البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تفاصيل افتتاح رئيس الوزراء لمؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط للنقل البحري والخدمات اللوجستية.. إسماعيل: يجب بذل المزيد من الجهود للتغلب على التحديات الإقليمية

البوابة نيوز

افتتح المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، بمدينة الإسماعيلية، فعاليات مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط للنقل البحري والخدمات اللوجستية، الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال يومي 8 و9 مايو الجاري، وتنظمه الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، ووزارة النقل، وذلك بحضور وزيري التنمية المحلية، وقطاع الأعمال العام، والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وبمشاركة ممثلين عن حكومات عدد من دول البحر المتوسط، وسلطات الموانئ، والمنظمات الإقليمية والدولية، والمؤسسات المالية الدولية الشريكة، بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين والخبراء من الشركات الوطنية والأجنبية العاملة في مصر وخارجها.

وألقى رئيس الوزراء، كلمة، نقل خلالها إلى الحضور تحياتِ الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتمنياتِه للمؤتمرِ بكلِّ النجاحِ والتوفيق، وأشار إلى أن استضافةَ مصرَ لهذا المؤتمرِ تأتى استمرارًا لدورِها كشريكٍ أساسي في جميعِ مجالاتِ التعاونِ في إطارِ الاتحادِ من أجلِ المتوسط، لافتًا إلى ما حققه الاتحادُ من إنجازاتِ على صعيدِ البرامجِ والمشروعاتِ التنموية، والفرص الراهنة لتعزيز التعاونِ بين دُولِه، وبذلُ الجهودِ للتغلُّبِ على التحدياتِ الإقليمية وعلى رأسها الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وقال في بداية كلمته: "إنه لمن دواعي سروري أن أُرحبَ بكم في مصر للمشاركةِ في فعالياتِ مؤتمرِ النقلِ البحري الذى يُعقدُ للمرةِ الأولى بمحافظةِ الإسماعيلية وأن أنقلَ إليكم جميعًا تحياتِ الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتمنياتِه للمؤتمرِ بكلِّ النجاحِ والتوفيق وأودُّ أن أشكرَ سيادَتَهُ على رعايَتِه الكريمةِ لهذا المؤتمر".
وأشار إلى أنه منذ انطلاقِ الاتحادِ من أجلِ المتوسط في قمةِ باريس 2008 استكمالًا لمشروعِ الشراكةِ الأورو متوسطية بهدفِ الانتقالِ بمسارِ برشلونةَ إلى مستوىً أفضل والسعي نحو تحقيقِ المزيدِ من الأمنِ والنموِّ والرخاءِ لشعوبِ دولِ المتوسط ومصرُ كدولةٍ مؤسِّسَةٍ ــ بالتعاوُنِ مع الجانبِ الفرنسي ــ تُشاركُ بفاعِليةٍ في جميعِ القطاعاتِ بمنطقةِ المتوسط كما تولتْ رئاسَتَهُ في الفترةِ من عام 2008 حتى عام 2012.

وقال المهندس شريف إسماعيل إن استضافةَ مصرَ لهذا المؤتمرِ تأتى استمرارًا لتفعيلِ دورِها كشريكٍ أساسي في جميعِ مجالاتِ التعاونِ في إطارِ الاتحادِ من أجلِ المتوسط.
واستضافتْ مصرُ خلال الفترةِ الماضية المؤتمرَ الوزاري حول التنميةِ الحضريةِ في مايو 2017، والمنتدى الأولَ للطاقةِ في أكتوبر 2017، والمؤتمرَ الوزاريَ الرابعَ حولَ المرأةِ في المتوسط في نوفمبر 2017 والمنتدى الثالثَ للمياهِ في المتوسط في يناير 2018 والجلسةَ العامةَ للجمعيةِ البرلمانيةِ للمتوسط في أبريل 2018.
وتابع: "اسمحوا لي في هذا السياقِ أن أقدمَ التهنئةَ للسيد السفير ناصر كامل على تولّيِه منصبَ السكرتيرِ العامِ للاتحادِ من أجلِ المتوسط متمنيًا لسيادته كلَّ التوفيقِ والنجاح في مهامِّه ومسئولياتِهِ الجديدة".
وأشار: "أودُّ أن أعبِّرَ عن خالِصِ تقديري للسفير فتح الله سجلماسي، السكرتيرِ العامِ السابقِ للاتحاد لجهودِهِ الكبيرةِ في تعزيزِ التعاونِ بين دولِ المتوسط خلال فترة توليهِ المنصب".
وأكمل: "أجدُ واجبًا علىَّ أن أتقدمَ بخالصِ الشكرِ والتقديرِ لجميعِ الدولِ أعضاءِ الاتحادِ من أجلِ المتوسط على دعمِهِم للترشُّحِ المصري لهذا المنصبِ الرفيع وخاصةً الدولُ العربيةُ الشقيقة".

