"الجرائم الإلكترونية" خطر يهدد المصريين
الجرائم الإلكترونية.. تحولت خلال الفترة الماضية إلى ظاهرة، أثارت الكثير من علامات الاستفهام، خاصة أنها تضمنت العديد من الوقائع الخطيرة التى تطورت إلى حد استخدام الشبكة العنكبوتية فى استدراج للقتل أو السرقة أو حتى الشذوذ الجنسى، ومعها تغير مفهوم الجريمة وتطورت أساليب تنفيذها، وبات عالم الإلكترونيات خطرًا يداهم المجتمع.
ولم يعد يتوقف الخطر الإلكترونى عند هذا الحد بل أصبح ملاذًا جديدًا للجرائم الجنسية وشبكات الدعارة، فصار الإنترنت خطرًا يداهم الأطفال والكبار، وهو ما دفع الكثير من المتابعين إلى ضرورة فرض أو اللجوء لعدد من الطرق التى تسهم فى تشديد الرقابة على هذه التكنولوجيا التى دخلت نطاق تهديد أمن واستقرار المجتمع.
قادت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، أجهزة الأمن للقبض على شبكة دعارة لتبادل الزوجات والصور الجنسية العارية فيما بينهم بمنطقة عين شمس بمحافظة القاهرة.
وكانت قد وردت معلومات لمباحث الإنترنت، تفيد بقيام عامل بإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، يعرض فيها صورًا لزوجته بأوضاع مخلة بالآداب، ويعرضها على راغبى المتعة.
وبفحص صفحة المتهم على موقع التواصل الاجتماعى، تبين أن المتهم أرسل صور زوجته بملابس مثيرة إلى راغبى المتعة، الذين يرغبون فى إقامة حفلات جنسية بتبادل الزوجات، وتبين وجود أشخاص يتواصلون معه، ويرغبون فى تبادل زوجاتهم فى شقته بعين شمس، حيث تم التوصل إلى هوية المتهم، وانتقلت قوة أمنية إلى مكانه، وألقت القبض عليه هو وزوجته وضبطت هواتف المحمول وأجهزة اللاب توب فى منزله وتم عرضهما على النيابة العامة.
تبادل الزوجات فى شبرا الخيمة
كما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على شبكة لتبادل الزوجات فى منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.
وكانت معلومات قد وردت لضباط مباحث الآداب، تفيد بقيام «سيد. م»، ٣٢ سنة، وزوجته «سماح. س»، بإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، لاستقطاب راغبى المتعة المحرمة لإقامة حفلات جنس جماعى، ويشترط فيها أن يتبادل كل منهم زوجته، كذلك إرسال صور لها وقسيمة الزواج للتأكد من الجدية، وعقب تقنين الإجراءات اللازمة وعمل التحريات تم ضبط المتهم وزوجته، وتم تحرير المحضر بالواقعة للعرض على النيابة.
أدمن صفحة ينتحل صفة ضابط شرطة
ألقت الأجهزة الأمنية القبض على شخص انتحل صفة ضابط شرطة لاصطياد والإيقاع بالنساء، حيث أنشأ حسابًا وهميًا على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» باسم مباحث الإنترنت، فى محاولة منه لتفاعل المواطنين واستغلال سلطته الوهمية بمنطقة الباجور بمحافظة المنوفية.
وبعد رصد تلك الصفحة وعمل التحريات تمكن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من القبض على «عبدالرحمن م» حاصل على دبلوم ومقيم بدائرة مركز شرطة الباجور بالمنوفية، وعقب تقنين الإجراءات والتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن المنوفية تم استهداف المتهم وضبطه بمحل إقامته، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وانتحال صفة ضابط لرغبته فى إقامة علاقات صداقه مع الفتيات. وتم تحرير محضر بالواقعة للعرض على النيابة.
شاب يبتز فتاة بنشر صورها على فيسبوك
تمكن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية، من القبض على شاب لقيامه بابتزاز فتاة لدفع مبلغ مالى قدره ٢٠ ألف جنيه مقابل عدم نشر صورها والتشهير بها على فيسبوك بمنطقة ديرب نجم، محافظة الشرقية.
البداية كانت ببلاغ من فتاة إلى مباحث الإنترنت، عن قيام شاب بابتزازها لطلب مبلغ مالى ٢٠ ألف جنيه، مقابل عدم نشر صور لها على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، وبعمل التحريات والتنسيق مع أمن محافظة الشرقية تم ضبط «طارق م»، ٢٤ سنة، مقيم ديرب نجم، مركز الزقازيق، لابتزازه الفتاة وطلب مبلغ مالى منها، لإجبارها على فسخ خطبتها من الشخص الجديد الذى تقدم لخطبتها، ووافقت عليه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة لحبه لتلك الفتاة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.
مقتل طالب جامعى
كما نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، من كشف غموض مقتل طالب جامعى بمنطقة النزهة، حيث تبين أن وراء الواقعة شخصين قاما باستدراج الطالب من خلال أحد مواقع التسوق الإلكترونى بقصد السرقة بمنطقة النزهة.
