البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الجماعات الإرهابية وإسرائيل.. السير على نفس الدرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فى مثل هذه الأيام منذ ٤٥ سنة امتزج دم المصريين بتراب الوطن، محققًا نصرًا مجيدًا خلدته الذاكرة الوطنية باعتباره أعظم انتصاراتها فى العصر الحديث، ليضاف إلى سجلات الانتصارات الخالدة التى سطرها العرق والدم المصرى فى العديد من المواقع التاريخية، مثل «حطين، عين جالوت، قادش، ومجدو».
تلعب الانتصارات العسكرية الكبرى- مثلها مثل الثورات- دورًا كبيرًا فى ترسيخ الهوية الوطنية للشعوب وإعلاء قيم المواطنة فى المجتمعات الحديثة، فإلى اليوم يتغنى الشعب الفرنسى بذكرى ثورة «الباستيل»، رغم مرور ما يتعدى قرنين من الزمان على حدوثها (١٤ يوليو ١٧٨٩) ويتغنى الشعب الأمريكى بالذكرى السنوية لاستقلاله رغم مرور أكثر من قرنين على ذلك (٤ يوليو ١٧٧٦).
لذا نجد كل شعوب العالم تخصص يوم استقلالها أو انتصارها عيدًا قوميًا لها، يتم من خلال تلك الذكرى تعميق أواصر الوحدة الوطنية، وغرس بذور الوطنية وحب البلاد فى نفوس أطفالها حتى يشبوا على حب الوطن والتضحية من أجله.
لعل ما يميز انتصار أكتوبر المجيد هو حالة التضافر العربى التى نجحت الإدارة السياسية المصرية فى تحقيقها آنذاك، فمعظم الدول العربية شاركت بشكل أو بآخر فى هذا الانتصار العظيم، ليصبح «السادس من أكتوبر» يومًا خالدًا ليس فى ذاكرة الشعب المصرى فحسب، بل أيضًا فى ذاكرة الأمة العربية.
وفى الوقت الذى وطأت فيه أقدام الجنود المصريين الضفة الشرقية لقناة السويس، كانت جحافل الجيش العربى السورى تدك معاقل العدو فى هضبة الجولان واحدة تلو الأخرى، واضعة نصب أعينها هدفًا واحدًا هو تخليص الأمة العربية من عار لزمها طيلة ست سنوات منذ هزيمة يونيو ١٩٦٧.
وفى هذا الإطار أيضًا انبرت جل الدول العربية لتقديم إسهاماتها فى النصر العظيم كدول: المغرب والجزائر والعراق، ودول الخليج مثل: السعودية والإمارات، حيث حملوا لواء الحرب الاقتصادية على الدول الغربية بقطع إمدادات النفط لها، بسبب دعمها لإسرائيل فى تلك الحرب.
الإخوان فى سوريا
رغم كون السادس من أكتوبر يومًا خالدًا فى الذاكرة العربية، كيوم للعزة والانتصار لكن قوى التطرف والإرهاب رفضت الاحتفال بذلك اليوم، وعملت على تعكير صفو احتفالات المصريين والعرب بذكرى نصرهم المجيد وتحرير أراضيهم من الذل والاستعمار، سواء من خلال الاستهانة بحجم النصر أو تصيد تلك الذكرى لارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية لترويع الآمنين، ومحو ذلك النصر العظيم من ذاكرة الأمة العربية وقتل فرحة الشعب بذكرى انتصاره.
رغم ادعاءات الجماعات الإسلاموية مثل الإخوان والسلفيين وغيرهم اعتزازهم بنصر أكتوبر، فإن واقع أفعالهم وممارساتهم كشف عن حقيقة نواياهم إزاء تلك الذكرى، ورغبتهم الدفينة فى إخفائها من ذاكرة الوطن العربي، لذا سيحاول هذا التحليل الكشف عن صور وأسباب خصومة الجماعات الإسلاموية مع ذكرى نصر أكتوبر.
