البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

احتفالات "عذراء قصرية الريحان".. طعم تاني

قصرية الريحان فى
قصرية الريحان فى مصر القديمة

بائعو الأيقونات وصور «مريم» والأيس كريم ينتشرون حلول الكنيسة 

يقبل الأقباط بصورة كثيفة على حضور الاحتفالات بأعياد العذراء مريم فى كنيستها المعروفة بقصرية الريحان فى مصر القديمة وتحاط هذه الكنيسة بكل مظاهر البهجة ويلتف حولها بائعو الأيقونات وخاصة صور العذراء وبعض الأطعمة خاصة الكشرى والترمس والأيس كريم وقصرية الريحان، تأسَّسَت فى القرن الخامس الميلادي، وأعيد بناؤها فى القرن التاسع الميلادى على اسم السيدة العذراء مريم والدة الإله، وتذكر المراجع القديمة والمخطوطات الموقوفة على الكنيسة أن مكان هذه الكنيسة يقع فى درب التقة (من التقوى) زقاق بنى الحصين (نسبة إلى حصن بابليون الذى تقع داخله هذه الكنيسة مع كنائس أخرى من أقدم الكنائس فى مصر كلها). وهو المكان الذى توجد به الكنيسة الآن.
سبب التسمية 
يهتم الأقباط منذ أقدم العصور بإطلاق أسماء السيدة العذراء والملائكة والرسل والشهداء والقديسين على كنائسهم، تخليدًا لتلك الطغمة السمائية، وتمييزًا لهذه الكنائس وطلبًا للشفاعة التوسلية للعذراء والقديسين، نفعنا الله بصلاتهم فى كل حين، أما موضوع «قصرية الريحان» الذى تَشْتَهِر به هذه الكنيسة العامرة، فإن المخطوطات القديمة تذكر أن أحد أراخنة الأقباط فى عصر الدولة الطولونية وقع عليه ظلمٌ بَيِّن، فَتَشَفَّع بالسيدة العذراء مريم فاستجاب الله وَرَدَّ مالهُ الذى اغْتُصِبَ منهُ، فنذر أن يبنى بَيْعَة لله على اسم السيدة العذراء، فظهرت له أم النور فى حلم وأنبأته عن موقع الكنيسة الحالي، وأوضحت له هذا المكان بعلامة مميزة ألا وهى أصيص به نبات الريحان العطر basil (قصرية ريحان)، وفعلًا ذهب إلى المكان فوجد هذا الأصيص ذا النبات زكى الرائحة فبنى بيعة جميلة فى هذا المكان، وزيَّن نوافذها برسم يمثل قصرية الريحان باستخدام الزجاج المعشق الذى اشتهر به المصريون.
وقد شاهدنا هذه اللوحات البديعة الملونة التى كانت تنفذ أشعة ملونة لداخل الكنيسة تعطى جوًا مملوءًا بالروحانية والقداسة تذكر المصلين بألوان قوس قزح الذى صنعه الله ليكون عهدًا بينه وبين بنى البشر بعد الطوفان.
عصر بناء قصرية الريحان
أشار تاريخ البطاركة أن الأنبا ميخائيل الثالث (أو خائيل كما تطلق عليه هذه المراجع) (885-909 م.) أقام فى هذه الكنيسة أى أن الكنيسة كانت موجودة قبل هذا التاريخ ولكن ليس بكثير، المهم أنها بُنِيَت فى القرن التاسع الميلادي، وجُدِّدَت أكثر من مرة كان آخرها عام 1494 للشهداء الموافق 1778 م، وهذا التاريخ كان مُدَوَّنا على حجاب الهياكل، والذى كان يُعْتَبَر تحفة فنية، حيث كان مصنوعا من الخشب المعشق والمطعم بسن الفيل والصدف وكان محل إعجاب كل من يشاهده.
ويضم المتحف القبطى ضمن مقتنياته الثمينة صندوقا من الفضة لِحِفْظ الإنجيل المقدس (البشارة التى تُسْتَخْدَم فى الخدمة) مُدَوَّنًا عليه أنه وَقْف على كنيسة السيدة العذراء بقصرية الريحان، ومدوَّن تاريخه 1140 للشهداء الموافق 1424 م. كما توجد ضمن مخطوطات الكنيسة كتاب البصخة قبطى وعربى تاريخه 1054 للشهداء الموافق 1338 م، وكانت هناك أيضا أيقونة رائعة للسيدة العذراء مريم فى المقصورة الأولى على يمين الداخل للكنيسة كان مدونا عليها تاريخ صنعها فى 1092 للشهداء، وهذا يدل على الكنيسة التى كانت كائنة فى كل هذه العصور.
وقد تعرضت الكنيسة عام 1979 للحريق وأُغْلِقَت سنوات طويلة، إلى أن تم إعادة تجديدها وترميمها وافتتاحها سنة 2002 ويقبل الأقباط على الاحتفال بعيد العذراء بها.