البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حقول الغاز الشمسي- 4


اختلف النهج الصينى لتنمية ونشر تقنيات طاقة الرياح عنه فى الخلايا الشمسية، ففى الأول عمدت إلى إقامة صناعة محلية، سواء من خلال شراكات مع مُصنعين عالميين ذوى خبرات أو إقبال شركات عالمية مثل إنركون الألمانية، وجنرال إليكتريك الأمريكية، وسوزلون الهندية، وفيستاس الدنماركية على فتح خطوط إنتاج لتوربيناتها فى الصين، وتعد الفترة من 2005- 2010 الأكثر من حيث الإقبال، من ثم، أصبح لدى الصين شركات وطنية، مثل، جولد ويند Gold Wind، إينفيجن Envision، اللتان شاركتا بنسبة تصل إلى 17% من إنتاج التوربينات عام 2017، بِيع أغلبها، 90%، فى السوق الصينية مع العمل على فتح آفاق التسويق خارجها.
على خلاف ذلك، تحول المنهج الصينى فى استثمارات الخلايا الشمسية إلى الاستحواذ على مصانع الخلايا الشمسية فى أوروبا وآسيا، ما أدى إلى تحقيق المزايا التالية، التمتع بالسمعة الطيبة للمنتجات الأوروبية وامتلاك المنافسين بدلا من مواجهتهم، أدى ذلك لارتفاع مشاركة الصين فى مجال إنتاج الخلايا الشمسية من 1% عام 2001 إلى نحو 50% عام 2010، تلا ذلك إنتاج 21 جيجاوات عام 2011 لتشارك بنحو 60%، ساند ذلك تخصيص منح حكومية لإنشاء مراكز بحثية فى مجالات السليكون وكذلك Thin Film والمكونات ذات الصلة، البطاريات، مغيرات التيار Inverters. 
تطورت الريادة الصينية فى هذا المجال عامًا بعد عام، فمن أصل أكبر عشر شركات لتصنيع الخلايا كانت هناك شركتان صينيتان عام 2006، ارتفعت إلى ست شركات عام 2010، وحاليًا إلى ثمانى شركات. وتعتمد الاستراتيجية الصينية فى نشر الخلايا الشمسية على إتاحة تمويل ميسر بنسب فائدة بالغة التدنى، تقترب من الصفر، ومدد سداد تصل إلى 20 عاما شريطة توريد ما لا يقل عن خمس وثمانين بالمائة من المكونات من السوق الصينية، يدعم ذلك احتياطى نقدى من الدولارات يتخطى الثلاثة تريليونات، أى أكثر من ثلاثة أمثال اليابان، والتى تلى الصين فى الترتيب العالمى من حيث الاحتياطيات، الأمر الذى أدى فى العام الماضى إلى تجاوز إجمالى القدرات المركبة فى الصين، 53 جيجاوات، وحدها ما تم تركيبه فى أنحاء العالم، 98 جيجاوات.
من حيث المنافسة العالمية يبدو المشهد أكثر تعقيدًا، فهناك 30% زيادة فى المعروض بالسوق العالمية من الخلايا الشمسية يتواصل معه تدنى الأسعار، وهو أمر لا شك فى صالح المستثمرين الراغبين فى الاستفادة من هذا الانخفاض وفى الدول الراغبة فى خفض استهلاكاتها من الوقود الأحفورى، فكيف كانت المسارات؟، وللحديث بقية.