البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الإخوان.. ورقة "القارة العجوز" للسيطرة على المنطقة العربية

 جماعة الإخوان
جماعة الإخوان

ساعدت بعض الدول الأوروبية جماعة الإخوان على التغلغل فى القارة العجوز، حيث رغبت هذه الدول فى استخدام الجماعة الإرهابية كأداة غير شريفة لتحقيق مصالحها الخبيثة فى البلدان العربية، كالوقيعة بين المسلمين والأقباط، وإثارة الفتن بين مواطنيها. ويبدو أن التغلغل الإخوانى فى أوروبا، كان مخططًا بدقة وعناية من قبل الجماعة الإرهابية، التى أطلقت العنان لأطماعها فى السلطة، ليس داخل مصر فقط، وإنما خارجها، أيضًا عبر مصطلح «أستاذية العالم»، الذى دشنه مؤسسها حسن البنا، وكان يزعم أنه المرحلة الأخيرة فى الإصلاح، إذ يُصلح المرء من نفسه ثم أسرته ثم مجتمعه، وأخيرًا العالم، إلا أنه فى حقيقته كان يستهدف فى النهاية القضاء على مفاهيم الوطنية والحدود والسيادة، بحجة إقامة الدولة الإسلامية. 
ولعل ما يكشف مخطط «الإخوان» منذ البداية، أنها استغلت فكرة «الخلافة المزعومة»، أسوأ استغلال، وارتكبت كثيرًا من الأعمال الإرهابية لتحقيقها، كما وجدت فى الفوضى، التى كانت سائدة فى أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية، فرصة سانحة للتمدد هناك، خاصة بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، ونجاح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى إجهاض مخططهم التخريبى داخل مصر مبكرًا، ووضع أبرز قياداتهم فى السجون.

5 دول أوروبية حاضنة لـ«الإرهابية» 
منذ بداية ٢٠١٨، بدأت أذرع «الإرهابية» فى أنحاء أوروبا حملة تشويه ممنهجة ضد الانتخابات الرئاسية، المقررة فى مصر فى مارس المقبل، وهو شيء متوقع ومعتاد فى كل تجربة تمر بها الدول العربية من أجل التقدم للأمام، حيث يظهر فى الغرب من يشكك فى هذه التجربة، ويحاول عرقلتها.
ورغم أن الغرب وجد ضالته فى الإخوان فى البداية، واستخدمهم كورقة لإزعاج الأنظمة العربية وابتزازها، فإنه سرعان ما اكتوى بنار دعم واستضافة، مثل هذه التنظيمات المتشددة، بعد انتشار التطرف والإرهاب فى عقر داره.
وعند إلقاء نظرة على خريطة الوجود الإخوانى فى أوروبا تحديدًا، يتضح أن خطر الجماعة هناك استفحل كثيرًا، لدرجة يصعب معها، القضاء عليهم بسهولة، ما من شأنه أن يزيد التطرف فى القارة العجوز.
وتغلغلت «الإخوان» فى أوروبا عن طريق جمعيات خيرية ومؤسسات إعلامية ومنظمات واتحادات إسلامية، بحجة تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم، وتكون لسان حال المسلمين فى أوروبا، لكنها استغلت وجودها هناك لنشر الأفكار المتطرفة، وتحقيق مصالحها الخاصة، وأخيرًا، محاولة تشويه مصر أمام العالم، عقب الإطاحة بحكم المعزول محمد مرسي، نتيجة ثورة الشعب المصرى ضده فى ٣٠ يونيو فى ٢٠١٣، لإفساده هو وجماعته الحياة السياسية.

الدول الحاضنة لـ«الإرهابية» 
تعتبر سويسرا من أقدم معاقل الإخوان فى أوروبا، حيث بدأت الإرهابية نشاطها هناك بتأسيس «المركز الثقافى الإسلامي» فى جنيف عام ١٩٦١، على يد الإخوانى سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا.
وفى بداية تأسيسه، ضم المركز مجموعة من المتعاطفين مع الجماعة الإرهابية، كما قام «رمضان» فى إطار تعزيز الوجود الإخوانى فى أوروبا، بتأسيس جامعة سماها «الجامعة الإسلامية العالمية» عام ١٩٦٢، وتمتلك تلك الجامعة فروعًا كثيرة فى أغلب بلدان قارة أوروبا.
