البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

هرب الأب للبحث عن نزواته.. وترك ابنه من 25 سنة

عم محمد
عم محمد

مرارة الأيام وقسوة الزمان لا تضاهيها قسوة من تقلبات الأحوال، وتغيرات الوجوه وصراعات الحياة المليئة بالأحزان والذكريات المؤلمة، وكلما تذكرنا الماضى آلمنا كثيرا وتألمنا من نظرة المجهول، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ولعل القادم أحلى وأجمل. يقول محمد فتحى ٥٩ عاما، سايس جراج بالدقي، خلال حياتى وأنا فى المهنة، علمتنى الكثير، إزاى أتعامل مع كل واحد، حسب شخصيته وطباعه، فهناك الشخصية المزعجة والعصبية والمتكبرة، وياما دقت على الرأس طبول، ويتذكر مشوار حياته، فيقول مرت أمامى قصة محزنة، وعاهدت ربنا أن أكون سببا فى مد يد المساعدة. ويضيف: أنه احتضن «سليمان» كان عمره ٥ سنوات، وكان يعمل معه فى الجراج، وظل يرعاه حتى بلغ الثلاثين عامًا، بعد أن ترك بلدته الأصل «المنيا»، ليسكن حاليًا فى عزبة أولاد علام بالدقي، خاصة أن والده فقد كل معانى الإنسانية والرحمة وتخلى عن دوره فى أن يكون أبا وراعيا مسئولا عن رعيته، وترك زمام الأمر ليقضى نزواته فى البحث عن بيت وزوجة أخرى وحياة جديدة مستقلة بعيدا عنهم كأسرة، فقد شرد أخاه الأكبر وذهب ولم يعد وبقى سليمان وأمه يحاربان مآسى السنين ونكبات الدهر، حتى وافت الأم المنية وبقى وحيدًا.
ويستكمل عم محمد: إنه تبناه واعتبره واحدا من أبنائه، ينام ويأكل ويشرب فى وسطهم تحت سقف بيت واحد، ليس الأب الذى ينجب ولكن الأب الذى يرعى ويربى ويبنى وليس له هدف ولا غية لا محروم من ولد إلا أنه موقف إنسانى لا يقدر مكافأته بثمن إلا الله الواحد الأحد.
«مش بتأخر على «سلموكة» فى أى طلب».. بتلك الكلمات يوضح عم محمد، مدى تلبيه طلباته، بعد أن تخلى عنه الأهل والأقارب وطرق كل الأبواب من خال وعم وأب، ولكن بلا مجيب. ويختتم: «هزوج «سلموكة» كما يناديه، ويشوف حياته تكون واحدة غلبانة تشوف طلباته، زى أى إنسان سَوي، وربنا كريم والكريم لا يضام».