كانت البداية بالعثور على جثة «محمد. أ» طالب بكلية الهندسة جامعة بنها فى إحدى الحدائق بدائرة قسم شرطة النزهة، وبها عدة إصابات عبارة عن طعنات نافذة بالظهر والبطن، وما أفادت به والدته بخروجه من المسكن لشراء جهاز «لاب توب» من أحد الأشخاص غير معلوم لديها، تعرف عليه من أحد مواقع التسوق الإلكترونى، واتفقا على التقابل بمحل البلاغ، وبحوزته مبلغ ٢٥ ألف جنيه، وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلًا من «أحمد م»، ١٨ سنة طالب، و«حسين ع» ١٨ سنة طالب، ويقيمان بدائرة قسم شرطة عين شمس، وبعمل الأكمنة تم القبض على المتهمين اللذين اعترفا بارتكابهما الواقعة بقصد السرقة، وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة للعرض على النيابة.
وحول انتشار تلك الظاهرة يقول الدكتور محمد صبرى الشرنوبى، المحامى، إن قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية الجديد والذى نشر فى الجريدة الرسمية والعمل به من اليوم التالى وذلك بتاريخ ٢٠١٨/٨/١٩.
وتنص المادة ١٨ منه على أن جريمة الاعتداء على البريد الإلكترونى أو المواقع أو الحسابات الخاصة، يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر، وبغرامة لا تقل عن ٥٠ ألف جنيه، ولا تجاوز ١٠٠ ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين كل من أتلف أو عطل أو أبطأ أو اخترق بريدًا إلكترونيًا أو موقعًا أو حسابًا خاصًا بأحد الناس.
فإذا وقعت الجريمة على بريد إلكترونى أو موقع أو حساب خاص بأحد الأشخاص الاعتبارية الخاصة، تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ٦ أشهر وبغرامة لا تقل عن ١٠٠ ألف جنيه ولا تجاوز ٢٠٠ ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وأضاف الشرنوبى أن المادة ٢٣ من قانون الجرائم الإلكترونية ينص على أن جرائم الاحتيال والاعتداء على بطاقات البنوك والخدمات وأدوات الدفع الإلكترونى، ويعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر والغرامة التى لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات، فى الوصول دون وجه حق إلى أرقام أو بيانات أو بطاقات البنوك والخدمات أو غيرها من أدوات الدفع الإلكترونية.
وأكد أنه إذا كان المقصود من ذلك استخدامها فى الحصول على أموال الغير أو ما تتيحه من خدمات، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه، ولا تجاوز مائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة، والغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز ٢٠٠ ألف أو إحدى هاتين العقوبتين، إذا توصل من ذلك إلى الاستيلاء لنفسه أو لغيره على تلك الخدمات أو مال الغير.
وفى جميع الأحوال يجوز للمتهم فى أية حالة كانت عليها الدعوى الجنائية، وقبل صدور الحكم باتًا، إثبات الصلح مع المجنى عليه أو وكيله الخاص أو خلفه العام، أمام النيابة العامة والمحكمة المختصة بحسب الأحوال.
فيما قالت الدكتورة فاطمة زغلول المحامية بالنقض، إن الشبكة العنكبوتية هى مجال واسع للغاية يصعب إخضاعه للرقابة الكاملة فهو أمر يعد فى غاية الصعوبة، وأضافت أنه لا بد من تدقيق البيانات عند إنشاء حساب لشخص على مواقع التواصل، من خلال حفظ البيانات الأساسية من اسم كامل وصورة للبطاقة ورقم الهاتف وعنوان وكل العوامل التى تحقق الهوية بالكامل حتى يسهل التواصل والتعرف على هويته الحقيقية.
وأشارت إلى أنه فى حالة مواقع البيع والشراء لا بد عند التعامل مع تلك الشركات والذهاب إلى أحد فروعها برفقة أحد، ولا يصح الذهاب مفردًا للقاء شخص غريب دون التحقق من هويته ومعرفة أغراضه الدفينة، ولا بد من توعية الأطفال وكذلك الكبار فى كيفية التعامل مع الإنترنت وكيفية الاستفادة منه والحرص من الانسياق فى الجانب الآخر منه، والتحذير المستمر من خطر المواقع الإباحية والمواقع التى تنتحل صفة شركات للتسويق، وكذلك الأمر بالنسبة للألعاب التى قد تعرض حياة الفرد للخطر.
كما طالبت بتغليظ العقوبات لتكون رادعًا لتلك الجرائم التى تفشت فى الآونة الأخيرة، وأصبحت تمثل خطرًا داهمًا على الفرد والمجتمع على حدٍ سواء، فالحروب والقضاء على الشعوب لم يعد حربًا فى الميدان بل عن طريق المخدرات والإنترنت ونشر المواقع الإباحية لتدمير الشباب، وبالتالى تدمير المجتمع بالكامل.