البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الفلسطينيون يستعدون للجمعة السابعة لمسيرات العودة رغم تهديدات الاحتلال

البوابة نيوز

أكد سياسيون ونشطاء فلسطينيون أن كل الخيارات مفتوحة أمام المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة في ذكرى النكبة التي توافق منتصف الشهر الجاري ضمن مسيرات العودة الكبرى، مشيرين إلى أن مطالب المتظاهرين تنحصر في حقوق طبيعية وفقًا للقوانين الدولية، وأن كل ما يخطط له الاحتلال الإسرائيلي لإرهاب المتظاهرين لن ترهبهم سواء باستخدام الرصاص أو إطلاق أسراب الأفاعي باتجاههم، أو إلقاء العشرات من الكلاب الضالة بينهم لمنعهم من الاقتراب من الجدار الحدودي، واقتحامه كما يروج الإعلام العبري.
ودعت الهيئة الوطنية العليا المشرفة على فعاليات "مسيرة العودة"، في بيان، الفلسطينيين إلى أن يجعلوا من يوم غد الجمعة (جمعة الإعداد والنذير) موعدا للتحضير "لمليونية العودة" يوم 14 مايو، حيث من المتوقع أن تبلغ الاحتجاجات ذروتها في الذكرى السبعين للنكبة.
وقال عضو اللجنة التنسيقية لمسيرة العودة أحمد أبو رتيمة، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن المسيرة بعد مرور أكثر من 6 أسابيع على انطلاقها ما تزال في حالة زخم وتفاعل شعبي، والشباب الفلسطيني هم من يأخذون زمام المبادرة، مشيرا إلى أن هناك مشاركة من كافة قطاعات المجتمع الفلسطيني، معربا عن توقعه أن يكون هناك حضور شعبي غير مسبوق وأن يسجل الشعب الفلسطيني في ذلك اليوم بكل طوائفه ومكوناته حضورا وتفاعلا غير مسبوق، وذلك مع اقتراب ذكرى النكبة الذي يتوافق مع الموعد المقرر لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وأيضا ذكرى مرور 70 عاما على جريمة اقتلاعنا من أرضنا المحتلة، لافتا إلى أن هذه حالة شعبية عامة ولم تعد ملكا لفصيل معين وإنما يشارك فيها كل الفلسطينيين، ونتوقع رسالة قوية وسلمية يرسلها الشعب للاحتلال في ذلك اليوم يقول فيها إنه متمسك بحقه وإنه لا بديل عن العودة وإنه لن يرضى إلا بنيل كافة حقوقه الوطنية.
وعن مسألة اجتياز السلك الشائك، قال أبو رتيمة إن 70 % من سكان قطاع غزة هم لاجئون فلسطينيون وتقع قراهم في داخل ما يعرف بإسرائيل حاليا، لافتا إلى أن هؤلاء اللاجئين معهم قرار دولي وهو البند رقم 11 من القرار 194 بحقهم في العودة، مشيرا إلى أنه ومن حيث المبدأ فهذا حق اللاجئين أن يعودوا إلى ديارهم وفق ما كفلته لهم كل الأعراف والقوانين الدولية، لكن إلى الآن لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن إنما الأمر متروك للحالة الشعبية نفسها، موضحا أنه لا يوجد شخص أو هيئة معينة اتخذت قرارا بأن يكون هناك عبور، ولكننا لا نستبعد أي احتمال خاصة في ضوء المشاهد الحادثة على الحدود وكسر الفلسطينيين حاجز الخوف واقترابهم من السلك العازل في الأسابيع الماضية، وفي حالة إن حدث عبور فهذا حقهم كلاجئين، كونهم لا يعتدون على سيادة دولة أخرى إنما هم يطالبون بتطبيق قرار دولي مكفول لهم.
