البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"متمردون على الحياة بالموت".. الانتحار يضرب المجتمع المصري

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تزايدت حالات الانتحار في محافظات مصر خلال الأيام والأشهر القليلة الماضية بشكل ملحوظ، قد تختلف الدوافع والأسباب وتبقى النتيجة واحدة وهي فقدان الحياة في حادث أليم قد يترك خلفه الكثير من علامات الاستفهام لدى الأسرة والمجتمع المحيط في بعض الأحيان.
«البوابة»، تدق ناقوس الخطر وترصد حالات الانتحار التي وقعت في المحافظات مؤخرًا، وكذا ترصد الأسباب التي أدت إلى هذه الوقائع الأليمة التي لم تكن يومًا معروفة في المجتمع المصري الحريص على عاداته وتقاليده وملتزم ومتمسك بتعاليم دينه الحنيف الذي حرم قتل النفس وإزهاق الأرواح مهما كانت المشاق والصعاب على النفس.

طالبة منوفية تنتحر بالحبة القاتلة لسوء نتيجتها

انتحرت طالبة بالصف الثالث الإعدادي، بقرية شبرا خلفون بمركز شبين الكوم، في المنوفية، بتناول الحبة القاتلة «حبة حفظ القمح» بعدما حققت نتيجة سيئة في امتحانات الشهادة الإعدادية.

اللواء أحمد عتمان، مدير أمن المنوفية، تلقى إخطارًا من العميد سيد سلطان مدير البحث الجنائي، باستلامه بلاغا من مستشفى شبين الكوم التعليمي، باستقبال «رحاب. س. ف»، ١٣ سنة، طالبة ومقيمة في شبرا خلفون، مصابة بحالة تسمم، وتوفيت فور وصولها.

وبسؤال والدها، أقر بتناول الطفلة حبوب حفظ القمح، نتيجة سوء نتيجتها بالشهادة الإعدادية، ونفيه الشبهة الجنائية، فتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.


فلاح ينتحر بمبيد حشري في مغاغة
انتحر فلاح بعد تناوله مبيدًا حشريًا، داخل منزله بإحدى قرى مغاغة، بمحافظة المنيا، نتيجة معاناته من مرض نفسي.
اللواء ممدوح عبدالمنصف، مدير أمن المحافظة، تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة مغاغة، بورود إشارة من المستشفى العام، تفيد بوصول «بدر-أ»، 47 عامًا، فلاح، وهو جثة هامدة، إثر تناوله جرعة من المبيد الحشري «فلاسيون».
وبسؤال زوجته «ن - ش»، 43 عامًا، ربة منزل، أقرت بأن «بدر» كان يعانى من أمراض نفسية منذ فترة طويلة، وأنه أقدم على الانتحار عدة مرات سابقة، ولم تتهم أحدًا بالتسبب فى وفاته.

في الشرقية.. حالات نفسية وأزمات مالية ومشاكل عائلية

شهدت محافظة الشرقية، خلال الفترة الماضية، العديد من حالات الانتحار، خاصة بين الشباب، والتي كان الدافع وراءها، الإصابة بحالة نفسية أو المرور بضائقة مالية.

«البوابة»، رصدت بعض حالات الانتحار بالمحافظة؛ للوقوف على هذه المأساة، حيث لقي مدرس بمدينة ديرب نجم، مصرعه، بعدما تخلص من حياته بالانتحار، من أعلى عقار سكني، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى ديرب نجم، وأكدت التحريات قيام «أحمد ط م»، 35 سنة، مدرس كمبيوتر، ومقيم عزبة الشحاتين، بإلقاء نفسه من أعلى الطابق الرابع، بعقار تحت الإنشاء، ببندر ديرب نجم.

وبسؤال والدة «طلعت م م»، 70 سنة، معاش قوات مسلحة، ومقيم بذات العنوان، قرر عدم علمه؛ بسبب إقبال نجله على الانتحار، ولم يعرف سبب انتحاره، ولا يتهم أحدًا بالتسبب في الواقعة أو يشتبه في الوفاة.