ولم يكتفِ جناح الإخوان الإرهابى فى سويسرا، بهذا القدر من التوسع، ففى كل عام، يقوم بتوسع جديد، وفى غضون ثلاث سنوات فقط، انتشر فى أجزاء كبيرة من سويسرا، وعلى سبيل المثال عام ١٩٦٣، قام سعيد رمضان بتأسيس مسجد خاص لجماعة الإخوان فى جنيف، كما قام بإنشاء وحدات سكنية وجمعيات خيرية. 
وهناك أيضا ألمانيا، ففى الخمسينيات والستينيات، غادر الآلاف من الطلاب المسلمين من منطقة الشرق الأوسط من أجل الدراسة فى الجامعات الألمانية، وكان من ضمن هؤلاء، عدد كبير من شباب الإخوان، ففى عام ١٩٥٤، غادر مصر نحو ١٠٠٠ شاب إخواني، بحجة أن ألمانيا متطورة فى مجال التعليم، إلا أنهم هربوا بعد انفضاح أمر الجماعة الإرهابية، فى أعقاب حادث المنشية، الذى دبره الإخوان لاغتيال عبدالناصر.
ويعتبر عام ١٩٦٣، هو نقلة تاريخية لإرهاب الجماعة فى أوروبا، حيث تم تأسيس «مسجد ميونيخ» أول مسجد إخوانى فى ألمانيا الغربية، وتم اعتباره مركزًا للجماعة فى أوروبا، وترأس إدارته أيضًا سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا.
كما أسس سعيد رمضان الجمعية الإسلامية، وهى من أكبر المنظمات الإخوانية، فى ألمانيا، وترأسها من عام ١٩٥٨ إلى ١٩٦٨.
وقام رمضان كذلك بتأسيس رابطة مسلمى العالم فى ألمانيا، وتلقت تلك الرابطة مبالغ طائلة من الحكومة القطرية، وكان لها نشاط سياسى مشبوه، ما جعل الحكومة الألمانية تفرض عليها الرقابة لفترة، بتهمة الإرهاب.
وفى ٢٠٠٢، داهمت الحكومة الألمانية مقر الرابطة، للبحث عن مستندات توضح علاقتها بتنظيم «القاعدة» الإرهابي، وفى بداية ٢٠٠٤، طلبت لجنة التمويل فى مجلس الشيوخ الألمانى سجلات رابطة مسلمى العالم من جهاز الضرائب للتحرى عن صحة تلقيها تمويلات خارجية، للقيام بعمليات إرهابية.
ويعتبر المركز الإسلامى فى ميونخ، هو ثانى أكبر منظمة إخوانية فى ألمانيا، وخلال السنوات السابقة، استطاعت الجماعة الإرهابية أن تؤسس فروعًا كثيرة للمركز فى مدن ألمانيا، وهذا المركز له صحيفة خاصة، وله أنشطة سياسية كثيرة، لكنه يواجه اتهامات إرهابية من قبل الحكومة الألمانية.
وضمن التغلغل الإخوانى فى ألمانيا، قامت الجماعة الإرهابية بتعميق وجودها وأسست منظمة « MILLI GORUS «، وكانت مخصصة لضم الأتراك القادمين إلى ألمانيا، ومن ثم ضمهم للجماعة، وكان ذلك فى فترة السبعينيات. وهناك أيضًا المركز الثقافى للحوار وهو مركز يقع بحى فيدينج فى برلين، وأنشئ عام ٢٠٠٤ ويتبعه مسجد، ويقع تحت السيطرة الإخوانية، ويتم جذب عناصر إليه عن طريق مركز لتعليم اللغة الألمانية للآباء والأمهات المهاجرين، بالإضافة إلى الدروس الدينية وتعليم اللغة العربية، التى تعد من أهم الأنشطة التى يقدمها المركز، إلى جانب بيع الكتب الإسلامية.
ورصدت هيئة حماية الدستور التابعة لهيئة الاستخبارات الألمانية، أن نفوذ جماعة الإخوان الإرهابية بدأ يزيد فى ألمانيا، خاصة بولاية سكسونيا شرقى البلاد.
وأعلن جورديان ماير، رئيس فرع هيئة حماية الدستور بولاية سكسونيا، أن جماعة الإخوان استغلت عبر منظمات مثل الجمعية الثقافية «ملتقى سكسونيا» نقص دور العبادة للمسلمين، الذين قدموا إلى سكسونيا كلاجئين، لتوسيع هياكلها ونشر تصورها عن الإسلام السياسى فى ألمانيا.
وأضاف «ماير»، أن هيئة حماية الدستور يراودها قلق إزاء هذا التطور بسبب رفض جماعة الإخوان المبادئ الرئيسة فى النظام الديمقراطى الحر، مثل الحرية الدينية أو المساواة بين الجنسين.
