البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"Venom" المسمار الأول في نعش عالم "سوني" الخارق

فيلم Venom
فيلم Venom

لطالما كان عالم شخصيات «السوبر هيرو» المستند على قصص الرسوم المصورة، حلمًا ومشروعًا مستقبليًا ضخمًا يراود شركة «سونى» الترفيهية، عقب نجاحها فى إنتاج سلسلة أفلام «Spider Man» التى بدأها النجم توبى ماغواير عام 2002، واستكملها لاحقًا كل من أندرو جارفيلد، وتوم هولاند، واستطاعت أن تجنى قرابة 4.8 مليار دولار من شباك التذاكر العالمى حتى آخر أجزائها «Spider-Man: Homecoming» الذى صدر العام الماضى. وعلى غرار شركات «ديزنى ومارفل» و«وارنر بروس ودى سى» نمت لدى «سونى» فكرة خلق عالم ضخم يضم شخصيات الرسوم المصورة المرتبطة بعالم «سبايدر مان»، والتى تضم «جرين جوبلن» و«نيو جوبلن» و«ساند مان» و«إليكترو» و«النسر – Vulture»، إضافة إلى شخصية «السم - Venom» والتى منحتها «سونى» الأفضلية لتكون أولى شخصيات عالم «السوبر هيرو» الخاص بها، فى محاولة من الشركة لاستقطاب شريحة واسعة من عشاق هذه النوعية من الأفلام التى يتنامى جمهورها يومًا تلو الآخر.
عوامل كثيرة جعلت فيلم «Venom» محط أنظار الجميع قبيل إطلاقه بصالات السينما، كان أهمها بطل الفيلم توم هاردى، الذى يُعد واحدًا من أهم ممثلى هوليوود المخضرمين، خاصة أنه نجح فى خوض تجربة أفلام «السوبر هيرو» من قبل مع المخرج الإنجليزى كريستوفر نولان، حينما قدم شخصية «الهلاك – Bane» بفيلم «The Dark Knight Rises» عام ٢٠١٢، وحازت على إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء؛ ولكن كل هذا لم يكن شفيعًا لفيلمه الجديد الذى حاز على تقييمات سلبية عديدة بسبب ضعف النص وسوء التنفيذ، واعتماد السطحية فى رسم عدد من الشخصيات الرئيسية بالفيلم، كالنجمة ميشيل ويليامز التى تلعب دور «أنى وينج»، والممثل الشهير ريز أحمد الذى جسد شخصية «كارلتون دراك»، وكان أحد أهم علامات الاستفهام، كونه محور الشر بالعمل ولكن ضعف السيناريو لم يعطه الفرصة ليصبح القطب الثانى بالصراع فى هذه الحبكة الرديئة.
أحداث الفيلم تدور حول (إيدى بروك - فينوم) العدو اللدود لـ«سبايدر مان»، والذى يُعد أحد أكثر شخصيات عالم «مارفل» غموضًا وتعقيدًا وشرًا؛ يعمل «إيدى» كصحفى استقصائى، يقوم بتعقب الأشخاص الذين لا يتم تعقبهم، فكان فى البداية شخصًا عاديًا، إلى أن قرر فى يوم تعقب رئيس شركة لعلوم الأحياء لكنه فشل فى ذلك، ولكن فى نفس اليوم يلتقى بامرأة تعمل فى نفس الشركة، وقد أخبرته أن الشركة قد اكتشفت كائنا قد سمى بالسمبيوت (الكائن التكافئى) وأنها تقوم بتجارب سيئة على الكثير من البشر من خلال دمج «السمبيوت» مع البشر، لذا قررت مساعدته فى دخول الشركة سرًا وكشف أسرارها القذرة، وأثناء تواجده يتعرض للهجوم من قبل أحد البشر الذين تم استخدامهم كفئران تجارب، وبعد أن تمكن من الهروب قام بالاتصال بمن ساعدته فى التسلل ليخبرها بما حدث وأنه أصبح يشعر بأنه مريض ويتحدث مع الكائن «Venom» دون أن يعرف ما يجرى معه، بعد ذلك يأتى أشخاص من الشركة ليستعيدوا الكائن «Venom» ولكن يتمكن «إيدى» من قتالهم والنجاة، بعد ذلك يتفق مع «Venom» على قتال الأشخاص الأشرار، وبسبب الاستحواذ الذى قام به الكائن الفضائى، ومنذ هذه اللحظة تغير كل شىء متعلق بحياته، فأمسى هو والكائن الفضائى كيانًا واحدًا لا يتجزأ.
العلاقة الغريبة بين الصحفى «إيدى» وشخصية «Venom» كانت إحدى نقاط القوة فى أداء هاردى، لا سيما فى الفيلم بوجه عام، والسبب يعود فى قدرة هاردى على التحول من حالة الصحفى الهادئ الطيب إلى تلك الشخصية الشريرة، بجانب تضمن أدائه حسًا كوميديًا بعدد من المشاهد، رغم عدم ظهور الشخصية بشكل كامل بسبب حذف ما يقارب من ٣٠ إلى ٤٠ دقيقة من مشاهده، الأمر الذى أثر على الشخصية والفيلم بشكل سلبى، وكشف إلى أى مدى كان هناك العديد من التخبط خلال عملية الإنتاج، وهو ما يعود للذاكرة ما حدث بفيلم «Justice League» الذى كان كارثة فنية بكل المقاييس، والسبب يرجع إلى حذف شركة «وارنر بروس» ما يزيد على نصف ساعة من الفيلم، وهو ما كشفه المخرج زاك سنايدر لاحقًا.
هذه البداية المتخبطة لعالم «سونى» السينمائى الجديد، سوف تجعلها تعيد التفكير بعناية قبل إصدار أى من أفلام شخصيات «السوبر هيرو» التى تخطط لإطلاقها خلال الفترة المقبلة.