البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

إيران والغرب "صراع لا ينتهي".. المرشد الأعلى يتحدى العالم.. ويؤكد: الصبر ينفد بشأن تحسين العلاقات

المرشد الاعلى الايرانى،
المرشد الاعلى الايرانى، علي خامنئي

لفت المرشد الأعلى الإيرانى، علي خامنئي، إلى تحول حاسم فى العلاقات مع الصين وروسيا، مشيرا إلى أن صبر إيران ينفد مع الجهود الرامية إلى تحسين العلاقات مع الغرب.
وكان أحد الشعارات الأكثر شعبية خلال ثورة 1979 هو "لا الشرق ولا الغرب"، وهو نذر متحمس بأن إيران لن تحبذ أيا من القوى الكبرى في العالم في ذلك الوقت. 
وحسبما ذكرت صحيفة "يابان تايمز" قال المحللون إن ما يحدث الآن من دعوة إيران لفتح علاقات مع العالم والغرب خاصة لا يغير الفكرة الأساسية القائلة بأن إيران ترفض أن تقع تحت تأثير القوى الخارجية، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن محاولة الانفراج الأخيرة مع الولايات المتحدة التى يمثلها الاتفاق النووى لعام 2015 الذى وافقت فيه على وقف برنامجها النووى مقابل رفع العقوبات بدأت تتلاشى.
وقال إيلي جيرانمايه من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن "خامنئي أوضح مرارا أن الاتفاق النووي لعام 2015 كان اختبارا لمعرفة ما إذا كانت المفاوضات مع الغرب يمكن أن تسفر عن نتائج إيجابية لإيران".
وأضاف "أن القيادة الإيرانية ترى أن الولايات المتحدة تتصرف بسوء نية بشأن الصفقة، وأضاف أن بيان خامنئي يشير إلى ضوء أخضر للنظام الإيراني لتركيز جهود دبلوماسية أكبر على تعميق العلاقات مع الصين وروسيا".
وتأتى تصريحات خامنئى فى لحظة حرجة حيث يهدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتمزيق الاتفاق وإعادة فرض العقوبات ما لم توافق إيران على كبح برنامج الصواريخ و"الأنشطة المزعزعة للاستقرار" فى الشرق الأوسط.
حتى قبل ترامب، شعرت إيران بأن واشنطن تنتهك جانبها من الصفقة، حيث أصبح من الواضح أن العقوبات الأمريكية المتبقية ستظل تعرقل العلاقات المصرفية والاستثمارات الأجنبية، بل تحظر الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الإيرانية عن مشاركة منتجاتها في متاجر التطبيقات. 
وتقول طهران إن ذلك ينتهك شرطا ينص على أنه يتعين على الولايات المتحدة "الامتناع عن أى سياسة تهدف بشكل خاص إلى التأثير بشكل مباشر وسلب على تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران". 
وقال محمد ماراندي المحلل السياسي في جامعة طهران "اعتبارا من اليوم الأول بدأت الولايات المتحدة إدارة اوباما تنتهك نص الاتفاق وروحه". 
وأضاف أن بيان خامنئي الأخير اعترف بحقيقة أن العلاقات مع الدول الشرقية كانت أقوى بكثير خاصة أن إيران وروسيا متحالفة على الحرب السورية.
وأكد أن العلاقات الإيرانية مع روسيا والصين وعدد متزايد من الدول الآسيوية أفضل بكثير من الغرب لأنهم يعاملوننا بشكل أفضل ". "نحن شركاء مع روسيا في سوريا. نحن لسنا تابعين ". 
وكان الغضب على التدخل الأجنبى محركا رئيسيا لثورة عام 1979 بعد أكثر من قرن من المؤامرات والانقلابات واستغلال الموارد من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، ولكن على الرغم من تصور النقاد على أنها عقائدية لا هوادة فيها، فإن إيران التي برزت بعد الثورة كانت مرنة بشكل مدهش في سياستها الخارجية. 
وقال جيرانمايه "فى لحظات معينة منذ عام 1979 اتخذت إيران نهجا عمليا للتعامل مع الولايات المتحدة عند الضرورة او فى مصلحتها".
وسلطت الضوء على صفقة أسلحة إيران كونترا سيئة السمعة فى الثمانينيات والتعاون فى افغانستان فى عام 2001 والاتفاق النووى. 
غير أن العديد من المتشددين في واشنطن يرفضون قبول أن إيران كانت جادة في أي وقت مضى بشأن التقارب.
وكان معهد المشاريع الأمريكية، وهو مركز أبحاث، أصدر هذا الشهر سلسلة من المقالات تدعو إلى "سياسة أكثر تصادمية تجاه إيران"، بما في ذلك التهديد بتغيير النظام. وكان مبررها الرئيسي هو أن "الرجال الذين يديرون السياسة الخارجية لإيران ليس لديهم مصلحة في علاقة أفضل". 
لكن خامنئي قال في أبريل 2015، قبل ثلاثة أشهر من وضع الاتفاق النووي في صيغته النهائية، إنه يمكن أن يؤدي إلى تحسن أوسع في العلاقات.
وأضاف "إذا توقف الجانب الآخر عن تعميده المعتاد فإن ذلك سيكون تجربة بالنسبة لنا وسوف نكتشف أنه بامكاننا التفاوض معها حول مسائل أخرى أيضا". 
وقد انتعشت مبيعات النفط الإيرانية منذ الاتفاق، وشهدت ارتفاعا في التجارة مع أوروبا، لكن التهديد بالعقوبات الأمريكية قد ساعد على ردع العديد من المستثمرين الأجانب والبنوك الكبرى من إعادة الانخراط مع إيران.
ولا تزال الشركات والحكومات الأوروبية أكثر عرضة لضغوط واشنطن من نظرائها الصينيين والروس. 
وقال ماراندي: "إذا لم يكن لدى الأوروبيين الشجاعة للوقوف في وجه الولايات المتحدة، فينبغي ألا يتوقعوا أن يكونوا شركاء معنا". وأضاف "إذا كانت بعض الأبواب مغلقة وبعض الأبواب مفتوحة فإننا لن ننتظر خارج الأبواب المغلقة إلى الأبد".