البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"أمريكا وإيران".. رسائل حرب على جثة "العراق"

البوابة نيوز

مخططات إيران.. سياسة لا تتوقف على الرغم من المتغيرات التى تظهر فى أوراق اللعبة السياسية فى منطقة الخليج، فعلى الرغم من اقتراب نهاية الحرب على تنظيم «داعش» فى العراق، وفى ظل استعداد بغداد للانتخابات البرلمانية، ومع تكرار مشهد التظاهرات داخل إيران، إلا أن طهران عادت لثير المشاكل لواشنطن فى بلاد الرافدين، عبر الجماعات الشيعية المقربة من إيران فى العراق، فيما يمكن وصفه «برسائل حرب» إيرانية لإدراة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأيضا حكومة حيدر العبادى والشعب العراقى.
حيث طالبت جماعتان شيعيتان عراقيتان مدعومتان من إيران بانسحاب كامل للقوات الأمريكية من العراق وأعلنتا معارضتهما خطط بغداد وواشنطن للإبقاء على جزء من القوات لأغراض التدريب وتقديم المشورة.
وقال متحدث باسم الحكومة العراقية يوم الإثنين، إن القوات الأمريكية بدأت خفض أعدادها لكن جزءا منها سيبقى.
بينما قالت منظمة بدر وهى جماعة شيعية يتولى أحد أعضائها منصبا وزاريا فى حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادى، إن أى قوات أمريكية ستبقى فى البلاد ستكون مصدرا للاضطرابات.
وقال كريم النورى المتحدث باسم بدر، «يجب أن يكون التنسيق بين الحكومتين من أجل الانسحاب الكامل لا من أجل البقاء، لأن البقاء من شأنه أن يعرض البلاد للانقسام الداخلى ويشكل نقطة جذب للإرهاب».
وكررت كتائب «حزب الله»، وهى منظمة أكثر تشددا وانغلاقا، ومناهضة للولايات المتحدة، تهديدها بمهاجمة القوات الأمريكية.
الحرب على أمريكا
وقال جعفر الحسينى المتحدث باسم المنظمة لتليفزيون الميادين فى بيروت مساء الإثنين: «نحن جادون فى عملية إخراج الأمريكان بقوة السلاح لأن الأمريكان لا يفهمون إلا هذه اللغة».
كما أن لكتائب حزب الله صلات قوية بالحرس الثورى الإيرانى، وسبق لها أن هددت بمهاجمة القوات الأمريكية عدة مرات من قبل، ووصفت وجودها فى العراق بأنه احتلال.
وساعد التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة القوات العراقية على استعادة أراض سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية فى عامى ٢٠١٤ و٢٠١٥، بتقديم دعم جوى ومدفعى فى معركة استعادة الموصل وتدريب عشرات الآلاف من جنود القوات الخاصة العراقية.
ويأتى ذلك فى الوقت الذى تحتفظ فيه الولايات المتحدة بقوات يزيد قوامها على خمسة آلاف جندى فى العراق، وقال الجنرال جوناثان براغا قائد عمليات التحالف فى بيان مساء الاثنين الماضي: «التحالف سيعيد تشكيل قواتنا خلال مشاورات مع شركائنا العراقيين من أجل ضمان الهزيمة الدائمة لداعش».
وأضاف براغا أنه حتى إذا تغير تشكيل القوات فإن التحالف ستكون لديه القدرة والوجود اللازمين للاستمرار فى تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها وتزويدها بالسلاح لضمان ألا يعاود تنظيم «داعش» الظهور.
العراق والصراع الإيرانى الأمريكى
فى أكتوبر الماضى قال رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، إن العراق ليس المكان المناسب للصراع الأمريكى الإيرانى، مؤكدًا أنه لن يسمح بأن يصبح بلده ساحة للولايات المتحدة أو إيران للقتال.
وأضاف فى حديث لوسائل إعلام أمريكية: «نود أن نعمل معكم، ولكن من فضلكم لا تجلبوا مشاكلكم إلى العراق، يمكنكم حلها فى مكان آخر»، بحسب ما نقلته عنه صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.