وقال رئيس الوزراء إن الاتحادُ من أجلِ المتوسطِ قد حقق العديدَ من الإنجازاتِ على صعيدِ البرامجِ والمشروعاتِ التنموية ذاتِ البعدِ الإقليمي حيثُ تمتْ صياغةُ عدد كبير من المشروعات بميزانيةٍ تقدرُ بنحو 5ر5 مليار يورو ولازالتْ هناك العديدُ من الفرصِ الضخمةِ للتعاونِ بين دُولِه.
وهنا أودُّ أن أشيرَ إلى أنهُ يجبُ بذلُ المزيدِ من الجهودِ للتغلُّبِ على التحدياتِ الإقليمية التي تواجهُ مساراتِ التعاونِ المختلفةِ وعلى رأسِها النزاعاتِ المسلحةُ وقضايا البطالةِ والهجرةِ غيرِ الشرعيةِ والإرهاب.
وأوضح أن تنظيمَ هذا المؤتمرَ على أرضِ مدينةِ الإسماعيلية والتي تُعتبرُ قطعةً من أرضِ الفيروزِ له أثرٌ كبيرٌ يعكسُ مدى أهميةِ المكان في جمعِ دُولِ حَوْضِ المتوسطِ معًا لعرضِ ومناقشةِ قصصِ النجاحِ الوطنيةِ في قطاعِ النقلِ البحري والخدماتِ اللوجيستية.
واستطرد: "إن تحقيقَ التنميةِ المستدامة في قطاعاتِ المياهِ والبيئةِ والقنواتِ البحرية يُعدُّ من أهدافِ الاتحادِ من أجلِ المتوسط في ظلِّ تمتُّعِ دُولِه بمواقعِ بحريةٍ فريدة وموانئَ صاعدة وقنواتٍ بحريةٍ تُعدُّ شُريانًا رئيسيًا لحركةِ التجارةِ الدولية".
وأكمل: "الاتحاد الذى نسعى إليه جميعًا يُولّدُ القوةَ والتماسكَ والتآخي بين دولِ البحرِ المتوسط ونبذَ الخلافاتِ والصراعاتِ جانبًا لتحقيقِ الأهدافِ التي نسعى إليها جميعًا في التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ لجميعِ شعوبِ منطقةِ الأورو متوسطي". 

وكشف رئيس الوزراء أن الأهدافَ التي أُنشئَ من أجلِها هذا الاتحادُ تتضمنُ الوصولَ للتنميةِ المستدامةِ في المياهِ والبيئةِ والقنواتِ البحرية والحفاظِ عليها في منطقةِ دول المتوسط وهو ما يتحققُ بتعاونِ وتكامُلِ الدولِ الأعضاء وبالحوارِ البناءِ وتفعيلِ الدراساتِ والأبحاثِ المتبادلة بين هذه الدول.
ويأتي انعقادُ هذا المؤتمرُ في ظِلِّ التحدياتِ الكبيرة التي تواجِهُ منظومةَ النقلِ البحري والخدماتِ اللوجيستية خاصةً في الدولِ التي تمتلكُ مواقعَ بحريةٍ فريدةٍ وموانئَ صاعدةً وقنواتٍ بحريةٍ تتنافسُ معًا للوصولِ إلى العالمية.
كما تتزامنُ فعالياتُ هذا المؤتمرِ مع اهتمامِ الحكومةِ المصرية بتطويرِ ودعمِ منظومةِ النقلِ البحري للاستفادةِ من الميزةِ الاستراتيجيةِ والتنافسية لموقعِ مصرَ الجغرافي وبما يُحقّقُ التنميةَ المستدامةَ وتنميةَ الاقتصادِ القومي.
وأودُّ أن أوضحَ أن تطويرَ هذه المنظومةِ في مصرَ يشملُ تطويرَ الموانئِ القائمةِ وإنشاءَ موانئ جديدةٍ وإعادةَ تأهيلِ شبكةِ الطرقِ على مستوى الجمهوريةِ بمواصفاتٍ عالمية فضلًا عن إنشاءِ مناطقَ لوجيستيةٍ إلى جانبِ إعادةِ تأهيلِ السككِ الحديديةِ للقيامِ بدورِها الرئيسي في نقلِ البضائع.
كما وأنَّ مشروعَ ازدواجِ قناةِ السُّويْسِ العملاق هو تأكيدٌ على حرصِ مصرَ على القيامِ بدورٍ فاعلٍ في تطويرِ منظومةِ التجارةِ العالمية ويتزامنُ مع هذهِ المشروعاتِ مشروعُ إنشاءِ المنطقةِ الاقتصاديةِ بقناةِ السُّويْس.

