البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

علم «اللوع» أضخم كتاب في الأرض


تشرح كل القواميس والمعاجم اللغوية فعل اللوع أو الملاوعة بعدة كلمات ومصطلحات تشترك جميعها فى معنى واحد يدل على تحقيق المنافع الذاتية عبر إلحاق الضرر والأذى بالغير، أما شاعر العامية المصرى صلاح جاهين فقد وصفه فى رباعياته المنشورة سنة ١٩٦٣ بقوله: «علم اللوع أضخم كتاب فى الأرض.. بس اللى يغلط فيه يجيبه الأرض.. أما الصراحة فأمرها سهل.. بس لا تجيب فلوس ولا تصون عرض»، ومع النظر إلى فعل اللوع باعتباره أحد وجهى عملة سلوكية يومية مصرية وجهها الآخر هو فعل الورى أو التورية فإن المصريين يبطنون من أسرار اللوع أكثر مما يظهرونه، حيث يفهمه عوام المصريين كسلوك أنثوى يهدف إلى تحقيق منافع تتمثل فى الاحتفاظ بعلاقة اجتماعية أو مهنية أو مالية طرفها الآخر ذكورى أو فى تطوير تلك العلاقة لتحقيق المزيد من المنافع، من خلال غش وخداع هذا الطرف الأنثوى لذلك الطرف الذكورى عبر خليط محسوب بدقة من السلوكيات الناعمة والخشنة معًا، ولعل حالة اللوع الأكثر شهرة فى مصر إلى درجة أن علماء الاجتماع يسمونها بالتمرين التكرارى هى تلك التى تستدرج فيها سيدة ما الرجل الذى تستهدفه نحو المربع الذى تستهدفه، فالسيدة تقيم مع الرجل علاقة رفقة جنسية حرة باتفاق ثنائى واضح ومعلن حول المنافع والأعباء والمحظورات المتبادلة بينهما، والتى تشمل فيما تشمله عدم السعى من جانب واحد نحو تطوير تلك العلاقة لأى شكل من أشكال الزواج وعدم السعى من جانب واحد نحو إنجاب أطفال كناتج لتلك العلاقة، لكن السيدة الملاوعة تسعى لكسر المحظورات بهدف زيادة منافعها الذاتية مقابل زيادة أعباء شريكها عبر إنجابها لطفل ثم استغلالها لإنجاب الطفل المسكين من أجل إجبار الرجل الساذج على أن يتزوجها، منتحلة دور البطلة حينًا والضحية أحيانًا لخلق تعاطف داعم غير مستحق تجاهها وخلق عداء ضاغط غير مستحق تجاه الرجل رغم أنها ليست سوى محتالة استغلت بدناءة شديدة رجلًا ساذجًا وطفلًا مسكينًا ومجتمعًا متخلفًا لتحقيق منافعها الذاتية!