البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"علي": "بشتغل شغلانة النبي ونفسي أدخل مدرسة"

على
على

جلباب وحذاء خفيف، جسد نحيل، أرهقته الأيام والظروف، فقابلها بالصبر والأمل، رغم وجود الألم، يتجول يوميًا بين الحقول بأغنامه، يمتلك الحكمة والخبرة كأنه فى عقده الخامس، وجمع من تجارب الحياة ما يكفيه لتعويض حرمانه من دخول المدارس.
جلس كعادته اليومية، أعلى حوض لرى الأراضى الزراعية وسط الحقل، ليستريح من عناء يوم طويل، اعتاده مع شروق شمس كل يوم جديد، بعد «العصارى» يتأمل الشمس وهى تلملم أشعتها من الكون الفسيح، ممسكًا براحتيه الصغيرتين كيسًا من رقائق البطاطس المحمرة، فهى متعته الثانية بعد رعى الأغنام.
على السيد، طفل لم يكمل ١٠ أعوام، يقول: «معرفش عمرى كام سنة، لو أهلى كانوا دخلونى المدارس كنت هعد كل سنة وأعرف بقيت قد إيه»، ويتابع بابتسامة أغلقت عينيه الخضراوين، وهو يقضم رقائق البطاطس: «أنا من أول ما اتعلمت المشى وأنا برعى الغنم، دى شغلتى أنا وأخويا الكبير، وعينا على الدنيا ماعرفناش غيرها لأنها شغلة أبويا وعيلته».
وأضاف قائلًا: «طبعًا كان نفسى أتعلم وأدخل المدرسة، وبزعل لما ألاقى العيال الأصغر منى بتقرأ وأنا مبعرفش، وفى رمضان نفسى أقرأ فى المصحف، لكن نصيبى كدا، لكن ساعات بصبر نفسى واقول أنا اتعلمت الرعى وهما لا، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان بيرعى أغنام وهو طفل، ودا لوحده شرف ليا».
واستطرد بالقول: «رغم التعب بحمد ربنا إننا مابنمدش إيدنا لحد، رعى الغنم متعب لأنى بصحى قبل الشروق وآخد الغنمات أسرح بيها فى التلج فى عز الشتا، وكمان فى الصيف والشمس ضاربة فى راسى، لكن اتعلمت أكون راجل».
واختتم «على» كلماته قائلًا: «بيهون تعب اليوم بعد العصرية، بشترى شيبسى وأقعد كدا أروق دماغى وأكله والنسيم بيهف عليا، وأرجع البيت لأمى معايا شنطة كبيرة فيها جرجير وخضروات من الأرض اللى برعى فيها، واشترى لاخواتى شيبسى وحلويات زيى تمام».