي الفم) متهمًا، والمدعى عليه (البابا ثاؤفيلس) قاضيًا.
* وفي سبتمبر عام 403 م. عقد البابا ثاؤفيلس مجمعًا يضم الأساقفة الذين يؤيدونه ولم يحتج ذهبي الفم وإن كان قد رفض المثول وترك الأمور تجرى في مجراها.
وكانت الادعاءات ضده قد قرأت في غياب القديس ذهبي الفم، واتخذ بسرعة قرار الحكم في أقل مدة ممكنة، وبأكثر عدد من الاتهامات الملفقة من أساسها، لكن تنفيذ الحكم توقف فجأة.
وفى أثناء الاحتفال بتدشين تمثال على شرف الإمبراطورة، علت أصوات تهليل الجماهير المحتشدة في الخارج، وأفسدت خدمة القداس الإلهي داخل الكنيسة الإمبراطورية القريبة من مكان الاحتفال حيث كان ذهبي الفم يقوم بالخدمة
ومرت الأحداث بسرعة، وأجبر الإمبراطور مرة أخرى على تنفيذ القرار بنفي الأسقف ذهبي الفم.
وظن الإمبراطور أنه بنفي القديس ذهبي الفم يكون قد أنهى على الموقف، ولكن دون أن يؤذى لا ذهبي الفم ولا أيًا من اتباعه.
وبعد رحيله مباشرة اشتعلت النيران في كاتدرائيته ورفض اتباع ذهبى الفم التعامل مع الأسقف الجديد الذي عينه الإمبراطور بدلًا من ذهبي الفم واسمه أرساكيوس.
وحينما بلغ يوحنا مكان نفيه، في كوكوز (أو كوكوسوس) في جبل طوروس في شمال أرمينيا، وهو غير المؤهل للسُكنى أو المأوى بطبيعته بدأ حاله يتحسن قليلًا، واهتم وهو في النفي بكل شيء فكان يعطى النصيحة ويبعث بالتحذيرات.
وفي صيف عام 405، أجبر على ترك كوكوز التي كان يهددها البربر. وأتى إلى أرابيسوس، حيث تبعه جمهور عظيم من السائحين الذين أرادوا أن يروه ويزوروه ويتكلموا معه.وفي نهاية صيف عام 407 م. وردت التعليمات بنقله إلى أبعد ركن في الإمبراطورية. أي إلى بتيوس على البحر الأسود.
وكان هذا التنقل يؤثر على صحته حتى انه أشرف على الموت، فأجبروه على السير، وكانت الحمى تُلهب جسده وكانت المسافة إلى "كومان" حيث سيرحل 5 أميال، وبعد 5 أميال من السير، انهار تمامًا فأعيد إلى كومان، ملفوفًا في كفن أبيض وفارق الحياة.
يذكر أن الكنيسة تعيد له فى كل عام فى نفس هذا اليوم الموافق الثالث عشر بعيد القديس يوحنا الذى لقب بذهبى الفم، نظرا لمشواره الطويل في القرن السادس الميلادي، فى التبشير والكلمات المتقنة الواضحة وإعجاب الكثيرين بوعظه لهم.