عداء لنصر أكتوبر
اتخذت الجماعات الإسلاموية صورًا شتى فى عدائها مع ذكرى انتصار أكتوبر بعضها مال ناحية التقليل من أهمية الانتصار والإنجاز، والبعض الآخر حاول التنكيد على الشعوب العربية بارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية بالتزامن مع تلك الذكرى السنوية، وهو ما يتضح فى النقاط التالية:
الاستهداف المبكر
عكست حالة الاستهداف المبكر لنصر أكتوبر كمية البغض والكره الذى تكنه الجماعات الإسلاموية تجاه هذا النصر والجيوش التى ظفرت به، فلم يكد يمر بضعة أشهر على نصر أكتوبر حتى أقدمت إحدى الجماعات المتطرفة على ارتكاب حادث «الكلية الفنية العسكرية» فى أبريل ١٩٧٤ الذى يعد أول حادث إرهابى يستهدف الجيش المصرى بعد ٦ أشهر فقط من نصره فى أكتوبر ١٩٧٣.
ولم تتوقف حالات الاستهداف للجيشين المصرى والسورى طوال الفترة التى أعقبت نصر أكتوبر، ففى ١٦ يونيو ١٩٧٩ تعرضت مدرسة المدفعية فى مدينة حلب شمال سوريا لحادث إرهابى نفذته عناصر من «الطليعة المقاتلة» الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين فى سوريا، وبلغت ذروة الاستهداف فى الذكرى السنوية الثامنة لنصر أكتوبر (٦ أكتوبر ١٩٨١) حين تسللت بعض العناصر المتطرفة إلى صفوف الجيش، واغتالت الرئيس المصرى بطل معركة العبور «محمد أنور السادات»، أثناء مشاهدته العرض العسكرى الخاص بالاحتفال بتلك الذكري.
حرصت الجماعات المتطرفة من الاستهداف المبكر لنصر أكتوبر إلى محاولة قتله فى نفوس العرب والمسلمين من ناحية، وجذب انتباه الجيوش العربية بعيدًا عن استكمال مسيرة الانتصار وتحرير الأرض من ناحية أخرى، وهو ما يفسر الاستهداف المبكر للجيشين المصرى والسورى فور الانتصار.
تزامن العمليات الإرهابية
خلال العقود الثلاثة الماضية دأبت الجماعات المتطرفة فى شن عملياتها الإرهابية النوعية والكبرى خلال شهر أكتوبر؛ للتأثير على معنويات المصريين، فالبداية كانت فى ١٢ أكتوبر ١٩٩٠ أثناء تحرك موكب رئيس مجلس الشعب المصرى الراحل «رفعت المحجوب» فوق كوبرى قصر النيل حين فتحت مجموعة إرهابية تتبع تنظيم الجهاد، النار على الموكب مما أدى لوفاة المحجوب ومرافقه.
وتكررت الحوادث الإرهابية فى شهر أكتوبر بالتزامن مع الاحتفالات فى الألفية الجديدة، ففى أكتوبر ٢٠٠٤ وفى غمرة احتفالات المصريين بالنصر شنت الجماعات المتطرفة هجمات إرهابية على فندق «هيلتون طابا»، موقعة عشرات القتلى والجرحى من المصريين والسياح الأجانب، وتم تكرار تلك الهجمات فى مناسبات وطنية أخرى، مثل تفجيرات شرم الشيخ ٢٠٠٥ التى تزامنت مع احتفالات مصر بذكرى ثورة يوليو، وفى عام ٢٠٠٦ تعرضت مدينة دهب لتفجيرات أخرى فى ذكرى تحرير سيناء (٢٥ أبريل).
