البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

المسجد الكبير.. قبلة الأمراء والوافدين في الصلوات الرسمية بالكويت

المسجد الكبير بالكويت
المسجد الكبير بالكويت

أدى الآلاف من الكويتيين والمقيمين، يتقدمهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولى العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم، ورئيس مجلس الوزراء الكويتى الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وكبار رجال الدولة، صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد الكبير بالكويت العاصمة.
وشهد محيط المسجد الذى يعد الأكبر فى الكويت، إجراءات أمنية مشددة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم؛ حيث تم إغلاق محيطه أمام حركة السيارات، مع السماح للمصلين بالدخول مترجلين، فيما تم وضع البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد؛ لتفتيش المصلين الكترونيا أثناء الدخول.
ويقع المسجد الكبير في مدينة الكويت العاصمة قرب شاطئ الخليج العربي بالمواجهة لقصر السيف؛ حيث تم افتتاحه عام 1986 بناء على توجيهات من الشيخ جابر الأحمد الصباح، بعد أن تم بناؤه خلال سبع سنوات بتكلفة 14 مليون دينار كويتي، ما يعادل أكثر من 46 مليون دولار أمريكى، واشترك فى بنائه 50 مهندسًا و450 عاملا.
وصمم المسجد على الطراز الأندلسي الفاخر، وتبلغ مساحته نحو 45 ألف متر مربع، منها 25 ألف متر مربع مبنية، و20 ألف متر مربع مكشوفة تشكل حدائق وممرات المسجد الخارجية، ويتكون المسجد الكبير من أجزاء عديدة تؤدي دورها بتناسق وإيقاع، فهي من جهة مجموعة لا تكاد توجد في مسجد آخر، إلا في النادر من مساجد العالم، كما أنها من جهة أخرى تمثل عدة مدارس معمارية قديمة وأصيلة، وحديثة ومبدعة فى الوقت ذاته، مع تميزها ببعض اللمسات المحلية؛ حيث يتميز المسجد الكبير بوجود ثلاثة بيوت للصلاة، وهى البيت الرئيسي، والمصلى اليومي، ومصلى النساء.
وبالنسبة للبيت الرئيسى أو القاعة الرئيسية فتبلغ مساحتها 5184 مترا مربعا، لتتسع لأكثر من عشرة آلاف مصل، وهي مخصصة لصلاة العيدين، وصلاة الجمعة، والمناسبات الدينية؛ حيث تتجمع الحشود الضخمة، وترتفع وسط هذه القاعة الرئيسية القبة الضخمة التي تضارع أضخم قباب المساجد الفخمة في العالم، بارتفاع عن أرض المسجد يصل إلى 43 مترا، وقطر نحو 26 مترا، ويحيط بها من جوانبها 144 نافذة، وتحملها أعمدة أربعة، طول كل منها 22 مترا، بينما تتغلغل أشعة الشمس من خلال الجبس المفرغ المعشق بالزجاج الأبيض الذي يغطي فتحات النوافذ الخلفية، فتلقى بظلال رائعة متعددة في الألوان داخل المسجد، فى حين تحتوى القبة على خطوط كتبت بخط قلم الثلث على السيراميك الأصفهاني الذي يغلب عليه اللون الأزرق المعشق باللازورد، وفي سرتها جرى قلم الخطاط الشهير محمد الحداد، الذي خط جميع كتابات المسجد الكبير، على شكل قرص الشمس بأسماء الله الحسنى بالخط الكوفي المورق باللون الأبيض على أرضية سيراميكية زرقاء اللون.
