البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الواجهة.. وسقوط القناع عن العالم المثالي

البوابة نيوز

تناولت رواية "الواجهة" للكاتب يوسف عز الدين عيسى، معالجة لقضايا الشرف والمبادئ حيث الإنسان الذي يعتقد أن العالم كله مثله يحيا في الواجهة ويرى الكل أصحاب قيم ومبادئ، ولكنه يتفاجأ ما إن يحل الليل حتى يسقط القناع عن أصحاب تلك المبادي ويظهر جانب آخر من نفسه وتتحدث الرواية بتيمة فلسفية تبحث في مصير الإنسان.
عيسى، الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء، عبر خلال روايته عن نظرته الفلسفية في الحياة، وأسئلته الحائرة، والذى عمل على دمجها في قصة خيالية مليئة بالرموز التي لا يُستعصى على أي لبيب فهم إشاراتها، ولذلك نجد بعض الرموز ستكون واضحة للغاية بالنسبة للقارئ، والبعض الآخر سيظل يبحث عن تفسير منطقي له حتى نهاية رواية الواجهة، وأوضح عز الدين براءة ونقاء النفس البشرية متمثلًا في شخصية "ميم نون" بطل الرواية، وكذلك رغبات ودواخل النفس البشرية في أحط صورها حينما جاء الحديث عن الجزء الخلفي من المدينة.
صور عيسي في روايته "الواجهة" أن شخص يدعى "ميم نون" يتلاشى عنه ماضيه وحتى اسمه ويجوب فى المدينة الغريبة دون أن يعرف أي إجابه على تساؤلاته الكثيرة كيف حدث هذا؟ ولماذا؟ إلى أين يذهب؟ وتعتمد الرواية على جمالية الإثارة من خلال رموزها المتعددة وأحداثها المتلاحقة.
بدأ عيسي روايته في البحث عن الحقيقة مع بطللها الذي أسماه "ميم نون" وهو في حقيقته علامة استفهام وميم نون هنا قد تعني كلمة "مَن" إذا ما ضممنا الحرفين معًا، والرواية من بدايتها حتى نهايتها تشكل علامات استفهام كبرى تأخذ في التضخم حتى يستحيل تصور حجمها في النهاية.
فالرواية تصور فنيا ودراميا حياة الإنسان أي ما كان فى تلك الحياة فى عمل أدبى منسوج بعبقرية ليست غريبة على أديبنا الكبير، ولعل أسلوب الواقعية السحرية الذى انتهجه الكاتب قد سبق بسنوات عديدة الكاتب العالمي جابرييل جارسيا ماركيز الذى عرف عنه كتابة هذا اللون من الأدب وقد نال جائزة نوبل عن رائعته "مائة عام من العزلة".
وقد قال عنها الأديب الكبير نجيب محفوظ: "الواجهة ليوسف عز الدين عيسي أحسن رواية قرأتها هذا العام". حيث تجمع بين الفلسفة والخيال، والفلسفة في الإجابة على الأسئلة الحائرة في عقول بعض الفلاسفة عن الكون ونشأته والخلق والحياة وألم المعيشة والموت وماذا يحدث بعده.