وفى مرحلة ما بعد ثورة يناير، وصعود جماعة الإخوان، نشطت الجماعات الإرهابية فى شن عمليات إرهابية أكثر ضراوة مستهدفة المصريين وجيشهم من ناحية، وذاكرتهم الوطنية من ناحية أخرى، ففى أكتوبر ٢٠١٣ وبعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي، وفض اعتصام رابعة المسلح، حاول أنصار الإخوان افتعال أزمة سياسية فى البلاد فى الذكرى السنوية الأربعين لنصر أكتوبر، عبر إشعال المظاهرات العنيفة فى منطقتى المهندسين والدقي، ما أدى إلى وفاة نحو ٢٧ شخصًا وإصابة ٩٠ آخرين.
وتكرر الأمر بصورة أكثر دموية فى الأعوام التالية ففى ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤ (بالتزامن مع ذكرى المقاومة الشعبية بمدينة السويس) شنت جماعة «أنصار بيت المقدس» هجومًا على كمين «كرم القواديس» فى شمال سيناء، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من الجنود، ويعد هجوم كرم القواديس من أبرز العمليات الإرهابية التى تمت فى شمال سيناء؛ نظرًا لارتباطه بإعلان «أنصار بيت المقدس» مبايعته لتنظيم «داعش» وإعلان قيام ما يسمى بـ«ولاية سيناء».
وفى ٣١ أكتوبر ٢٠١٥ تواصلت العمليات الإرهابية، حيث تبنى «داعش» مسئولية تفجير طائرة متجهة من مطار شرم الشيخ الدولى (جنوبى سيناء)، إلى «مطار بولكوفو» بمدينة «سان بطرسبرج» الروسية، وعلى متنها ٢٢٤ سائحًا أغلبهم روسيون، الأمر الذى كانت له عواقب وخيمة على الاقتصاد والسياحة المصرية.
فى تطور نوعى آخر للعمليات الإرهابية فى شهر أكتوبر، أقدمت جماعة تدعى «المرابطون» يتزعمها الإرهابى «هشام عشماوي» يوم ٢٠ أكتوبر ٢٠١٧ بنصب كمين لقوات الأمن المصرية فى طريق الواحات، ما أدى لاستشهاد ١٦ من قوى الأمن المصرية، وإصابة آخرين.
لذا يتضح من تلك النقاط السابقة، تعمد الجماعات الإرهابية على تنفيذ عملياتها الإرهابية الكبرى والنوعية كعملية كرم القواديس والطائرة الروسية فى شهر أكتوبر، بالتزامن مع الاحتفالات المصرية بذكرى معركة العبور.
التقليل من أهمية الإنجاز
تلجأ الجماعات المتطرفة إلى تكتيكات أخرى مثل التقليل من حجم الإنجاز والمجد الذى تحقق فى حرب أكتوبر، ورغم أن جماعة الإخوان فى مصر قد رفع عنها الحظر السياسى فى بداية السبعينيات مع قدوم الرئيس السادات، فإنها لم تبارك الحرب، وشرعت فى المواجهة العسكرية مع الجيش المصرى فى أحداث ما يسمى بـ«الفنية العسكرية» أبريل ١٩٧٤، حيث توضح الكثير من الملابسات والأحداث على انتماء «صالح سرية» المسئول عن أحداث الفنية العسكرية، وارتباطه الوثيق بالقيادية الإخوانية «زينب الغزالي»، وفى هذا الإطار، أوضح القيادى السابق فى «الفنية العسكرية» الراحل «ياسر سعد» بأن «سرية» كان مبعوث الإخوان فى التنظيم.
القفز على النصر
لجأت جماعة الإخوان إلى تكتيك آخر لتمييع نصر أكتوبر بالقفز على الانتصار وإدعاء المشاركة فى الحرب، فمثلًا القيادى الإخوانى «عصام العريان» فى العديد من المناسبات ادعى مشاركة عناصر جماعة الإخوان فى المقاومة الشعبية فى مدينة السويس يوم ٢٤ أكتوبر ١٩٧٣، وهو ما يستحيل من الناحية الواقعية، فمن المعروف أن مدن القناة خلال فترة الحرب كانت مناطق عسكرية ممنوع السفر إليها، لذا نجد أن رواية «العريان» هى محاولة لتلميع الجماعة، والسطو على بطولات أهل السويس ضد الجيش الإسرائيلي.