وعن اتهام إسرائيل الشباب الثائرين على الحدود بارتكابهم أعمالا كتلويث البيئة بحرق إطارات الكاوتشوك، قال: إن تعليقنا على هذه الذرائع أن الجريمة الحقيقية هي الاحتلال، منوها بأن الشعب الفلسطيني لم يعتد على أي دولة أخرى، لكن كل ما في الأمر أنه استشعر الخطر بأن هناك مخططات دولية تستهدفنا نحن كفلسطينيين وتريد أن تنهي قضية اللاجئين وتزيح القدس من طاولة المفاوضات، فقام الشعب بمسيرات احتجاجية ولا يمكن أن تلوم شعبا واقعا تحت احتلال وحصار على الأساليب التي ينتهجها لا سيما وأنها حالة شعبية، فالشباب الذي يقوم بهذه الأفعال هو شباب لديه حالة من الإحباط بسبب الإفقار نتيجة الحصار، ولا يفعل ذلك بقرار مركزي، إنما يتصرفون من تلقاء أنفسهم، ولا نستطيع أن ندين هؤلاء الشباب، بل ندين الاحتلال بالدرجة الأولى، ولو أعطانا الاحتلال حقوقنا التي جردنا منها فلن يكون هناك مبرر لانتهاج هذه الوسائل.
وأضاف أن الصورة الواضحة للعالم أن هناك شعبا واقعا تحت احتلال وأعتقد أن كل العالم يعرف ذلك وأن هناك احتلالا وأن هناك لاجئين في قطاع غزة ولاجئين في بقية أنحاء العالم، ولا يمكن أن يكونوا هم أصل المشكلة، بل الأصل هو جريمة الاحتلال.
ووجه أبو رتيمة رسالة إلى الاحتلال قال فيها: إن كان الاحتلال حريصا على الأخلاقيات والقوانين فلتلتزم بالقانون الدولي الذي يعطينا نحن الفلسطينيين حق العودة وحق تقرير المصير، ولتقم بإنهاء هذه الجريمة، ثم حينئذ فليدين العالم أجمع ما يفعله الشعب الفلسطيني إن استمر فيما يفعله، مشددا على أنه لا يمكن تجزئة الأمور ونسيان أصل المشكلة.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب في الضفة الغربية خالد منصور إن ساحة الضفة الغربية تتهيأ وتجري استعداداتها لذكرى النكبة وإنها ستشهد إضرابا شاملا في جميع مدنها وتعطيلا للمؤسسات بما فيها المرافق التعليمية كافة، مشيرا إلى أن اللجنة العليا لفعالية النكبة اجتمعت وقررت تنظيم مسيرة حاشدة وضخمة تشمل كل مناطق الضفة وتنطلق من ميدان الشهيد ياسر عرفات في رام الله وقد تتجه إلى نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي تأكيدا على حق العودة.
وألمح إلى أنه تم توفير وسائل مواصلات لجميع المشاركين في المسيرات من مختلف المدن لنقلهم إلى الأماكن التي سلبها الاحتلال من الشعب الفلسطيني واصفا إياها بالضخمة، لافتا إلى أن مسيرات العودة تحظى بتأييد شعبي وجماهيري في الضفة لا سيما أنها تسلط الضوء على قضية العودة التي أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصفيتها من خلال قراراته الأخيرة.
وفي الأراضي المحتلة لعام 1948، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "أبناء البلد" رجا أغبارية أن فلسطينيي الأراضي المحتلة (الداخل الإسرائيلي) يتجهزون أيضا لسلسلة من الفعاليات منتصف مايو، مشيرا إلى أن فلسطينيي الداخل سيتوجهون إلى القدس، وسيتم عمل سلسلة بشرية في محيط السفارة الأمريكية وصولا إلى باب العامود، مبينا أنهم سيعملون كل ما بوسعهم للدفع بالآلاف من فلسطينيي الداخل بالتنسيق مع أهالي القدس من أجل المشاركة والتصدي لنقل السفارة وتأكيدا على حق العودة للأراضي المحتلة عام 1948.