وأشار أيضًا إلى أن جماعة الإخوان بدأت تتخذ خطوات خطيرة فى الفترة الأخيرة، حيث قامت بشراء مبانٍ كثيرة لتأسيس مساجد أو ملتقيات للمسلمين، وهذا الأمر يحدث بشكل مكثف فى مدن «لايبتسيج وريزا ومايسن وبيرنا ودريسدن وباوتسن وجورليتس».
وبالنسبة لبريطانيا، فإنها تعتبر من أهم معاقل الإخوان فى أوروبا، ويتردد أنها تستضيف مقر التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، بالنظر إلى وجود عدد كبير من القيادات الإخوانية الهاربة بأراضيها.
وتوجد فى بريطانيا عدة منظمات تابعة للإخوان، منها منتدى الشباب المسلم فى أوروبا، وهو شبكة تتكون من ٤٢ منظمة تجمع الشباب من أكثر من ٢٦ بلدًا. وهناك أيضًا منظمة الإغاثة الإسلامية حول العالم، التى تأسست فى بريطانيا كمنظمة دولية عام ١٩٨٤ على يد الإخوانى المصرى هانى البنا، بالإضافة إلى شبكة «مكين» الإعلامية، وهى عبارة عن خدمة إخبارية تقدم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مثل تويتر وفيسبوك، وعبر تطبيقات الهاتف المحمول المختلفة.
وفى فرنسا أيضًا، يوجد عدد كبير من الإخوان، الذين قاموا بتأسيس «المجموعة الإسلامية» عام ١٩٧٩، والذى أطلق عليه فى عام ١٩٨٣ اتحاد المنظمات الإسلامية، والذى يزعم أنه يركز أنشطته على مجال الدعوة وتثقيف المسلمين الموجودين بفرنسا، وليس له علاقة بالسياسة، إلا أنه حامت حوله الشبهات عقب انتهاء حكم الإخوان فى مصر، وقيامهم بالعديد من العمليات الإرهابية، وحينها خرج مانويل فالس، رئيس الوزراء الأسبق، بتصريحات قال فيها: «إن فرنسا لن تتردد فى طرد الذين يعلنون انتماءهم إلى الإسلاميين، والذين يشكلون خطرًا كبيرًا على النظام الأوروبي».

خبراء: الغرب يستخدم جماعات الإسلام السياسى
أكد خبراء فى الإسلام السياسي، أن الإخوان تغلغلت فى أوروبا بسبب مساعدة بعض دولها، التى رغبت فى استخدام هذه الجماعة الإرهابية كأداة غير شريفة لتحقيق مصالحها الخبيثة فى البلدان العربية، كالوقيعة بين المسلمين والأقباط، وإثارة الفتن فى الدول العربية، وكانت الجماعة تُنفذ تلك الأوامر، وبسبب ذلك استطاعت أن تتغلغل فى بلدان القارة العجوز.
وقال سامح عيد، الإخوانى المنشق، والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة «الإخوان»، ليست مجرد جماعة فحسب، بل هى تنظيم دولى كبير، وهذا التنظيم أشبه بالشبكات المتفرعة فى جميع البلدان، ومنذ اللحظة الأولى، التى أسس فيها حسن البنا الجماعة فى ١٩٢٨، كانت لدى الإخوان نية كبرى فى جعل جماعتهم دولية، وهو ما قامت به بالفعل، والذى ساعدها على الانتشار فى القارة العجوز، فى فترة الخمسينيات والستينيات، هو كثرة الحروب فى ذلك الوقت.
وأضاف عيد، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن جماعة الإخوان استغلت ضعف الأجهزة الأمنية، فى بلدان أوروبا، مع انشغال حكوماتها بالحروب داخل القارة العجوز، وخارجها عبر احتلال عدد من الدول العربية والأفريقية، وتغلغلت هناك، وبسرعة الضوء قامت ببناء المساجد والجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية، حتى ثبت أقدامها فى أوروبا.
وأشار القيادى الإخوانى المنشق إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية فى بداية تأسيسها أوروبيًا، تقربت إلى الحكومات ورسمت لنفسها صورة إيجابية أمام الغرب وأنها جماعة إسلامية وسطية، خاصة أنها كانت تهتم بالأمور الاجتماعية والإنسانية والحقوقية، التى يحبذها الغرب، وبهذه الطريقة استطاعت أن تكسب عطف الحكومات الغربية.