وبين العبادى أن الولايات المتحدة بدأت بخفض وجودها العسكرى فى العراق الذى بلغ ذروته بوصول ٢٥٠٠ جندى عند بدء الحرب على تنظيم الدولة، خاصةً أن القوة الجوية الأمريكية لم تكن مطلوبة بعد هزيمة التنظيم غرب البلاد، وأن المرحلة المقبلة ستركز على التعاون بين البلدين فى تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتدريب القوات العراقية، لضمان عدم ظهور جماعة مسلحة أخرى، أو السماح لتنظيم الدولة بشن هجمات مدمرة خارج جيوبها المتقلصة فى العراق.
اختراق إيرانى
وفى إبريل ٢٠١٧ قدم وفد أمريكى برئاسة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورئيس هيئة الأركان الأمريكية جوزيف دانفورد، معلومات استخباراتية خطيرة ضمنها قائمة تضم ٦١٠ أسماء، لضباط فى وزارتى الداخلية والدفاع العراقية «على علاقة مع إيران» يشكّلون كيانًا موازيًا للحكومة العراقية، ويقودهم عراقيًّا نائب رئيس الجمهورية نورى المالكى، وإيرانيًا قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى قاسم سليمانى، يضاف إليهم مدراء عامين ورؤساء مؤسسات مسئولين عن الوزارات السيادية تابعون لهذا الكيان الموازى وينسقون مباشرة مع إيران و«الحشد الشعبى» فى العراق.
المعلومات الاستخبارية تحدّثت أيضًا عن دور لـ«حزب الله» اللبنانى، يعمل على التخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال لتصفية عدد من القيادات السنية والشيعية، المعارضة للنفوذ الإيرانى فى لبنان، وعلى رأسهم زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، وهى أخبار تتخذ مصداقية، إذا قاطعناها مع ما كان يقوله ويفعله الصدر فى الأسبوعين الماضيين، من توقّعه لاغتياله قريبا.
وفى ديسمبر ٢٠١٧ أكد رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، مايك بومبيو، أنه أرسل رسالة لقاسم سليمانى، قائد سرايا القدس بالحرس الثورى الإيرانى، مفادها أن الإدارة الأمريكية ستحمله هو، ونظامه الملالى، المسئولية تجاه أى هجمات ضد المصالح الأمريكية فى العراق من قبل الميليشيات أو القوات التابعة لقاسمى.
وشدد بومبيو أن تلك الرسالة تأكيد على أن طهران لا بد أن تعى أن الولايات المتحدة «سترد بشكل فوري» على أى مساس بالمصالح الأمريكية فى العراق أو فى أى مكان آخر فى الشرق الأوسط.
إلا أن العراقيين بدأوا يضيقون ذرعا بالتواجد الإيرانى داخل بلادهم، حيث يقول على العامى، أحد أصحاب متاجر التجزئة فى بغداد، إن موقع العراق استراتيجى فى المنطقة، مما يجعله مطمعا لإيران منذ قديم الأزل.
دلالات مطالب أذرع إيران
توقيت مطالب الجماعات الشيعية التى توالى نظام ولاية الفقيه المرشد الأعلى فى إيران على خامنئى، بسحب واشطن القوات الأمريكية العاملة فى العراق، تثير تساؤلات عديدة حول لعبة «شد الأطراف» بين واشنطن وطهران على أرض العراق.
الرسالة الأخرى إلى واشنطن مفادها أن استمرار سياسية إدراة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تجاه إيران ودعمه للتظاهرات الشعبية ضد نظام خامنئى، سيواجه بتهدد للقوات الأمريكية العاملة فى المنطقة وخاصة العراق، وكذلك ستصبح المؤسسات والمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط والعراق هدفا للجماعات المسلحة الموالية لإيران.
الرسالة الثالثة ربما تكون إلى الداخل العراقى وتقول: إن الانتخابات العرافية المقبلة، مهما تكن نتائجها، سيظل العراق تحت سيطرة إيران، عبر السلاح، بشكل قوى، وإذا خرجت الإدارة العراقية من عباءة خامنئى ستواجه بالدم.