البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

2012.. وفاة زكريا محيي الدين

زكريا محيى الدين
زكريا محيى الدين

فى نشأة مفعمة بالعبق الدينى، وهدوء العبادة وسكينة الطاعة، والتقرب إلى الله بلذة خدمة الناس، كانت بدايات زكريا محيى الدين بين دراويش التكية فى كفر شكر، حيث السلام النفسى والتدين البعيد عن التعصب والإسلام الذى هو محبة للناس وتعفف عن الحياة، فى بيئة كان حتى الأذان فيها بمثابة دعوة حانية إلى لقاء حميم.
كانت هذه طفولة زكريا محيى الدين، أحد ثوار يوليو ١٩٥٢ المولود فى ١٩١٨ بقرى كفر شكر فى محافظة القليوبية، وفى ظل هذا الهدوء السابح بأجواء حياته تطل عليه مظاهرات ١٩٣١ لتتناثر على مسامعه الهتافات الصاخبة التى اخترقت سكينة حياته كنصل باتر، والتقطت أذناه حديثًا بين مزارع ثرى وشاب متحمس يملكان رأيين متعارضين، وحدة النقاش تُفصح عن توجهاتهما، فبدأت تتشكل فى وجدانه اللمسات الأولى صوب السياسة وما تفعله بأفراد الشعب.
وبعد انتهائه من الدراسة فى المدرسة الابتدائية انتقل إلى المدرسة الإبراهيمية الثانوية لعامين، وغادرت عائلته إلى رمسيس ليلتحق بمدرسة فؤاد الأول، وهى المدرسة التى جمعته بخالد محيى الدين ومحمد أنور السادت أحد أبرز أعضاء مجلس قيادة الثورة.
كان للحماس والمشاعر الوطنية خلال ثلاثينيات القرن الماضى أثر كبير فى توجهه صوب الكلية الحربية، ومخالفة رغبة والده الذى أراده دكتورًا فى الزراعة متخرجًا فى جامعات أمريكا، فكان نوفمبر ١٩٣٨ موعدًا لدخوله الكلية الحربية، وتخرج بعد عامين فى سبتمبر ١٩٤٠.
شارك «محيى الدين» فى حرب فلسطين ١٩٤٨ والتى مُنيت فيها الجيوش العربية بهزيمة منكرة كان لها أبلغ الأثر فى نفوس ضباط الجيش الذين ارتأوا ضرورة تغيير الوضع القائم، فكانت نواة لفكرة إنشاء تنظيم الضباط الأحرار بزعامة جمال عبدالناصر، والتى قادت الحركة المباركة وزال بعدها الحكم الملكي.
بعد قيام ثورة يوليو تولى منصب وزير الداخلية ورئيس المخابرات الحربية، كما عهد إليه «عبدالناصر» بتأسيس المخابرات العامة فى ١٩٥٥ وكان وزيرًا لداخلية الوحدة مع سوريا فى ١٩٥٨.
وفى ١٩٦٥ أصبح رئيسًا للوزراء ونائبًا لرئيس الجمهورية، وهو المنصب الذى مكنه من تولى الرئاسة إثر تنحى عبدالناصر فى التاسع من يونيو ١٩٦٧ فى أعقاب النكسة، ولكن المظاهرات التى طالبت بعودة عبدالناصر للحكم حددت رصيده فى الرئاسة بيومين اثنين فقط، وفى مثل هذا اليوم الرابع عشر من مايو من عام ٢٠١٢ توفى عن عمر ناهز الرابعة والتسعين.