كما عثر أهالي قرية أنشاص البصل، التابعة لمركز الزقازيق على جثة مشرف تغذية، بمعهد أنشاص، ملقاة على الأرض، بغرفة نومه، وحول رقبته حبل، وأفادت تحريات المباحث، أن المجني عليه، انتحر عن طريق شنق نفسه؛ لمروره بحالة نفسية سيئة.

بينما ألقت سيدة، في منتصف عمرها، بنفسها من الطابق الخامس، لمرورها بأزمة نفسية حادة، وتم نقل جثتها إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي بالزقازيق، وتبين أنها تدعى «وداد ع م»، 35 عامًا، ربة منزل، ومقيمة بكفر العرب، وبسؤال والدها، أفاد بأن نجلته كانت تعاني من مرض نفسي، وقامت على إثر ذلك، بإلقاء نفسها من الطابق الخامس.

وكشفت التحريات، أن المجني عليها، حاولت التخلص من نجلتها الطفلة، بإلقائها من الطابق الخامس، لكن والدها تمكن من إنقاذها، فعادت لغرفتها وانتابتها حالة نفسية، وألقت بنفسها في الحال.

وبسؤال زوجها وأشقائها، أكدوا ما ورد في التحقيقات، وما ذكره والدها، وقيامها بإلقاء نفسها من الطابق الخامس، وسقطت على هياكل من أجزاء سيارات جثة هامدة، وأنها حاولت التخلص من نفسها أكثر من مرة بنفس الطريقة، وكانت أسرتها تتمكن من إنقاذها.

وفي مدينة منيا القمح، تخلص رقيب شرطة من قوة المركز من حياته بطلق ناري بالرأس، وذلك بسبب مروره بخلافات زوجية، وتبين من التحريات قيام رمضان السيد محمود، 30 سنة، رقيب شرطة بقوة نقطة شرطة الصنفين، مركز منيا القمح، بإطلاق عيار ناري من سلاحه الميري، على نفسه، ووجود خلافات زوجية بين المجني عليه وزوجته، المقيمة بمنزل والدها، بعد إجرائها عملية جراحية، ومطالبته بسداد قيمة العملية، في الوقت الذي يمر فيه بضائقة مالية، ما دفعه للتخلص من حياته.

وفي مركز ديرب نجم، انتحر طالب بالفرقة الأولى، بكلية التجارة بجامعة الزقازيق، بعد إعلان نتيجة الترم الأول ورسوبه في المواد، حيث ورد بلاغ من أسرته بالعثور علي جثة نجلهم «محمود ا.م»، 19 عامًا، طالب بالفرقة الأولى بكلية التجارة جامعة الزقازيق، مشنوقًا داخل غرفته بمنزله بقرية جميزة بني عمر، مركز ديرب نجم

وتبين من التحريات الأولية، أن الطالب يعيش بمنزله مع جدة وعمة، وأن والديه يعملان بالمملكة العربية السعودية، وأنه يمر بأزمة نفسية لرسوبه في 5 مواد في الترم الأول، وهو ما يعني رسوبه العام كله.

كما استطاع عدد من الأهالي، بمشاركة رجال الشرطة، من إقناع شاب، حاول الانتحار من أعلى برج بالزقازيق، المواجه لمبنى ديوان عام المحافظة، بالعدول عن الانتحار، واتباع الطرق القانونية للحصول على قرض من الصندوق الاجتماعي

وأكدت التحريات قيام شاب، بمحاولة الانتحار من أعلى الطابق 24، ببرج على زكى، بمدينة الزقازيق، وعلى الفور انتقل مدير الأمن، ومدير المباحث وضباط قسم أول وتبين أن الشاب يدعى «محمود على غريب»، 26 سنة، ومقيم بمدينة أبو كبير، وبدون عمل، وقدم على قرض، بمبلغ 30 ألف جنيه من محافظة الشرقية، منذ فترة ولم يحصل عليه، وأن حفل زفافه بعد أيام، فقرر التخلص من حياته، وتمكن ضباط المباحث، بمشاركة عدد من الأهالي من إقناع الشاب بالنزول، واتباع الطرق القانونية، وامتثل الشاب لكلام الشرطة، والمواطنين، الذين نصحوه بالنزول، وتم اصطحابه من قبل قوة من الشرطة والتوجه به لديوان عام المحافظة، لمقابلة القيادات التنفيذية لمساعدته في الحصول على القرض من أجل إتمام زفافه.

