البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

متحف سكك حديد مصر.. رحلة بالقطار داخل ذاكرة الوطن

شارع المحطة في محافظة
شارع المحطة في محافظة اسيوط التقطت عام 1906 م

لحظات وتدق الأجراس لتنطلق عربة القطار وتصطحبك فى رحلة عبر الزمن، وحديث جديد عن ذاكرة الوطن وذكريات الملوك والأمراء، فعلى الرغم من مرور عشرات السنوات على تشييده إلا أنه مازال يحتفظ بتصميمه المعمارى الفريد فهو أقدم متحف من نوعه فى الشرق الأوسط على الإطلاق والثانى على مستوى العالم بعد متحف «يورك» ببريطانيا.. إنه متحف سكك حديد مصر، والذى يقع على بُعد خطوات من ميدان رمسيس بجوار محطة مصر. 
ويعتبر متحف سكك حديد مصر هو النواة الأولى لأول متحف علمى فنى بمصر كما يعتبر أحد المعاهد الفنية التى تشجع على البحوث ‏ ‏والدراسات الخاصة بوسائل النقل فى العصر الحديث والعصور ‏الماضية، وبدأ تشييده فى أكتوبر ١٩٣٢، وتم افتتاحه للجمهور فى ١٥ يناير ١٩٣٣، ليكون تحفة فنية خالدة، وذلك بتوقيع المهندس المعمارى البريطانى إدوين باتسى ليجسد الطراز التاريخى والمعمارى الفريد والذى قام بتصميم محطة السكة الحديد لتصبح أهم معالم القاهرة الخديوية حتى يومنا هذا. 
ويتكون المتحف من طابقين ويضم مكتبة تشمل ما يقرب من ٥٠٠ مجلد وكتاب وثائقى عن الحركة التاريخية والفنية للنقل والسكة الحديد فى مصر والخارج، كما يضم سجلاً وافراً من المجسمات والآثار التى تمثل ذاكرة الوطن وتاريخ الأمة على امتداد أكثر من ١٥٠ عاماً، كما يحتوى على مقتنيات أصلية نادرة والتى تُعد توثيقاً لتاريخ عمليات النقل والتحولات العمرانية هذا بالإضافة إلى وثائق ونماذج وصور نادرة لأقدم سكة حديد فى العالم.
ويضم المتحف بين جدرانه ما يقرب من ٧٠٠ نموذج ومعروض، ويحتوى الطابق الأول على مجموعة من وسائل النقل المختلفة قبل اختراع القطار البخارى ومراحل تطورها، فيما يحتوى الطابق الثانى على نماذج لقطارات منذ دخولها إلى مصر فى عام ١٨٥١، كما تم تخصيص طابق كامل لحركة النقل والمواصلات منذ عصر القدماء المصريين بدءًا من استخدام علم الحركة فى البناء والتشييد.
وينقسم المتحف لعدة أقسام ومنها قسم الخرائط، وقسم خاص بالجسور، وقسم للوثائق النادرة وقسم لمجموعة من أجهزة الإشارات القديمة والحديثة بالإضافة إلى قسم الهدايا التذكارية، كما يضم قسم المحطات والكبارى مجموعة من نماذج للمحطات القديمة وبعض أنواه كبارى السكك الحديدية بالإضافة إلى مجموعة نادرة من ماكينات طبع التذاكر ومواعيد القطارات.
أما عن المقتنيات النادرة فيعتبر أول قطار داخل مصر فى عام ١٨٥٥ هو من أهم وأندر هذه المقتنيات، بالإضافة إلى بعض نماذج القطارات التى تعمل بالفحم وبالبخار وبالديزل أيضاً، كما تُعد المركب الفرعونى للملك منقرع من أهم القطع الفريدة والنادرة والتى تعبر عن أحد أهم وسائل النقل والتى شُيدت منذ أكثر من ٢٠٠٠ عام قبل الميلاد.
كما يضم المتحف مجموعة من الوثائق النادرة ومنها النص الأصلى للعقد الذى وقعه عباس الأول خديوى مصر عام ١٨٥١ مع روبرت ستيفنسون نجل مخترع القاطرة البخارية بقيمة ٥٦ ألف جنيه إنجليزى لإنشاء خط حديدى بين العاصمة المصرية والإسكندرية بطول ٢٠٩ كم، كما أن هناك وثائق توضح أن محمد على باشا هو أول من فكر فى إنشاء السكك الحديدية فى عام ١٨٤٣، والتى بدأت بأول حركة تسيير قاطرة على الخط الحديد بين الإسكندرية وكفر الدوار فى عام ١٨٥٤.
ومن بين مقتنيات المتحف النادرة قطار الخديوى سعيد الذى أهدته إياه فرنسا فى عام ١٨٦٢ ومازالت قاطرته سليمة، كما يضم المتحف نموذجًا للقطار الذى كان يستخدمه الخديوى إسماعيل، والذى صنع خصيصًا فى نيو كاسل بإنجلترا سنة ١٨٥٩، وتم تزيينه بنقوش كثيرة، ويتكون من أربع عربات فقط، الأولى للضباط والثانية للأميرات، وتم صناعتها وتأثيثها فى مصانع «رايت» وهى مؤثثة بالحرير الأحمر والأخضر، والثالثة مخصصة لعائلة الخديوى وجسمها بالكامل من الخشب، والأثاث من الحرير القرمزى، أما العربة الرابعة فهى صالون الخديوى والذى يحتوى على ٢٤ نافذة، و٤ أبواب كبيرة من الزجاج العادى. وكانت بمثابة مقصورة لتحية الجماهير، ثم عربة العائلة المالكة وعربة الوزراء.
كما يضم المتحف أربع خرائط نادرة لمدينة القاهرة فى أربعة عهود مختلفة، الأولى تم إعدادها أثناء وجود نابليون بونابرت، والثانية عام ١٨٤٦م، والثالثة عام ١٨٥٨م، والرابعة عام ١٨٦٨م.