صباح.. شحرورة الفن
صباح، مغنية وممثلة لبنانية راحلة، أحد أيقونات الفن العربي، وواحدة من الأيقونات اللبنانية إلى جانب فيروز ووديع الصافي، تركت خلفها إرثا فنيا كبيرا، خلدها كأسطورة فنية على مر السنوات، واحتفالًا بذكرى ميلادها "البوابة نيوز" ترصد عددا من محطاتها المهمة.
ولدت جانيت جرجس فغالي (صباح)، في 10 نوفمبر 1927 في بعبدا إحدى القرى اللبنانية بمحافظة جبل لبنان، بدأت مسيرتها الفنية منذ الصغر واستطاعت أن تتميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة في هذا التوقيت.
رشحت "داغر" صباح للعمل بأحد مشاريعها السينمائية الجديدة، وكلفت الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وكان عمرها وقتها حوالي 18 عاما ويقال إن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الأغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا.
تمتلك صباح رصيدًا كبيرًا في السينما والتلفزيون بأكثر من 93 عملا فنيا تقريبًا على مدار أكثر من 4 عقود، وقرابة 27 مسرحية بلبنان، ولديها أيضا رصيدا غنائيا ضخما بنحو 128 أغنية تقريبًا.
وتعتبر صباح، ثاني فنانة عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينيات تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية وذلك في منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناجري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيجاس وغيرها.
توفيت فجر الأربعاء 26 نوفمبر عام 2014 في مقر إقامتها عن عمر ناهز 87 عامًا، وكانت قد أوصت قبل موتها بأنها تريد أن تشيع جنازتها على أنغام أغانيها، وهذا ما تم تنفيذه حيث إن جنازتها امتلأت بأغانيها والرقصات الشعبية.