فيما استقبلت مستشفى الغندور الخاص بالعاشر من رمضان عامل ألوميتال، ومقيم المجاورة 32، بدائرة القسم، مصابًا بضيق شديد بالتنفس، وتغيب في درجة الوعي، ونوبات تشنجية ادعاء شروع انتحار شنقًا، وتم حجزه بقسم العناية المركزة بالمستشفى، تحت الملاحظة.

وأكدت التحريات، استقبال مستشفى الغندور الخاص لــ«إبراهيم. ف. ن»، 36 سنة، عامل ألوميتال، ومقيم المجاورة 32 بدائرة قسم ثان العاشر، مصابًا بضيق شديد بالتنفس، وتغيب في درجة الوعي، ونوبات تشنجية ادعاء شروع في الانتحار شنقًا، وتم حجزه بقسم العناية المركزة بالمستشفى تحت الملاحظة، ولا يمكن استجوابه.

بالانتقال وسؤال شقيقه «خليل»، 42 سنة، صاحب ورشة ألوميتال، ومقيم بذات العنوان، قرر أنه حال تواجده بالورشة الخاصة به الكائنة أسفل العقار محل سكنهما تناهى إلى سمعه صوت استغاثة زوجة شقيقه، فتوجه لاستبيان الأمر فوجد شقيقه، ملقى على الأرض، بصالة الشقة ووجد حبل معلق بمروحة الصالة، فسارع بنقله للمستشفى، لافتا إلى أن شقيقه يعاني من اضطرابات نفسية في الفترة الأخيرة، ولم يتهم أحدًا أو يشتبه في الواقعة جنائيًا.


