البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

اصحى يا نايم وحد الدايم.. تعرف على حكاية "مسحراتي رمضان"

البوابة نيوز

اصحي يا نايم وحد الدايم رمضان كريم، جمل رسخت في عقول المصريين منذ عهد الدولة الفاطمية خلال شهر رمضان، وعادة يكون النداء مصحوباً ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية، ولايزال المصريون حريصين على استمرارها، والمشهور عن المسحراتي أنه شخص يحمل طبلة صغيرة في يده اليسرى ، ويدق عليها بسير من الجلد أو خشبة ويطوف على سكان الحي أو الشارع ذاكرا أسماء أولادهم ويضفى المبالغة والمجاملة حتى يحصل على مكافأة سخية في أول أيام عيد الفطر يملأ بها جيبه بالأموال والكعك.
في السطور القادمة تسلط " البوابة نيوز" الضوء علي تاريخ مهنه المسحراتي في مصر.
المعروف عن مهنة المسحراتى بمفهومها الحالى الذي تعودنا عليه ، أنه شخص يطوف بالشوارع في الأماكن الشعبية قبل الإمساك بساعتين حتي يوقظ الناس، وهو ينادى "أصحي يا نايم وحد الدايم رمضان كريم"، وكان أول شخص عمل بهذة المهنة ،سيدنا بلال بن رباح أول مؤذن في الإسلام، حيث كان يقوم بمهمه إيقاظ الناس للسحور، فكان يؤذن فيتناول النّاس السّحور، ثم يقوم بالأذان الثّاني فيمتنع النّاس عن تناول الطّعام.
وتطورت مهنة المسحراتى واختلفت مع اتساع رقعة الدولة الإسلامية والحاجة إلى تنبيه المسلمين إلى وقت السحور، ففي عهد ابن طولون كانت المرأة تعمل بمهنة التسحير‏،‏ بشرط أن يكون صوتها جميلا‏، أيضا تكون معروفة بين سكان الحي وكانت تقف خلف النافذة وتنادى، كما أن كل امرأة مستيقظة كانت تنادي على جاراتها‏ في عهد الدولة العباسية.
وفي بداية فترة حكم المنتصر بالله قام عتبة بن اسحاق والى مصر عام 238 هـ بالتطوع لايقاظ الناس في وقت السحور فكان يطوف بنفسه شوارع القاهرة سيرا على الاقدام من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط مناديا الناس عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة.
ويختلف المسحراتى من مكان لاخر فمثلا مسحراتى الاحياء الشعبية يحفظ أسماء كل أبناء الحي، والنداء باسم الأطفال يفرحهم جدا، فينتظرونه كل ليله ليسمعوا صوته ويطلبون منه أن ينادى أسماءهم، فيقول":يا عباد الله وحدوا الله، سحورك يا صايم وحد الدايم..يا عباد الله وحدوا الله، قوم ياحمادة وأنت يا وليد، سحورك ليوم جديد، بالله يا هدى أنت ورشا، اصحى ياتامر، السحور ياولاد".
أما مسحراتي الأحياء الراقية، فيسير وهو يحمل ميكروفونا صغيرا يكتفي فيه بترديد أسماء الأطفال.
والمسحراتى لا يقف عند منزل معين ولم يكن له أجر معلوم أو ثابت، غير ما يأخذه صباح يوم عيد الفطر، وعادة ما تكون عبارة عن حبوب القمح أو الذرة الشامية، فيأخذ قدحا أو نصف كيلة من الحبوب سواء ذرة أو قمح ومع معرفة الكهرباء واستخدامها بدأ المسحراتى في الاختفاء تدريجيا من الشارع المصرى.