التشكيك فى النصر 
تتبنى العديد من الجماعات المتطرفة الروايات الإسرائيلية بشأن هزيمة الجيشين المصرى والسورى فى حرب أكتوبر، وانتصار الجيش الإسرائيلى فى تلك المعركة، فمثلًا موقع «تبيان.. نصنع الوعي» التابع للتيار الإسلاموي، سبق أن نشر مقالًا تحت عنوان «حرب أكتوبر نصر أم هزيمة»، يوضح فيه أن الجيش المصرى تعرض لهزيمة كبرى فى تلك الحرب، معللًا ذلك بثغرة «الدفرسوار» التى اعتبرها المقال نقطة تحول كبير فى مسار المعركة الدائرة، وسببًا فى تحقيق إسرائيل نصرًا كبيرًا على الجيش المصري.
من المؤكد أن روايات المتطرفين حول «الدفرسوار» تتقارب وتتطابق كثيرًا مع الروايات الإسرائيلية الدافعة إلى عدم الخجل من هزيمة «يوم الغفران»، معللة ذلك بنجاح بعض الوحدات من الجيش الإسرائيلى فى اختراق الجيش المصري، وتكوين الثغرة.
خلط الأوراق
فى احتفالات أكتوبر ٢٠١٢ تعمدت الجماعة إغفال ذكر دور عبدالناصر فى إعداد الجيش المصرى للمعركة المصيرية، ولعل احتفالات أكتوبر ٢٠١٢ كانت مثالًا صارخًا على محاولة الجماعة المستميتة لقتل فرحة النصر فى نفوس المصريين، فخلال تلك الاحتفالات تم الاحتفاء بقتلة السادات (عبود الزمر ورفاقه) وتصدرهم المشهد الاحتفالي.
مناعة إسرائيلية
ساهمت الجماعات الإسلاموية المتطرفة المتعددة فى تحقيق مناعة إسرائيلية من الهجمات الإرهابية، رغم كون تلك الجماعات تدعى أنها نشأت لمحاربة إسرائيل، فمثلا «أسامة بن لادن» أسس «الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين» تنظيم «القاعدة» فيما بعد، ولم يوجه أى عملية إرهابية ضد إسرائيل، فى حين نجد أن التنظيم لم يتوان فى توجيه ضرباته إلى الجيشين المصرى والسوري، فتنظيم «المرابطون» الذى أعلن ولاءه للقاعدة، دائمًا يستهدف تجمعات وتمركزات الجيش المصري، وكذلك الأمر مع «جبهة النصرة»، التى استهدفت الجيش السوري.
غياب من الإصدارات المرئية
تتميز الإصدارات المرئية للجماعات الإسلامية بصورة نمطية خاصة، متمثلة فى الاحتفاء بالانتصارات الإسلامية مثل «بدر وحطين»، وغيرهما من المعارك التى دارت رحاها فى العصور الوسطى من التاريخ الإسلامي، لكن تتجاهل تلك الإصدارات الاحتفال بنصر أكتوبر، فالمتابع لفيديوهات الجماعات الإسلامية من أفلام وثائقية أو أفلام تاريخية أو أغانٍ حماسية، يجدها لم تحتفِ بنصر أكتوبر، وكأنه نصرٌ لم يسطره مسلمون ولم يرفعوا شعارات الله أكبر.
دوافع خصومة الجماعات
الإسلاموية مع نصر أكتوبر
تتعدد الأسباب التى توضح أسباب خصومة الجماعات الإسلاموية مع نصر أكتوبر، بعض تلك الأسباب متسق مع المبادئ الفكرية التى نشأت عليها تلك الجماعات، والبعض الآخر مرتبط بالممارسات السياسية التى انتهجتها تلك الجماعات، ومن أبرز تلك الأسباب:
القطيعة مع الوطنية
لعل السبب الأبرز فى عدم انفعال واحتفال الجماعات الإسلاموية بتلك الذكرى، هى قطيعتهم مع الوطنية والمواطنة، فتلك الجماعات تنظر إلى الوطنية على أنها ضد المبادئ الإسلامية، بل تسعى إلى إلغاء الهويات الوطنية، وإنشاء ما يسمى بالدولة الإسلامية (الخلافة الإسلامية).
