البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

محمد صبحي: "مسرح مصر" اتجه إلى الإسفاف والتدني الأخلاقي.. والإيحاءات الجنسية ليست وسيلة لـ"الإضحاك"

محمد صبحي
محمد صبحي

بعد فترة من الغياب، يعود الفنان محمد صبحى من جديد للساحة الفنية بمسرحية «غزل البنات» المأخوذة من تراث الريحانى، كما تم إطلاق اسمه على الدورة الثالثة من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، ويستعد لعدد من الجولات الفنية بالعمل خارج مصر خلال الفترة المقبلة.

التقت «البوابة نيوز » الفنان محمد صبحى الذى تحدث عن تكريمه مع نجم مسرح مصر، مصطفى خاطر، ضمن مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، وانتقاده لما يقدموه، وأسباب عدم استكمال الجزء الثالث من برنامجه «مفيش مشكلة خالص»، وعودته للمسرح بعرض «غزل البنات»، ورأيه فى أجور النجوم..

فى البداية.. ما شعورك أثناء تكريمك فى مهرجان للمسرح الشبابى؟

أشعر بالسعادة لتكريمى، وسعيد أكثر أن هذا التكريم من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، وسعيد أكثر وأكثر، لأنه يحمل اسمى، ووجود سيدة المسرح العربى سميحة أيوب، وتحت قيادة المخرج المسرحى الشاب مازن الغرباوى يمثل شرفًا كبيرًا لى.

تردد مؤخرا وجود خلافات بينك وبين أبطال مسرح مصر.. كيف ترى تكريم مصطفى خاطر معك فى تلك الدورة؟

لا يوجد خلاف بينى وبين أحد، كل ما فى الأمر أننى قلت إن ما يقدمونه فى مسرح مصر ليس بمسرح، ولكنها اسكتشات مسرحية، وهذا ما أكده أشرف عبدالباقى نفسه، وسبق أن قولتها، وأرددها مرة أخرى إن أشرف عبدالباقى ومجموعته فعلوا ما لم نستطع فعله، والعمل فى وقت كانت القوة الظلامية مسيطرة على البلاد، ومصطفى خاطر فنان موهوب ومؤدب، وقلت له أثناء تكريمه: كيف تمثل وسط هؤلاء؟

أليس فى هذا تقليل من شأن زملائه؟

لا أقلل من شأن أحد، ولا أنتقد أحدًا، ولكن من يقول إيحاءات جنسية على خشبة المسرح كوسيلة للإضحاك، ليست بموهبة ولا فن فأنا من الممكن أن أهين كرامتك دون ولا كلمة خارجة، فهم قدموا فى الموسم الأول عملًا جيدًا، وبعد ذلك اتجهوا إلى الإسفاف والتدنى الأخلاقى، وبالرغم من شجاعة الفنان أشرف عبدالباقى فى تشجيع هؤلاء الشباب وخوض هذه التجربة معهم، فإن الأمور خرجت عن سيطرته فى منع صنعهم «الإفيهات» اللا أخلاقية.

هل معنى ذلك أنك لم تكن تقدم أعمالًا مخالفة للرقابة؟

جيلنا اختلف عن جيلكم، وأقذر الكلمات التى كنا نقولها أصبحت لا شيء بجانب ما يحدث الآن، ففى الجوكر كان توجد صفارة من الرقابة على كلمة «جتك ستين نيلة».

كيف ترى الهجوم عليك فى مواقع التواصل الاجتماعى وإطلاق اسم «وزير الأخلاق» عليك؟

أن يكون اسمى مرتبطًا بالأخلاق هو أمر جيد، ومن لا يعجبه الدفاع عن الأخلاق فهو شخص بلا أخلاق، لأنه إن كان يملكها ما كان ليتعجب، ويطلق عليّ هذا اللقب، والحقيقة أن هؤلاء يرفضون قانون الأخلاق، لكننا لم نولد بهذه الأخلاق، بل تعلمنا وتربينا على الاحترام والتقدير.

ما الذى دفعك لتقديم برنامج «مفيش مشكلة خالص»؟

عرض على الكثير من الأعمال الفنية، سواء لبرامج أو إعلانات، ولم أكن أبالى بالأمر، ولكن عندما عرضت على فكرة البرنامج ترددت قليلًا، لأننى لست إعلاميًا أو محاورًا، لذلك اشترطت عليهم أن «أمسرح البرنامج» أى أن يأخذ الشكل المسرحى، وهو ما حفزنى على تقديمه، عن طريق وضع خطة البرنامج، والتى تنقسم إلى تقديم العديد من الفقرات، حيث كان أولها فكرة «ستاند أب كوميدى»، وثانيًا فكرة مشهد مسرحى، وثالثًا فقرة توزيع كتاب على المشاهدين داخل الاستوديو، أو إلقاء الشعر.

علمنا أنك كنت متعاقدًا على ٣ مواسم.. لماذا لم تستمر؟

وفاة زوجتى جعلتنى أعتذر عن استكمال الموسم الجديد، لمرورى بحالة نفسية سيئة، وبعدها انشغلت فى التحضير لمسرحية «غزل البنات».

