البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تفشي ظاهرة الانتحار يدق ناقوس الخطر.. وخبراء علم نفس يفندون أسبابه: نواحي مالية وعاطفية.. والتفكير السلبي.. والاختلاط بالأشياء الكئيبة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

دقت أجراس الخطر، ولما لا فقد ارتفعت معدلات الانتحار، في الأونة الأخيرة، بشكل لافت النظر، ولا يجعلنا أن نسير دون الالتفات لذلك المؤشر السلبي الناجم عن أسباب عدة ومشاكل كثيرة سواء كانت مشاكل اقتصادية أو عاطفية أو دراسية أو ضوائق مالية.


"البوابة نيوز" تستعرض إليكم توصيات خبراء الاجتماع والنفس، كما تلقي الضوء على أبرز حالات الانتحار التي تمت في الفترة الأخيرة.
حيث شهدت منطقة أبو الحسن التابعة لدائرة قسم ثان المحلة في محافظة الغربية منذ يومين، حالة من الفزع والخوف بسبب انتحار شاب، حيث ألقى بنفسه من الطابق الخامس وسقط جثة هامدة.
حيث تبين أن الشاب يدعى: "ع. ت"، مقيم بمنطقة أبو الحسن، وقيامه بإلقاء نفسه من الطابق الخامس وسقط جثة هامدة في الحال، وبسؤال أهالي المنطقة أكدوا أنه كان يعاني من حالة نفسية سيئة خلال الفترة الماضية.
وفي نفس الاسبوع أقدمت مدرسة لغة انجليزية بمدرسة الأورمان الخاصة التابعة لمديرية التربية والتعليم بمحافظة الغربية على القفز من الدور الرابع أثناء اليوم الدراسي بعد إصابتها بأزمة نفسية حادة.
حيث أكد مصدر داخل مديرية التربية والتعليم بمحافظة الغربية أن مدرسة لغة إنجليزية تدعى "ا. ع" أقدمت على الانتحار ما أصابها بكسر في الحوض وتم نقلها إلى مستشفى المنشاوي العام مشيرًا إلى أن المديرية تتابع حالتها أول بأول.
وكان شاب يبلغ من العمر ٣٠ سنة صعد الهرم من مهددًا بالانتحار، وكتب أنه يريد الانتحار داخل ورقة ويقوم بإلقائها على رجال الأمن الموجودين أسفل الهرم، مشيرًا إلى أنه موجود أعلى فتحة الهرم الأكبر.
ونجح والده أن يقنعه، بالتخلي عن وعوده بالانتحار، بعدما صعد الشاب فوق باب هرم خوفو بحوالي 10 أمتار وهدد بإلقاء نفسه، بعدما فشلت الشرطة في إقناع الشاب بالتراجع عن الانتحار من أعلى الهرم.
بالإضافة إلى قدوم ربة منزل على الانتحار بإلقاء نفسها من الدور الخامس؛ بسبب نشوب مشاجرة بينها وبين زوجها لرفضه ذهابها عند والدتها بالعمرانية، وكشفت المعلومات المنشورة عن وجود جثة ربة منزل تدعى "ريهام.ع"، 28عاما، مصابة بكسور في أماكن متفرقة من جسدها ونزيف داخلي، وبعمل التحريات تبين أن المجني عليها أقدمت علي الانتحار بإلقاء نفسها من الدور الخامس بعد نشوب مشادة كلامية بينها وبين زوجها لرفضه الذهاب لوالدتها.

وأقدمت طالبة جامعية "عبير. م" 20 عامًا، طالبة جامعية، على الانتحار بتناول مبيد حشريًّا وتوفيت إثر هبوط بالدورة الدموية، بسبب خلافات نشبت بينها وبين شقيقها بالجيزة.
وبعمل التحريات وسؤال شقيقها، أقر أنهما يقيمان بمفردهما بالمنزل بعد وفاة والدهما وزواج والدتهما من رجل آخر، ونشبت بينه وبين المتوفاة مشاجرة بسبب خروجها الدائم وملابسها اللافتة، فتركت المنزل وذهبت إلى عمها، وهناك تناولت مبيدًا حشريًّا وأخبرت عمها، فقام بنقلها إلى مستشفى لتلقّي العلاج، لكنها لقيت مصرعها في الحال، ولا شبهة جنائية.
وفي هذا السياق يقول الدكتور جمال فرويز الخبير النفسي، عن زيادة عدد الانتحار والإقدام عليه وارتفاع نسبته في الفترة الأخيرة إن معظم الذين يقومون بالانتحار يمرون بضوائق مالية أو عاطفية أو يمرون بحالات نفسية صعبة أو يعانون من مشاكل نفسية وعصبية أو يمرون بحالات اكتئاب.
وأضاف فرويز، أن حالات الانتحار التي زادت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة تكون نتيجة الإصابة بمشكلة نفسية تؤدي إلى تعكر المزاج وفقدان الأمل في الحياة وضياع الهدف الذين كانوا يسعون اليه مما يجعلهم يلجؤون الي الانتحار، لذا فأول شيء يفكر به الأشخاص المصابون بالاكتئاب للخروج من الحالة التي يمرون بها في اعتقادهم أن الانتحار هو الحل.
وتابع فرويز أن الانتحار ينقسم الي عدة أقسام منها انتحار الطلاب بسبب الرسوب في الامتحانات أو انتحار الحبيب لمفارقته عن حبيبته، أو بسبب المرض أو بسبب ضائقة مالية فينتحرون هربًا من هذه الأزمات.
وفي نفس السياق يقول الدكتور سعيد صادق الخبير الاجتماعي، أن أسباب الانتحار في هذا التوقيت عديدة ولا يمكن حصرها، بسبب كثرة المشاكل والأزمات التي يمر بها المجتمع في الحياة، لأننا لو بحثنا في حالات الانتحار التي تحدث في الفترة الاخيرة لوجدنا حالات انتحار لم تمر بأي مشكلة نفسية أو ضائقة مالية ولا نعرف أسباب لجوئها إلى الانتحار حتى الآن.
وطالب صادق، بالابتعاد عن التفكير السلبي، وعدم فقدان الأمل في الحياة لأي سبب من الأسباب ومحاولة عدم الاختلاط بالأشياء الكئيبة التي تعكر المزاج، وعدم اللجوء أيضًا للعزلة الاجتماعية لأنها دائمًا يكون لها أثر سلبي.
وأردف "صادق"، أنه على وسائل الإعلام دور بارز من خلال مواجهة حالة الإحباط من خلال التركيز على القدوة الحسنة وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية التى تحمل في طياتها الأمل وحب الحياة، علاوة عن تقديم أعمال درامية تتناول الحب وترسيخ القيم الإيجابية وتغذية الروح.