البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كتاب الصحف يسلطون الضوء على منتدى "الصين - إفريقيا"

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي و الرئيس الصيني شي جين بينغ

اهتم عدد من كتاب صحف القاهرة الصادرة اليوم الثلاثاء، بفعاليات قمة منتدى (الصين - إفريقيا) والتي انطلقت أمس في العاصمة الصينية "بكين"، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى جانب إبراز العلاقات القوية التي تجمع مصر والصين، ودور مصر في العمل كهمزة وصل بين القارة الإفريقية والصين انطلاقا من الانتماء المصري الطبيعي للقارة الإفريقية وما يربطها من علاقات قوية مع الصين.
ففي عاموده "بدون تردد" بصحيفة (الأخبار) وتحت عنوان "المنتدي الإفريقي - الصيني".. قال الكاتب الأستاذ محمد بركات: "إنه إذا ما أردنا توصيفا صحيحا وموضوعيا لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، الذي انطلقت أعماله بالأمس في العاصمة الصينية بكين، في قمة تاريخية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي ومشاركة زعماء وقادة القارة الإفريقية، فلابد أن نقول إنه حدث ضخم ونقلة نوعية كبيرة في مسيرة التنمية الإفريقية والتعاون الصيني مع الدول النامية بصفة عامة والدول الإفريقية على وجه الخصوص".
وأضاف: "الحقيقة على أرض الواقع الدولي تؤكد دون شك، أن هذا المنتدى يعد من أبرز وأهم الفعاليات الدولية ذات التأثير الكبير بالنسبة للتنمية في القارة الإفريقية، في ظل السعي المشترك من دولة الصين والدول الإفريقية لدعم وتقوية علاقات التعاون بينهما وصولا للشراكة الاستراتيجية الشاملة والتعاون المشترك في كافة المجالات".
وتابع بركات قائلا: "ويحتل التعاون المصري الصيني موقعا فاعلا ومؤثرا، على خريطة التنمية الاقتصادية الشاملة على الساحة الإفريقية، انطلاقا من الانتماء المصري الطبيعي للقارة الإفريقية، وما يربطها من علاقات قوية مع الدول الإفريقية الشقيقة، وما تقوم به من جهد متواصل لتقوية ودعم التعاون المشترك مع دول القارة، لتحقيق التنمية الشاملة والمصالح المشتركة والمتبادلة".
واستطرد الكاتب - في مقاله - قائلا: "وفي هذا الإطار تعتبر العلاقات والروابط القوية والمتميزة بين مصر والصين، وما بينهما من صداقة تاريخية وشراكة اقتصادية متطورة، ركيزة أساسية وقاعدة انطلاق قوية لتنفيذ المشروعات والخطط التنموية التي أعلن عنها في المنتدى الصيني الإفريقي، في ظل الموقع المتميز لمصر علي الساحة الإفريقية، والثقة الكبيرة التي تتمتع بها بين كل الدول الشقيقة بالقارة".
واختتم مقاله بالقول: "ولعلنا لا نتجاوز الحقيقة والواقع إذا ما قلنا أن السر وراء النجاح الكبير المتحقق والمأمول للصداقة الصينية الإفريقية، لا يعود فقط إلى ما تقدمه الصين من مساعدات اقتصادية للدول الإفريقية، وما تنفذه من مشروعات البنية الأساسية لدول القارة،، ولكنه يعود أيضًا إلى التوجه النظيف للسياسة الصينية تجاه إفريقيا وهو القائم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وعدم السعي لفرض أي شروط سياسية في مقابل المساعدات، وحرصها الدائم على أن تكون المنافع والمصالح متبادلة للطرفين".
وفي عاموده (هوامش حرة) وتحت عنوان "الصين.. وعبقرية النجاح".. قال الأستاذ فاروق جويدة: "خرجت الصين من منظومة الفقر في العالم واستطاعت أن تنافس أغنى أغنياء العالم إنتاجا وصناعة وتقدما ورخاء لشعبها وآلاف الملايين الذين يعيشون على أرضها، لم تعد الصين الدولة الفقيرة التي عانى شعبها من الأفيون والمخدرات والفقر بل أصبحت الأغنى في الدخل والاحتياطي النقدي والذهبي وهي الآن قوة عسكرية يعمل لها العالم ألف حساب".
وأضاف جويدة: "من هنا تأتي أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى على رأس وفد كبير للصين، هناك اتفاقيات اقتصادية واستثمارية متعددة وأصبحت هناك مشروعات ضخمة بين مصر والصين، ولا شك أن التركيز على مشروعات قناة السويس والشراكة مع الصين في مجالات صناعية كثيرة يضع أسسا جديدة للإنتاج والاستثمار في مصر".