ولما كانت حرب أكتوبر فى مصر وسوريا سببًا فى تعزيز الروح والهوية الوطنية فى كلا البلدين، حيث امتزج الدم المسلم بالمسيحى تحت الراية المصرية، وامتزجت الدماء السورية بمختلف تشعباتها العرقية والدينية تحت الراية السورية، لم تحتفِ تلك الجماعات بهذا النصر، اتساقًا مع مبادئها الهادفة إلى تدمير الهويات الوطنية.
تلويث سمعة الجيوش العربية
مثلما تم توضيحه فى النقاط السابقة، أن الجماعات الإسلامية ادعت أن النصر عزز من الديكتاتوريات فى الدول العربية، سعت تلك الجماعات إلى تقزيم قدرات تلك الدول عبر ارتكاب العمليات الإرهابية بحق الجيوش الوطنية المنتصرة فى الحرب؛ بغرض إظهارها ضعيفة أمام العالم؛ لتلويث السمعة الحسنة التى تميزت بها تلك الجيوش عقب نصر أكتوبر، ويتضح ذلك فى حادثى الفنية العسكرية بالقاهرة ومدرسة المدفعية فى حلب.
استئثار مفهوم الجهاد فى الإسلام
من أهم الأسباب التى دفعت الجماعات الإسلاموية إلى نكران نصر أكتوبر، هو رغبتها فى استئثار مفهوم الجهاد والحض عليه، وإدعاء أن حكام الدول العربية والإسلامية أهملوا فريضة الجهاد، وأن تلك الجماعات أحيت فريضة الجهاد فى نفوس المسلمين.
لكن الواقع يشير عكس ذلك، فتلك الدول (مصر وسوريا) طبقتا مفهوم الجهاد حين تعرضت أراضى تلك الدول للعدوان فى حرب يونيو ١٩٦٧ وأخذت بالأسباب التى حضت عليها الشريعة الإسلامية «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ» (الأنفال ٦٠) من أجل تحقيق النصر.
الاستحواذ على السلطة
من الأسباب الأخرى التى دفعت الجماعات المتطرفة إلى إنكار نصر أكتوبر، هو رغبتها فى الاستحواذ على السلطة؛ حيث رأت أن النصر عزز شرعية النظامين المصرى والسوري، لذا ناصبت النصر العداء، وبدأت فى توجيه الضربات العسكرية للجيشين، أملًا فى إغراق تلك الدول فى الفوضى، والصعود إلى هرم السلطة والاستحواذ عليها، ولعل الحالة السورية هى الأبرز.
التقارب الإسلاموى الأمريكى
ناصبت الولايات المتحدة الجيوش العربية العداء، ويتضح ذلك فى الدعم الأمريكى غير المنتهى للجيش الإسرائيلى فى معركة العبور وما بعدها، الأمر الذى دفع القيادة الأمريكية إلى حيلة اللجوء للجماعات المتطرفة؛ من أجل إنهاك قدرات الجيوش العربية.
وشهدت مرحلة ما بعد أكتوبر ١٩٧٣ تقاربًا إسلامويًا أمريكيًا، وصل ذروته عام ١٩٧٩ بعد الاحتلال السوفييتى لأفغانستان؛ حيث سهلت واشنطن لعناصر الجماعات المتطرفة السفر والقتال ضد القوات السوفييتية فى أفغانستان، وجرى استخدام عناصر ما يسمى الجهاد الأفغانى ضد الدول والجيوش العربية فى مرحلة لاحقة، وهو ما يتضح فى حالة «جبهة النصرة» فى سوريا، والجماعات المتطرفة فى شمال سيناء.