ولقد وضعتْ الحكومةُ المصريةُ نُصبَ عينيها تحقيقَ متطلباتِ التنميةِ الاقتصادية وتعزيزَ القدرةِ التنافسيةِ على المستويين الإقليمي والدولي وزيادةَ فاعليةِ وكفاءةِ أداءِ خدماتِ النقل مع الحفاظِ على البيئة.
وقال: "إن الحفاظَ على هذهِ المنظومةِ بشكل ٍ مستدام ٍ وآمن ٍ وبمستوياتِ خدمةٍ متميزة يُعدُّ من أهمِّ أولوياتِنا التي تتناغمُ مع خطةِ واستراتيجيةِ الدولة "رؤية مصر 2030".
وتابع: "أدعوكُم لتفعيلِ التنميةِ المستدامةِ للنقلِ البحري واللوجيستي في المنطقةِ الأورومتوسطية بما يُفيدُ منِطقَتِنا والوصولُ لأفضلِ السبلِ لتطويرِ الخدماتِ البحريةِ في دولِ المتوسطِ والتركيزُ على التدريبِ المستمرِ للكوادرِ البشرية ونقلُ المعرفةِ بين الدول والمساهمةُ في إنشاءِ شبكةِ بنيةٍ تحتيةٍ للنقلِ البحري تتسمُ بالكفاءةِ والقابليةِ للتشغيلِ الدائمِ في المنطقة".

على جانب آخر، قالت هيئة المنطقة الاقتصادية إن المؤتمر يهدف لاستعراض التجارب الناجحة في مجال النقل متعدد الوسائط بالمنطقة الأورومتوسطية، فضلًا عن استكشاف الفرص في البناء والتنمية والاستثمار، وتعزيزها فيما بين الموانئ الرئيسية في منطقة دول البحر المتوسط، إلى جانب تعزز بناء القدرات، كمحرك لتحقيق التنمية الفعالة والمستدامة للنقل البحري واللوجيستي في المنطقة الأورومتوسطية.
كما يشكل المؤتمر فرصة لإطلاق مشروع TransLogMED الذي يقوم على دعم النقل المستدام من الباب إلى الباب، والسعي لايجاد الحلول المتعددة الوسائط، بالإضافة إلى العمل على تطوير الطرق السريعة للخدمات البحرية، وتفعيل إجراءات التدريب ونقل المعرفة، بهدف المساهمة في إنشاء شبكة بنية تحتية للنقل تتسم بالكفاءة والقابلية للتشغيل البيني والدائم في المنطقة الأورومتوسطية.


ويعد الاتحاد من أجل المتوسط منظمة حكومية دولية تضم 43 بلدًا من أوروبا وحوض البحر المتوسط، و28 من دول الاتحاد الأوروبي، و15 بلد متوسطي شريك من شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق أوروبا. وقد ترأست مصر دول الجنوب بالاتحاد من عام 2008 حتى 2012.
ويهدف الاتحاد لتعزيز الشراكة الأورومتوسطية في منطقة البحر المتوسط، وهو عبارة عن منتدى لمناقشة القضايا الاستراتيجية الإقليمية والمشاركة في اتخاذ القرارات والمسؤولية المشتركة بين ضفتي البحر المتوسط، حيث يركز على 6 قطاعات هي: تنمية الأعمال، التعليم العالي والبحث العلمي، الشؤون الاجتماعية والمدنية، الطاقة والتدابير المناخية، النقل والتنمية الحضرية، المياه والبيئة.