لماذا اخترت أحد أعمال نجيب الريحانى لتقديمه؟

لأن الجيل الجديد من الشباب لا يعلم شيئًا عن هذا الفنان العظيم، وأعماله الرائعة، فكان لا بد من إلقاء الضوء عليه.

ما أهم ردود الأفعال التى توصلك؟

أضع الكاميرات مفتوحة فى كل مكان بالمسرح، ليقول الجمهور رأيه بصراحة فيما شاهدوه، فلا تتخيل كمية الإعجاب بالعمل، من مختلف الأجيال، ووجد سيدة قعيدة قالت لى لقد جات لك من أسيوط، وسوف أعود فى نفس الليلة.

هل تقصد تقديم أعمالك الفنية فى قالب مثالى؟

لا يوجد ما يسمى بالفن المثالى، فإن قدمنا المثالية الكاملة فى العمل الفنى، إذن أين سنجد الدراما، فهى حدث من الواقع، والواقع ليس مثاليًا، ولكن بعض الأعمال الفنية تبرز السلبيات بكثرة، مثال على ذلك وجود المرأة فى الدراما المصرية، فإما أن تخرج بصورة عاهرة، أو راقصة أو تاجرة مخدرات، وهذا ليس ما نحن عليه فى الواقع.

يرى البعض أن هذا اتجاه فنى إلى الواقعية.. ما رأيك؟

ليس كل ما يحدث فى الشارع ينقل على الشاشة، نحن نعلم جيدًا أن الفن مرآة المجتمع، ولكن هؤلاء يشوهون صورة المجتمع، إظهار المشاكل التى نواجهها فى مجتمعنا حقيقة، ولكن ليس بهذا الكم من الانحراف الأخلاقى، ففى السينما المصرية خلال فترة الأربعينيات والسبعينيات، كان يوجد الكثير من الأعمال التى تتناول مشكلاتنا، ولكن بطريقة غير مثيرة لهذا الكم من الاشمئزاز، نعلم أن هدف العمل هنا حبكة درامية وليس عريًا فنيًا.

كيف ترى حال المسرح العربى اليوم؟

من المؤكد أن المسرح فى حالة من الازدهار، ولكنه يحتاج حراكًا أكثر من ذلك فى جميع الدول العربية، سواء التى تأثرت بثورات الربيع العربى، أو تلك التى لم تتأثر، فالمناخ الثقافى هو الحراك الأساسى فى إنتاج مسرح فنى نظيف، ونحن نحتاج إقامة مسارح ومهرجانات ليس فقط فى المدينة، بل أيضًا فى المناطق التى تحتاج دعمنا، فعندما علمت بوجود المهرجان فى شرم الشيخ، أسعدنى ذلك، ولكننى أتمنى وجود مهرجانات فى جميع أنحاء الجمهورية.

تحدثت خلال ندوة تكريمك عن أجور الفنانين كيف ترى تلك الأزمة؟

أشعر بالحزن عليهم فيما يتنافسون عليه من إيرادات وأجور، فالفنان قيمته بما يقدمه وليس بما يأخذه، حتى إن البعض لا يتساءل عن ماذا يقدم، ولكنه يتساءل عن كم ستدفع، وكيف سأكون الأول بين زملائى، لدرجة أن التقييم أصبح اليوم عن كم الملايين التى يحصدها الفنان، فأتعجب من الفنان الذى يكون أجره ٤٠ مليونًا وتكلفة المسلسل بطاقم العمل ٤٠ مليونًا أيضًا، ففى عام ٢٠٠٨، ولا أخجل من قول ذلك كان أجرى يتساوى مع يحيى الفخرانى ونور الشريف، وهو ٦ ملايين جنيهًا فى المسلسل، بعد ذلك أردت تقديم عمل ما، فطلبت من الشركة المنتجه ٥٠٪ من أجرى، ودخول النسبة المتبقية إلى رأسمال العمل، وبعدها قللت النسبة إلى ٢٥٪، لأننى لن أخذ أموالًا أكثر من حاجاتى.

لكن البعض يراها عنصرا محفزا لدى الشباب الموهوب فما تعليقك؟

لا.. بل تؤثر سلبًا عليهم ؛ فأنا أرى ممثلين شباب ليسوا أعضاء نقابة ولا خريجى المعهد ويتقاضون الملايين، فيفقد فنه وموهبته، فالبعض منهم يبدأ مشواره الفنى كـ « هاوى «، فيقدم أفضل ما لديه بل ويبدع فى تقديم الشخصية، ولكن عندما يشعر بالشهرة يبدأ فى طلب الكثير من الأموال، وينسى تدريجيًا أن موهبته هى سبب ما وصل إليه وليس المال، فيركز على المال وينسى الفن.

هل هذه المشكلة ظهرت مؤخرا فقط؟

عندما كنت طالب فى المعهد العالى للفنون المسرحية كنت أعمل فى السينما، وكان أجرى ١٢ جنيها، فى الوقت الذى فيه أجر اساتذتى ٤٠ جنيها، وعندما بدأت فى تقديم بطولة أعمال سينمائية كنت أخجل وأنا اقبض أجرى، لإنى علمت أن استاذ محمود المليجى يتقاضى نفس الأجر.