وهناك أربع قباب صغيرة تحيط بالقبة الرئيسية من الجوانب الأربعة، منقوشة بالجبس المغربي، تتدلى منها أربعة ثريات من الكريستال والنحاس المطلي بالذهب، بينما تحتوي كل ثريا على أكثر من مائة مصباح، وطولها 7.5 متر وعرضها 3.5 متر ووزنها ألف كجم، ولا تقتصر إضاءة بيت الصلاة الرئيسي على هذه الثريات الأربع الكبيرة، بل هناك 80 ثريا حائطية وسقفية ألمانية الصنع زجاجها من الكريستال، تنتشر في أرجاء القاعة، لتشكل مع الثريات الأربع الكبرى، الكواكب السابحة حول النجوم النيرة في جو السماء.
ولا يمكن لمن يدخل إلى المصلى الرئيسى فى المسجد الكبير، دون أن يتأمل ويشاهد المحراب والمنبر، فالمحراب الرئيسي، وهو أوسط سبعة محاريب تتصدر جدار قبلة الصلاة، وتغلب عليه الألوان المستوحاة من البيئة الكويتية، وهي الأزرق والأصفر، ومكسو من الداخل بمسطح من الزليج المغربي المنقوش بنقوش هندسية إسلامية، وتبرز فوقه آيات قرآنية كتبت بخط الثلث باللون الأزرق على أرضية صفراء، يحيط بها آيات أخرى بالخط الكوفي على الحجر الطبيعي الباكستاني، فيما يظهر تحت البرواز عمودان من رخام يوناني أبيض صاف تنتشر فيهما الزخرفة بالأشكال الهندسية، وكذلك المنبر المصنوع من خشب الساج المتين، والذى يكون مدخله من يسار المحراب، بدرجاته الدائرية الأربع عشرة المخفية خلف المحراب داخل جدار القبلة.
أما المصلى اليومي، فيقع خلف المصلى الرئيسي من جهة الشرق، وتتسع مساحته لخمسمائة مصل في وقت واحد، ويستخدم لأداء الصلوات الخمس اليومية، والدروس الدورية العادية المنتشرة في معظم مساجد الكويت عقب بعض الصلوات، كما يحتوى على محراب خاص من خشب الساج، وحوائطه على شكل أقواس من الديكور والزليج المغربي، وتتدلى من سقفه تسع ثريات ألمانية بديعة الجمال.
بينما يوجد مصلى النساء فوق المصلى اليومي، متصلا في بنائه بالقاعة الرئيسية، ويشرف عليها من جهتها الشرقية، ليسع نحو ألف مصلية، فين حين أن حائطه القبلي المشرف على المصلى الرئيسي، مكون من 11 مشربية رائعة الشكل والزخرفة، تسمح بسماع صوت الإمام والخطيب، ولا تتيح المجال لظهور النساء من خلفها، ويحتوى على 18 ثريا للإضاءة، وحوائطه على شكل بواكي قوسية ملبسة بالسيراميك الأصفهاني الملون، وله مدخل مستقل من الجهة الجنوبية للمسجد، وكذلك مرافق للوضوء ملحقة به.
أما عن مئذنة المسجد الكبير، فهى منفصلة عن البناء في الجهة الغربية الشمالية منه، ويبلغ ارتفاعها 72 مترا، بينما يقع بيت المؤذن (الشرفة) بعد أكثر من ثلثيها، وبداخلها مصعد كهربائي يصل إلى أعلاها، عوضا عن الدرج المعهود في المآذن الأخرى.
كما يحتوى المسجد الكبير على مكتبتين، الأولى وهى مكتبة شرعية ضخمة للمختصين من أهل العلم وأصحاب الدراسات والبحوث، وفيها خلوات خاصة للقراءة والمطالعة، بينما المكتبة الأخرى في لغات عالمية شتى غير العربية، وتحوي العديد من الكتب والأشرطة عن الإسلام، ليتسنى لزوار المسجد غير المسلمين أو غير العرب من المسلمين، فرصة الإطلاع على حقائق الإسلام ومبادئه الراقية، ويتم كذلك توزيع بعض الكتب بالمجان على الزوار.
كما يوجد إلى جوار المكتبتين، قاعة من دورين تستوعب 250 شخصا، يتم فيها تنظيم وإلقاء المحاضرات العلمية والندوات الخاصة، وتقام فيها البرامج التعريفية بالمسجد، إضافة إلى الأنشطة العلمية والثقافية الأخرى.