وتابع قائلا: "إن الصين كانت سببا رئيسيا في انتعاش الإنتاج الصناعي في دول شرق آسيا خاصة استخدام التكنولوجيا الحديثة حتى نهضت هذه الدول وتوسعت في إنتاجها وصادراتها، وفي السنوات الأخيرة اهتمت الصين بالعلاقات الاقتصادية مع دول إفريقيا.. وبجانب هذا فإن السائح الصيني يحتل الآن مكانة خاصة في الاستثمار السياحي، وأصبح منافسا لكثير من الدول، وقد ارتفع عدد السياح الصينيين القادمين إلى مصر بنسبة كبيرة.. إن الاقتصاد الصيني وصل الآن إلى آفاق كبيرة من التقدم في كل المجالات وأصبحت الصين تملك أكثر أساليب التكنولوجيا الحديثة تقدما في كل مجالات الصناعة واستخدامها في الطب والزراعة والإنتاج الصناعي وهذه الجوانب كانت من الاتفاقيات التي وقعها الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته للصين".
وأوضح الكاتب أن مصر في حاجة إلى من يتعاون معها في إنتاج صناعي متقدم وتكنولوجيا عصرية هي الآن من أهم مقومات الاقتصاد العالمي، ولدى الصين خبرات كثيرة في كل هذه المجالات.. من كان يتصور يوما أن نستورد البصل والثوم ولعب الأطفال والسيارات من الصين وتصبح أكبر مورد للسلع الصناعية في العالم العربي ابتداء بفوانيس رمضان وانتهاء بالسبح والسجاجيد في موسم الحج.. الصين الآن دولة كبرى بكل مقاييس الإنتاج والتطور".
وفي نفس السياق، جاء مقال الكاتب رضا العراقي، تحت عنوان "مصر والصين والمصالح المشتركة" بصحيفة (الجمهورية)، حيث قال "أعتقد أن ما حققته مصر من إنجازات ونجاحات مؤخرا خاصة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والاستقرار الأمني قد لفت أنظار العالم للسعي إلى إقامة شراكة حقيقية معها لتحقيق أكبر عائد للاستثمار والتجارة داخل منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، هذا ما تنبهت له العديد من الدول خاصة المتقدمة منها مثل الصين وروسيا وهذا واضح تماما في سيناريو العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية التي شهدت تطورا ملحوظا خلال الخمس سنوات الماضية على كافة الأصعدة من خلال المبادرات الصينية مثل مبادرة (الحزام والطريق) التي تخلق مجالات واسعة للاستثمار الصيني في مصر بمنطقة قناة السويس وضخ أكثر من 12 مليار دولار لإقامة مشروعات متنوعة لإحياء (طريق الحرير)، هذا بجانب مبادرة المنتدي الصيني الإفريقي التي بدأت عام 2000 وتعقد حاليا جلسات دورتها السادسة في العاصمة بكين".
وأضاف العراقي: "لا شك أن اختيار الصين لمصر كشريك استراتيجي في المنطقة لم يأت من فراغ إنما جاء نتيجة للثقة الكبيرة في مصر ودورها المحوري في المنطقة وسياستها القائمة علي المصالح المشتركة خاصة دورها التنموي في إفريقيا والذي خلق لها مكانة خاصة داخل دول القارة باختيارها رئيسا للاتحاد الإفريقي مع بداية عام 2019".
وأشار إلى أن كل هذه المعطيات تعطي ثقلا كبيرا لمصر في علاقتها الاقتصادية والسياسية مع دول العالم التي تبحث دائمًا على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط واختيار الشريك المناسب القادر على تحقيق أهدافها الاقتصادية في المنطقة وإحداث التوازن المناسب لسياستها الاقتصادية والاستثمارية المنشودة".
وتابع الكاتب قائلا: "بالفعل وجدت الصين كل هذه الإمكانيات في علاقتها في مصر وأصبح لديها رغبة أكيدة بالتعاون بعمق مع مصر في إطار المصالح المشتركة على كافة الأصعدة خاصة الصعيد الاستثماري الذي تجد فيه الصين مصلحة كبيرة لجميع الأطراف المتعاونة دون استحواذ طرف على الآخر هذا ما تقوم به الصين حاليا في مصر حيث تركز على ضخ استثمارات كبيرة في صورة مشروعات تحتاجها المنطقة وتطرحها للأسواق العربية والأفريقية عبر مصر باعتبارها بوابة أساسية لأسواق هذه الدول بجانب موقعها المتميز الذي يقع في ملتقي قارات ثلاث هي آسيا وأوروبا وأفريقيا، إذا نظرنا لكل هذه الأهداف نجد أنها تحقق المصالح للجميع وهذا ما تسعى إليه الصين في تحقيق أهدافها الاقتصادية بالتعاون المشترك دون شروط أو استحواذ ومساومة، هذا ما يتفق مع سياسة مصر في علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم والوقوف على مسافة واحدة من جميع الدول في إطار المصالح المشتركة.. بالتالي يمكن القول أن تقارب وجهات النظر المصرية الصينية في التعاون التجاري والاستثماري مع الدول قد يخلق بينهما طموحات اقتصادية كبيرة في المرحلة القادمة والتي بدأت بالفعل في العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة قناة السويس والطموحات هنا لا تقتصر علي التجارة والاستثمار فقط إنما تمتد إلي توطين التكنولوجيا في مصر والقارة الإفريقية".
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "إذا أردنا أن نبرز الأسباب الرئيسية وراء المتغيرات الجديدة في سياستنا الاقتصادية مع دول العالم فإنها تعتمد على رؤية القيادة السياسية الثاقبة في الوقوف علي مسافة واحدة من الجميع في إطار المصالح المشتركة".