البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الأعمى والأعرج وتريسي وشويكار


ربما لا تكون على القدر الذي تستحق فيه أن تتقدم الصفوف، لكن تمنحك الحياة تلك الفرصة لكن تضع لك في الصورة شخصًا آخر، البعض يرتضي ذلك لاقتناعه بأن ذلك المكسب لم يتأت له عن دراية وخبرة، إنما عن طريق الحظ، فيتعايش مع زميله أو قرينه بصورة أو أخرى، والبعض الآخر تأخذه العزة بالإثم فيكابر ويتكبر ويقول إنما أوتيته عن علم، فيسقط هو زميله فريسة لغريب يسرق منهما الحظ، وليس هناك تشبيه أوقع لهذا الأمر من قصة الأعمى والأعرج اللذين تقابلا في إحدى الطرق واتفقا على أن يتكاملا، بأن يحمل الأعمى الأعرج على ظهره، على أن يرشده الأعرج إلى الطريق الصحيح حتى يصلا إلى منطقة تسمى «الكيس»، ظل هكذا لمدة أسابيع، حتى رأى الأعرج كيس ذهب، فأخبر الأعمى عنه، وحينما وصلا اختلفا على تقسيمه، ورأى كل واحد منهما أنه أحق من الثاني «وبعد تبادل السباب» استحكما لرجل من المارة كان قد عافاه الله، سألهما عن مكان الكيس فأشارا إليه، فأخذه وجرى وقال لهما: «الكيس لمن يلحق بي، رمى الأعمى الأعرج وجرى لا يرى، وزحف الأعرج ليرى ما جرى، في الطريق ضحك الأعمى بهستيريا فتعجّب الأعرج وقال له: ما دهاك؟ فردَّ عليه: تذكرتُ براين ترايسي، اندهش الأعرج وقال له: مين يا أخويا! ففرك الأعمى في عينيه ربما يحالفه الحظ ويرى ولو للحظة، لينتشي بردّة فعل الأعرج، وقال له: أعرج وجاهل كمان، «تريسي» هذا يا هذا ألف ما يقرب من 500 كتاب وألبوم سمعي، وحاضر في 90 دولة، وترجمت مؤلفاته إلى 42 لغة، وما قاله وتذكرته الآن هو: «عندما يرسل إليك الخالق هدية من عنده فإنها غالبًا ما تكون بقالب مشكلة، والمشكلة أن معظم الناس ينشغلون بالقالب وينسون الهدية»، قال له الأعرج: يعني لازم تعمل فيها مثقف ما تقول: «فيه حاجات ما ينفعش نعملها كأفراد، ولازم علشان تحقيقها نرضى إننا نكون جزء من كل، بشرط ما نقللش مجهود بعض، ونعترف إن فيه قدرات ومواهب وفوارق منحها ربنا لبعض من عباده، ومع ذلك ممكن التغلب على الفوارق دي بالتكامل لو النوايا سليمة»، وهنا قاطعهما المفتح وهو يلتقط أنفاسه بالكاد ويخبرهما أن ما في الكيس ليس ذهبًا ولكن فالصو.. ضحك الأعمى وقال لصديقه الأعرج: «فالصو يا أعمى.. فالصو.. هأهأهأهأ.. فالصو».. فردّ عليه الأعرج: «أنا جيت يا اللي اتغشيت وعليك خشيت فايتة ومنصورة ما هو أصل قليل الأصل يسيب الأصل وياخد الصورة»، قال له الأعمى لمن هذه المقولة؟ فردّ الأعرج لشويكار في «قلبي يا غاوي خمس قارات».. عاود الثلاثة الضحك.. واتفقوا على أن يستكملوا السير سويًّا؛ الأعمى يحمل الأعرج ويمسك بجلباب المفتح، لكن لا جدوى فقد اتفقوا بعد فوات الأوان.