وتابع «عيد»، أن الحكومات الغربية فى الوقت الحالى بدأت تستشعر أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية ووجودها فى بلادهم يمثل خطورة بالغة على مواطنيهم، خاصة مع كثرة التنظيمات التى خرجت من رحمها، مثل تنظيم «داعش» الإرهابي، ونتيجة لذلك بدأت الحكومات الغربية تتخذ إجراءات أمنية مشددة تجاه جماعة الإخوان الإرهابية.
واستطرد «جماعة الإخوان الإرهابية للأسف الشديد غزت قارة أوروبا بعدد كبير من المؤسسات والمنظمات الإسلامية، التى تعمل كواجهة للجماعة الإرهابية، والأخطر أن الحكومات الغربية لا تعرف أن أغلب المنظمات الإسلامية الموجودة فى بلادهم تابعة للجماعة الإرهابية».
وأشار إلى أن التحركات الأوروبية الأخيرة الهادفة للتضييق على الإخوان، هدفها ابتزاز الغرب للإخوان وإجبارهم على عدم الخروج عن قوانين الدول المقيمين فيها. 
ولفت الإخوانى المنشق إلى أن الدول الغربية تدرك مصالحها، وتبحث عنها، أينما كانت، مشيرًا إلى أن الغرب يدرك أنه مستفيد من جماعات الإسلام السياسى المقيمة لديه. 
وتوقع أن تتجه حملة التصعيد الغربية إلى مزيد من تحجيم الإخوان، ولكن لن يصل الأمر إلى حظرهم، لرغبة الغرب فى الإبقاء على الورقة، التى تضمن لهم إزعاج الأنظمة العربية وابتزازها، وهى الحركات الإسلامية.
وأشار الإخوانى المنشق إلى أن وضع الإخوان فى أوروبا فى الفترة المقبلة لن يكون كما كان سابقًا، وسيمر بمرحلة خمول، متوقعًا أن تقدم التنظيمات الإسلامية تنازلات لإرضاء حكومات الدول المستضيفة لها.
ومن جانبه، قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بـ«الأهرام»، إن ألمانيا وبريطانيا، هما المعقلان الرئيسيان لجماعة الإخوان الإرهابية فى قارة أوروبا، والإخوان لهما نفوذ كبير فى البلدين، وموجودون هناك منذ زمن بعيد.
وأضاف النجار، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن ألمانيا من أكثر البلدان الأوروبية التى ساعدت الجماعة الإرهابية أن تتوغل فى قارة أوروبا، وألمانيا هى من صنعت الجماعة الإرهابية فى بلادها لتحقيق مصالح خاصة، من أهمها إحدث فتنة طائفية داخل مصر ومنطقة الشرق الأوسط»، فى إشارة إلى أن ألمانيا الغربية سعت حينها للانتقام، بعد اعتراف مصر فى الخمسينيات بألمانيا الشرقية.
وتابع: «ألمانيا عندما أسست جماعة الإخوان الإرهابية فى بلادها، وسمحت لها أن تُؤسس أكبر منظمة إسلامية بأراضيها كانت ترغب فى الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر عن طريق جماعة الإخوان، بصفتها تنظيمًا إسلاميًا كبيرًا، وله دور سياسي، لكن ما حدث فى الخمسينيات كان عكس توقعات ألمانيا، لأنه حدثت وحدة وطنية كبيرة فى مصر، والإخوان لم تستطع الوقيعة بين الطرفين، وفشلت فى ذلك الأمر».
وأشار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إلى أن بريطانيا تعتبر معقلًا كبيرًا آخر لجماعة الإخوان الإرهابية فى أوروبا بعد ألمانيا، وذلك لأن الإخوان موجودون هناك بكثرة، ويرجع السبب فى هذا الوجود الكبير إلى الحكومة البريطانية، التى أرادت خلال العقود القديمة تكوين تيار إسلامى جديد يسمى الإسلام السياسى من أجل تحقيق مصالح بريطانية معينة فى منطقة الشرق الأوسط خاصة الدول العربية».
وأوضح «النجار»، أن بريطانيا ساهمت بشكل كبير فى تأسيس جماعة الإخوان فى الخارج، وداخل حدودها، واستخدمت الإرهابية فى تحقيق مصالح غربية خبيثة فى البلدان العربية، وكانت جماعة الإخوان هى «الخادم الأساسى لها، مقابل النفوذ والسلطة».
وتابع: «بريطانيا استخدمت الإخوان لإحداث الفتن فى البلدان العربية وإثارة البلبلة وعرقلة الحياة السياسية، فالإخوان هى عبارة عن أداة غير شرعية تستخدمها الحكومات الغربية فى تحقيق أهداف خبيثة، وحاليًا الغرب يدفع ثمن ذلك، وهذا الثمن هو إرهاب الجماعة».