وشدد أغبارية على ضرورة مشاركة جميع الفلسطينيين في الفعاليات والتوجه إلى مدينة القدس، معتبرا يومي 14 و15 مايو "يومين حافلين وحاسمين، فيما يتعلق بمسيرة العودة وإنجاح فكرتها الأساسية"، كما أكد ضرورة تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في هذا اليوم، بالتزامن مع تنفيذ الفعاليات المقررة لمسيرات العودة في قطاع غزة.
وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد نقلت عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى تخوفهم من حشود الفلسطينيين المشاركين في فعاليات مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة في يوم النكبة 15 مايو المقبل.
وقال الكاتب الإسرائيلي "عامي دور أون": "إن إسرائيل قد تضطر لاستخدام وسائل جديدة لمنع اقتحام الفلسطينيين لخط الهدنة مع إسرائيل، تتمثل في زراعة حقول ألغام على طول الحدود كي تنفجر في وجه كل من يحاول اختراق الحدود مع غزة، على أن تتم زراعتها في جنح الظلام كي لا يتم اتهام إسرائيل مباشرة بالتسبب بمقتل هؤلاء المتظاهرين".
وأضاف الكاتب أن "سيناريو اقتحام المتظاهرين الفلسطينيين لخط الهدنة بات يشكل مصدر قلق جدي للمنظومة السياسية والأمنية في إسرائيل، ويبدو أن الحلول المتمثلة بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين لم تعد تشكل حلا واقعيا، في ظل الشكاوى المقدمة للمحكمة العليا من منظمات حقوق الإنسان".
وتابع أن "هذه المسيرات الفلسطينية فرضت على إسرائيل شكلا جديدا من الحروب ليس لها حل، لكن الدماغ اليهودي قادر على ابتكار بدائل وخيارات لمواجهتها، ومنها إطلاق خلايا النحل باتجاه المتظاهرين، وإطلاق أسراب الأفاعي باتجاههم، أو إلقاء العشرات من الكلاب الضالة بينهم لمنعهم من الاقتراب من الجدار الحدودي، واقتحامه".
وذكر الخبير العسكري بموقع "واللا" العبري "أمير بوخبوط" أن "اقتحام المتظاهرين الفلسطينيين لمعبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة الجمعة الماضي شكل بروفة مصغرة لما يحضرون له في يوم مظاهرات الذروة بذكرى النكبة بتاريخ 14 مايو الجاري، لأن هذه الأعمال لم تكن عفوية، بل موجهة ومقصودة".
وأشار إلى أن "تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع قد يخدم الفلسطينيين، ويستدعي تدخلا أكثر من المجتمع الدولي، ولذلك يمكن وصف اقتحام المعبر من قبل المتظاهرين درجة جديدة في سلم التصعيد الميداني للمسيرات الفلسطينية، التي اندلعت قبل أسابيع، وتأتي عقب الإضرار بالجدار الحدودي، وإشعال إطارات السيارات، وتفعيل بعض العبوات الناسفة، وإحراق المعدات الهندسية الخاصة بمشروع القضاء على الأنفاق، وإرسال الطائرات الورقية المشتعلة التي تحرق مئات الدونمات الزراعية، دون وجود رد فعال من قبل الجيش الإسرائيلي، خاصة بعد أن أسقط المتظاهرون عددا من طائرات التصوير التي يستخدمها الجيش".
وختم بالقول: "رغم أن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتركز اليوم باتجاه أن الفلسطينيين يفضلون المقاومة الشعبية على الحرب، فإن هذا التقدير رافقنا قبل اندلاع الحرب الأخيرة الجرف الصامد 2014، لكن الحرب التي استمرت 51 يوما جاءت بعكس هذه التقديرات، وربما يضطر الجيش لابتداع وسائل جديدة قبيل الوصول لذلك اليوم المشهود الذي سيشهد اندلاع المظاهرات العارمة كي لا تتدحرج الأمور باتجاه الحرب".