البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

صلاح فضل: "الريادة المصرية" فقدت مكانتها في الوقت الحاضر

صلاح فضل
صلاح فضل

أكد الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، رفضه ما يردده بعض المثقفين طوال الوقت حول إعادة الريادة المصرية.
وقال، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»: «أنا أعترض على تلك المقولة حيث لا يوجد ما يسمى إعادة الريادة المصرية، وأن كل من درس بعمق المرحلة التاريخية التي قامت فيها مصر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين بدورها الرائد في قيادة حركة النهضة العربية فى مختلف المجالات، ابتداءً من فكرة إنشاء الدولة الحديثة ذاتها، وأن يكون لها طابع مدنى، يقتضى وجود رئيس للدولة تنسلخ بها الدول العربية من الإمبراطورية العثمانية بخلافاتها التي كان يطلق عليها» خلافة الرجل المريض فى تركيا»، إلى بدء مشروع التعليم المدني؛ الذى يبنى مؤسسات الدولة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إلى بدء المشروع الطموح بالاتصال المباشر بالحضارة الغربية، واقتباس أدواتها فى الحكم وفى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ثم إلى قيادة الفكر العربى. باستحداث أنماط جديدة الحياة وبعث حركة الفنون الآداب بإنشاء المسارح والفرق الغنائية وتأسيس السينما والصحافة؛ كل ذلك قامت فيه مصر بالدور الرئيسى كرأس حربة للنهضة العربية الحديثة».
وأكد فضل أن بعض المجتمعات الأكثر تطورًا وقابلية مثل الشام والعراق، ما لبثت أن لحقت بها وحملت شعلة الاستقلال لبقية الدول العربية، والتخلص من الاستعمار الفرنسى الذى كان غائمًا على شمال أفريقيا والاستعمار الإنجليزى الذى كان مسيطرًا على دول الخليج وعلى مصر ذاتها والسودان كل هذا مثلت فيه مصر دور الريادة التاريخية حيث أنشأت فيها أول جامعة عربية مدنية فى مطلع القرن العشرين وتعلم فيها أبناء الأمة العربية كلها، وبدأوا فى إنشاء الجامعات فى بلادهم واقتباس النظم التى سبقت إليها مصر».
مضيفًا: «أن هذا المفهوم للريادة مرتبط بتطور تاريخى وحضارى، لا يمكن أن يتكرر فى فترة أخرى، لا فى الوقت الراهن ولا فى المستقبل، لكن تظل القوة البشرية التى تنبثق من أرض الكنانة والمتمثلة فى علمائها وأدبائها وخبرائها فى القانون والاقتصاد والعلوم السياسية والعلوم الطبيعية والإنسانية، يظل كل ذلك خميرة النهضة العربية، والطاقة الخلاقة التى تعمل مثلما فعلت فى الماضى على دفع حركة التقدم للشقيقات العرب من الدول التى أخذت تملك من أسباب القوة المادية المتمثلة اقتصاديًّا فى البترول، والمتمثلة فى أبنائها المتفوقين فى مختلف العلوم دور الرفقة والريادة».
واختتم، قائلًا: «إن مصر الآن تعمل بصحبة شقيقاتها العربيات، وبعضها قد تقدم عليها فى بعض المجالات فى موكب النهضة العربية الشاملة، ولا ينبغى لنا فى هذا الإطار أن نردد كالببغاوات مقولة الريادة المصرية، بل يجب أن نضع محلها فكرة الأخوة فى العروبة، والسعى المشترك لتأسيس الحكم الرشيد للنظام الديمقراطى فى كل الدول، والتعاون الاقتصادى الذى يمكن أن يسفر عن نموذج مشابه لنموذج الاتحاد الأوروبى، والتقدم الحضارى بالعلم والإنتاج، والانخراط فى عصر المعلومات الجديد».