البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

لو شون.. يوميات مجنون

لو شون
لو شون

لأسرة أرستقراطية تتمتع بقدر كبير من الثقافة والوعي الاجتماعي، ولد القاص الصيني لو شون، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء، حيث ولد في 25 سبتمبر 1881، ليعيش معاناة حقيقية انعكست على مستوى التعليم الذي تلقاه "شون" حيث التحق بمدرسة تقليدية على غير المتعارف عليه لأبناء هذه العائلة الذين تلقوا تعليمهم في كبرى المدارس الصينية.
ولم يكن التعليم التقليدي عائقًا أمام "شون"، بل دفعه لمزيد من الاجتهاد والنجاح، حيث التحق بمعهد الخطوط الحديدية والمناجم بعد التحاقه بالأكاديمية البحرية، التي تركها مبكرًا ليسافر لدراسة اللغة اليابانية والطب باليابان، ليتفتّح ذهنه حينها ويدرك أن توعية الجماهير فكريًا أهم من معالجتهم جسديًا، لذلك قرر الرجوع إلى مسقط رأسه مرة أخرى ليعمل بالتدريس.
وكانت قصة "يوميات مجنون" باكورة أعمال الكاتب الصيني المبدع والتي فتحت له الطريق أمام التألق والإبداع الأدبي بعد أن نشرت لأول مرة في مجلة "الشباب الجديد"، والتي ساهم في تحريرها، وكان من بين إسهاماته التحريرية المقالات التوعوية والفكرية مساهمة منه في التنوير المجتمعي.
كما كان له دور بارز في الهيئات والمنظمات اليسارية، وعلى رأسها "رابطة الكُتّاب" الجناح اليساري، ورابطة الدفاع عن الحقوق المدنية، وكان له مواقف مشهودة في حركة "الرابع من مايو"، التي تبنت مواقف مناهضة للإمبريالية والهيمنة لكل من "بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الولايات المتحدة" على بلده الصين، التي ازدهرت لعقد من الزمن كحراك اجتماعي حداثي ناقد، ثم أصبحت رمزًا للحرية الفكرية والفنية.
والتف النقاد حول قصة "يوميات مجنون" باعتبارها أول قصة صينية بأسلوب غربي من وجهة نظرهم، حيث يدين فيها المجنون تراث الكونفوشية الذي حوّل المجتمع إلى وحش يفترس أفراده، حيث الكتابة المحكمة بأسلوب بسيط يصل إلى المتلقى في إطار شيّق من خلال راوٍ واحد على عكس المتعارف عليه في الأدب الصيني حينها والذي يضم عدة رواة، ما أسهم في نشر قصته كنوع أدبي جديد وفريد على بيئته.