14 حالة انتحار بكفر الشيخ في 2017 
شهدت محافظة كفر الشيخ، 14 حالة انتحار، على مدار عام 2017، فيما خلت سنة 2018، منذ بدايتها وحتى الآن من أية حالات.
ففي مدينة سيدي سالم، شهدت حالة انتحار واحدة، وفي مركز ومدينة بيلا، شهدت 7 حالات انتحار، وفي مركز ومدينة مطوبس، شهدت حالتين، وفي مدينة ومركز كفر الشيخ، شهدت حالتين وفي مركز ومدينة دسوق شهدت حالتين.
وتنوعت أسباب حالات الانتحار، ما بين أسباب نفسية وأسباب اقتصادية وأسباب عاطفية أدت لإقدام الأشخاص المنتحرين على فعلتهم.
واحتل مركز ومدينة بيلا أعلى المراكز في حالات الانتحار المسجلة، بمدن ومراكز المحافظة، حيث وصل عدد الحالات لـ7 حالات فيها.
وتنوعت طرق الانتحار ما بين الشنق والسم وتناول مبيدات حشرية والغرق.
وكانت أقسى وأصعب حالات الانتحار هي، انتحار الطالبة «ريم إبراهيم جاويش»، طالبة ثانوية عامة بلجنة محمد فريد الثانوية، بمدينة دسوق، وذلك بعد أن أقدمت على الانتحار من شرفة الطابق الثاني علوي، نتيجة لإخفاقها في حل امتحان الجبر.
وتبين من التحريات، أن الطالبة المتوفاة كانت تؤدي امتحان الجبر والهندسة الفراغية، بلجنة 12 بمدرسة محمد فريد، وألقت بنفسها من الطابق الثاني، لصعوبة الامتحان، وتم نقلها لمستشفى دسوق العام، وتوفيت فور وصولها.
كم أنهى سجين، بحجز قسم أول شرطة كفر الشيخ، حياته بالانتحار شنقًا بشريط بطانية داخل الحجز، دون معرفة الأسباب التي أدت لقيامه بالانتحار، حيث تبين من المعاينة أن «السجين»، قام بربط عنقه بشريط البطانية وتوثيقها برجل منضدة خشبية مرتفعة.
فيما أقدم مريض على الانتحار من الطابق الرابع بمستشفى كفر الشيخ العام، ولقى مصرعه في الحال.
وتبين من التحريات الأولية، أن المريض احتجز- سابقًا- عدة مرات بذات المستشفى؛ لمعاناته من غيبوبة سكر وتشنجات عصبية، وليأسه من الشفاء؛ غافل التمريض والنزلاء بنفس العنبر، وألقي بنفسه من الطابق الرابع؛ ليلقى مصرعه في الحال.
وفي مركز دسوق، أقدمت ربة منزل، شابة، ومتزوجة، على إلقاء نفسها في نهر النيل، تاركة رسالة لوالدتها، أنها قامت بالانتحار؛ بسبب خلافات مع زوجها.
فيما أقدمت فتاة مقيمة، بإحدى قري مركز بيلا على الانتحار، بتناول مادة سامة، بعد أن فقدت عذريتها على يد أحد الأشخاص.
وكان اللواء أحمد صالح مدير أمن كفر الشيخ، قد تلقى أخطارًا من مأمور مركز بيلا، بتقدم شخص يدعي «ج ع أ»، 35 سنة، نجار مسلح مقيم بإحدى قرى مركز بيلا، ببلاغ بقيام شقيقته «ص ع»، 22 سنة، ربة منزل، حاصلة على دبلوم تجارة، بقيامها بتناول مادة سامة أدت لوفاتها.
وعلل شقيق المتوفاة، إقدامها على تناول المادة السامة؛ لخوفها من عقاب أسرتها، بعد علمهم بفقد عذريتها، على يد 3 من جيرانهم، خلال خدمته بالجيش.

في بورسعيد.. تعددت الطرق والانتحار النتيجة النهائية

شهدت السنوات الأخيرة، بمحافظة بورسعيد، محاولات عدة أشخاص، الانتحار؛ لأسباب مختلفة، سواء بإلقاء أنفسهم في المجرى الملاحي لقناة السويس، أو تناول «سم فئران» أو الشنق، وأغلبهم نجحت محاولاتهم، وقليلون من فشلوا في الانتحار.

ولعل أبرز تلك المحاولات، قيام «عبد الرحمن.ع.ع.أ»، 25 عامًا، بقيادة سيارة أجرة والاندفاع مسرعًا نحو مرسى مرفق معديات منطقة الرسوة الواصلة بين ضفتي المجرى الملاحي للقناة؛ ليلفظ أنفاسه الأخيرة بقاع القناة، بعدما وضع حزام الأمان، وأغلق زجاج السيارة، قبل السقوط لمنع أية محاولة لإنقاذه، بحسب ما أكده مصدر أمني وقتها، في الوقت الذي أكدت والدته، أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية.

كما أقدمت «كريمة.ع.ص»، 52 سنة، على إلقاء نفسها من أعلى معدية الركاب «رقم 7»، المتجهة من مدينة بورفؤاد إلى بورسعيد، وأنقذها رجال المسطحات المائية والإنقاذ بهيئة قناة السويس، وبعض ركاب المعدية، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأرجع مصدر أمني المحاولة لخلافات أسرية.

وعن محاولات الانتحار شنقًا، أقدم «أحمد.ع.ح»، 45 سنة، عامل بأحد مصانع المنطقة الحرة للاستثمار على الانتحار شنقا داخل مسكنه بمنطقة السيد متولي، وتبين من التحريات الأولية أن الانتحار؛ بسبب مروره بضائقة مالية وعدم مقدرته على سداد التزاماته اليومية، كما أقدمت فتاة في التاسعة عشر من عمرها وتدعى «ميادة.س.ح»، 19 عامًا، وتعمل عاملة بأحد مصانع الاستثمار، على الانتحار شنقا بـ«إيشارب».

