البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الحاضر الغائب.. سامي العدل.. خريج مدرسة الجدعنة والفن

الفنان الراحل سامى
الفنان الراحل سامى العدل

لم يكن وجوده فى أى عمل مجرد ظهور عابر، فقد شكل حالة من الإبداع التى أخذت فى التوهج شيئا فشيئا خلال الفترة الماضية، حتى لحظات قبل رحيله عن دنيانا، فمن يستطيع أن يقول إنه قد رحل عن عالمنا وأعماله لا تزال تعرض وتحقق نجاحا لا يقل عن نجاحها الأول، إنه الراحل المبدع سامى العدل، خريج عائلة العدل المبدعة، فأشقاؤه المنتجان محمد وجمال العدل والسيناريست مدحت العدل، وهى العائلة التى شكلت حالة فنية فريدة على مدار 30 عاما من الإنتاج الفني.
٣ سنوات مرت على رحيل العدل عن عالمنا إلا أنه لا يزال موجودا بيننا بروائعه التى شارك بها، وأصبحت من علامات الدراما المصرية؛ حيث شارك فى العديد من الأعمال الفنية المهمة والأدوار التى أصبحت فى ذاكرة الفن المصرى الحديث، ومنها: «الحرملك، وأحاديث الصباح والمساء، وأمريكا شيكا بيكا، وإشارة مرور، وحرب الفراولة، ومحمود المصرى، وسر علنى، وهيستريا»، و«ريا وسكينة» للمخرج المبدع جمال عبدالحميد، والذى تحول إلى حدوتة مصرية أصيلة بدوره الذى لا ينسى فيه وهو دور «حسب الله» زوج «ريا» بضحكته الشريرة الطيبة فى الوقت نفسه.
ولد العدل فى الثانى من نوفمبر عام ١٩٤٦، فى قرية كفر عبدالمؤمن، مركز دكرنس، محافظة الدقهلية، بدلتا مصر، وتخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية. 
وبدأ العدل رحلته مع الفن من خلال فيلم «كلمة شرف» عام ١٩٧٢ مع الفنان الراحل فريد شوقي، ثم شارك بمجموعة من الأدوار الثانوية حتى قدم مسلسل «السمان والخريف» الذى يُعد شهادة ميلاده الفنية الحقيقية.
لم يقف دور العدل على الوقوف أمام الكاميرا كممثل؛ فقام بدخول عالم الإنتاج السينمائي، وأسس شركة «العدل جروب للإنتاج الفنى»، وفى عام ١٩٨٧م أنتج أول فيلم بعنوان «حقد امرأة»، لتتوالى بعد ذلك الأعمال الإنتاجية، والتى شارك فى معظمها بأدوار تمثيلية مثل «حرب الفراولة»، و«مجانينو»؛ حيث أطلق عليه لقب «إمبراطور الوسط الفنى» بعد أن حصل العديد من تلك الأعمال على جوائز من مهرجانات مصرية وعربية.
اشتهر الفنان الراحل بدور «حمامة السلام»، وعقد لقاءات المصالحة بين الفنانين، وكان دائما مساندا للفنانين الشباب، وداعما لهم مثل أحمد السقا وكريم عبدالعزيز ومحمد سعد.
لم تقف إنسانية العدل عند ذلك الحد، بل تحول إلى تميمة حظ لنجاح العديد من الأعمال التى يشارك بها كونه حقق حالة من النضوج الفنى المملوءة بالثقافة الفنية والاجتماعية الكبيرة، وذلك نتاج تربة طيبة نبت بها منذ البداية.
دخل الفنان الراحل فى حالة من الحزن الشديد بعد وفاة صديقه الفنان إبراهيم يسرى؛ حيث كان زميل دراسته وأكثر المقربين له؛ حيث تسببت تلك الحالة فى تخوف المقربين منه على صحته، ولم يقف الأمر عند ذلك بل انهمر فى البكاء فى أحد التكريمات بعد وفاة يسرى مباشرة، إلا أنه فى النهاية حارب رغم دخوله فى أكثر من وعكة صحية بعد ذلك، لدرجة أنه شارك فى مسلسل «حارة اليهود» الذى قام ببطولته الفنان إياد نصار وتحامل على نفسه من أجل استكمال الدور، إلا أن حالته ساءت ليدخل بعدها فى لحظاته الأخيرة ويفارق الحياة دون أن يستكمل تصوير المسلسل الذى حقق وقتها نجاحا فنيا كبيرا، وأصبح حديث الجميع بعد وفاته، ليسطر بذلك حالة من النجاح الفنى التى لا يمكن أن ينساها أى محب للفن أو حتى هاو فى مقتبل عمره الفني.
ورحل العدل فى العاشر من يوليو عام ٢٠١٥، تاركا وراءه إرثا فنيا كبيرا لا يمكن أن يكرره فنان آخر، وأثبت قبل رحيله أن الفن يعيش وإن رحل الجسد.