البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"ألبير كامو".. حصل على نوبل لنقده "عقوبة الإعدام"

الفيلسوف الفرنسي
الفيلسوف الفرنسي الشهير ألبير كامو

ولد الفيلسوف الفرنسي الشهير ألبير كامو في الجزائر، بعد الاحتلال الفرنسي، لعائلة من المستوطنين الفرنسيين، كانت أمه من أصول إسبانية، عاش هو وامه حياة صعبة خاصة بعد وفاة والده في الحرب العالمية الأولى، مما اضطره للعمل منذ صغره في أعمال يدوية بسيطة، للتغلب على الفقر..
أصيب "كامو"، بمرض السل خلال دراسته بالجامعة، مما ترتب عليه تراجع نشاطه الدراسي والرياضي خلال هذه الفترة.
حصل على إجازته في الفلسفة عام 1935، وفي العام اللاحق قدم بحثه في الأفلاطونية الجديدة.
التحق كامو بالحزب الشيوعي الفرنسي عام 1934م، وذلك مساندة للوضع السياسي في اسبانيا.
في عام 1936م شارك كامو في نشاطات شيوعية جزائرية تنادي بالاستقلال، ولم يعجب ذلك رفاقه في الحزب الشيوعي الفرنسي.
عمل بشكل متقطع في المسرح والصحافة وقد كتب اثناء عمله الصحفي عن ظروف العرب السيئة فخسر وظيفته.
في الفترة الأولى من الحرب العالمية الثانية، كان ألبير كامو من دعاة السلم، لكن فيما بعد، وبالذات عندما أعدم النازيون كابرييل بيري، تبلور موقفه من المقاومة ضد الاحتلال النازي وانضم إلى خلية "الكفاح"، وعمل محررا لجريدة تحمل نفس الاسم، وشارك كامو في المقاومة الفرنسية ضد النازي أثناء إقامته متخفيًا في باريس يكتب في صحيفة «كومبا» باسم مستعار.
في هذه الفترة، وتحديدا في عام 1942 انتقل إلى بوردو، وأنهى في هذه السنة بالذات أول مؤلفاته " الغريب، وأسطورة سيزيف. 
في عام 1943 التقى بالفيلسوف المعروف جان بول سارتر خلال افتتاح مسرحية الذباب التي كتبها جان، ونشأت بينهما صداقة عميقة نتيجة تشابه الأفكار بينهما وإعجاب كل منهما بالآخر الذي كان قبل اللقاء بسنوات وذلك من خلال قراءة كل منهما كتابات الآخر.
مع نهاية الحرب، ظل كامو رئيسا لتحرير جريدة الكفاح، إلى أن فقدت مغزاها النضالي وصارت مجرد جريدة تجارية، فتركها عام 1947م، وصار مقربا اكثر من دائرة سارتر وصار أهم أعضاء حاشية سارتر في جادة السان جرمان. 
قام كامو بجولة في الولايات المتحدة وقدم عدة محاضرات عن الوجودية، ورغم أنه حسب على اليسار السياسي إلا أن انتقاداته المتكررة للستالينية اكسبته عداء الشيوعيين، وعزلته لاحقا حتى عن سارتر.
في عام 1949 عادت إليه آثار مرض السل وعزلته في مصح لمدة عامين، وفي عام 1951م نشر كتابه التمرد الذي قدم فيه تحليللا فلسفيا للتمرد والثورة واعلن فيه رفضه الصريح للشيوعية، الامر الذي أغضب الكثير من زملائه وأدى إلى انفصاله النهائي عن سارتر، ودخل في عزلة قاسية، بسبب النقد الذي قوبل به كتابه هذا، وبدأ بترجمة المسرحيات بدلا من الإنتاج والتأليف.
إنجازاته الفلسفية:
أهم إنجازات كامو الفلسفية كانت فكرة العبث أو اللا معقول، تلك الفكرة الناتجة عن حاجتنا إلى الوضوح والمعني في عالم مليء بظروف لا تقدم لا الوضوح ولا المعنى، وهي الفكرة التي ابدع في تقديمها في أسطورة سيزيف، وفي الكثير من أعماله الأدبية، البعض يرى أن كامو لم يكن وجوديا بقدر ما كان عبثيًا.
في منتصف القرن العشرين تفرغ كامو للعمل الإنساني، وفي عام 1952، استقال من منصبه في منظمة اليونسكو احتجاجا على قبول الأمم المتحدة لقبول عضوية أسبانيا وهي تحت حكم الجنرال فرانكو. 
القتل في الفلسفة العدمية:
من معتقداته التي نادى بها كثيرا، قال ألبير كامو: "نحن لا ننشد عالمًا لا يقتل فيه أحد بل عالمًا لا يبرر فيه القتل"، مؤكدا على أنه لا يحاول تبرير القتل، بل يوضح أنه ليس مبرر أخلاقي وذلك وفقا العدمية.
فالعدمية تقول بانعدام المعنى وبالتالي انعدام الأخلاق وأن الأخلاق نسبية ولا وجود لشيء اسمه الضمير الإنساني، فلا فرق إذًا بين الموت والقتل فكل المصائر متساوية لأن النهاية هي العدم.
موقفه من الثورة الجزائرية:
اندلعت حرب الاستقلال الجزائرية في عام 1954 سببت لكامو حيرة نفسية ومعضلة اخلاقية، وكان يتصور امكانية حصول حكم ذاتي في الجزائر، أو حتى حصول العرب على فدرالية خاصة بهم، لكنه لم يتصور فكرة الاستقلال التام.
كانت تلك الأفكار مرفوضة من الجانبين، لكن ذلك لم يمنعه من مساعدة السجناء الجزائريين سرا، وأولئك الذين كانوا يواجهون عقوبة الإعدام في السجون الفرنسية في الجزائر.
أيد كامو الثورة الجزائرية باعتبار الجزائر هي العرب، فضلا عن التعدد العرقي كأمازيغ وفرنسيين ويهود، طالبا العدل والمساواة للجميع، في دولة بها نسبة كبيرة للتعددية.
وصل عدد المستوطنين الفرنسيين وقتها، لحوالي أكثر من مليون، فاستغلوا السلطة، مما دفعه افضح الاستعمار لأنه كان مؤيدا للجزائر وطنه الحبيب، ثم هاجر بعدها لفرنسا.
جائزة نوبل للأدب:
كتب لصحيفة الإكسبريس في الفترة 1955 و1956، وكتب كتاب السقطة وغيرها من المؤلفات التي ذاع صيته في عهده، وحاز على جائزة نوبل في الأدب، تكريما له على سلسلة مقالات نشرتها له، صحيفة الاكسبريس، كان انتقد فيها عقوبة الإعدام.
وفاته:
توفى كامو في حادث سيارة في 4 يونيو 1960، كانتوله مقولة في أول حياته الأدبية، وهي أن أكثر موتا عبثيا يمكن تخيله هو الموت في حادث سيارة.