أما المحاولة الخامسة، فكانت من نصيب «شمس.ا.م»، 15 سنة، من قرية 7 بمنطقة سهل الطينة، بانتحارها من خلال تناولها كمية من سم الفئران، ما أدى إلى مصرعها، وذلك لخلافات أسرية.


4 حالات انتحار خلال شهر بالدقهلية 

شهدت محافظة الدقهلية، خلال شهر يناير الماضي، 4 حالات انتحار، لقى اثنان منهم مصرعهما، فيما تم إنقاذ اثنين آخرين، ولكن إصابتهما سيئة، وجاءت معظم الحالات؛ بسبب الحالة النفسية، أو أزمة عاطفية أما بسبب الطلاق أو فسخ خطبة أو هجر حبيب أو حبيبة.

وجاءت الحالة الأولى لفتاة من مدينة بلقاس، أصيبت بحالة نفسية بعد طلاقها، ما أدى إلى قيامها بالانتحار شنقا، داخل غرفتها في منزل أسرتها، حيث تم إبلاغ مركز شرطة بلقاس من «منى أ ز»، 47 سنة، ربة منزل، ومقيمة شارع فلسطين، ببندر بلقاس، باكتشافها قيام نجلتها «دينا م أ س»، 25 سنة، حاصلة على ليسانس حقوق، منتحرة شنقًا، وانتقل رجال المباحث لمكان البلاغ، وبسؤال والدتها أكدت أنه خلال تواجدها بالمنزل محل سكنها، فوجئت بعدم تواجد نجلتها، بغرفة نومها، وباستطلاع الأمر بالصعود للطابق الثالث، تحت الإنشاء، فوجئت بوجودها معلقة بأحد الأعمدة الخرسانية، بواسطة إيشارب حريمي، وأسفلها كرسي خشبي، فقامت بإنزالها بمساعدة الأهالي، ووضعها على سرير غرفة نومها.

وأضافت بأن نجلتها كانت تعاني في الآونة الأخيرة من ظروف نفسية سيئة على إثر طلاقها، ووفاة والدها منذ قرابة 4 أشهر، ولم تتهم أحدًا بالتسبب في وفاتها.

فيما جاءت الحالة الثانية، لطالب بالصف الثالث الإعدادي، بقرية بساط، التابعة لمركز طلخا، حيث تلقى اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا بورود بلاغ لمركز شرطة طلخا، من «طارق ع. ا»، 44 سنة، عامل، ومقيم قرية بساط، يفيد بأنه عقب عودته للمنزل من العمل، اكتشف وجود ابنه «عماد»، 14 سنة، طالب بالصف الثالث الإعدادي، ملقى على الأرض، بحجرة نومه، ومعلق من رقبته بـ«كوفية».

وانتقل رجال المباحث لمكان البلاغ، وبالفحص تبين أن الشقة سكن المُبلغ، كائنة بالطابق الثاني علوي، بمنزل العائلة المكون من 5 طوابق، ووجود جثة ابنه ملقاة على الأرض، بحجرة نومه، ومعلق برقبته «كوفية»، طرفها الآخر متعلق بحلقة حديدية، بسقف الحجرة، وبجواره كرسي خشبي، ولا توجد بعثرة بمحتويات الشقة، وسلامة جميع الأبواب والنوافذ.

فيما جاءت الحالة الثالثة، لطالب من بندر بني عبيد، حيث تناول مادة سامة محاولًا الانتحار، وذلك بسبب فسخ خطبته، إذ تلقى مدير أمن الدقهلية إخطارًا من مأمور مركز بني عبيد، يفيد بورود إفادة من مستشفى بنى عبيد بوصول «حسين.أ.ح»، 25 سنة، طالب، ومقيم ببندر بني عبيد، مصابًا بحالة إعياء وقيء لتناوله مادة سامة غير معلومة، وتم تحويله إلى مستشفى الطوارئ، بالمنصورة، ولا يمكن استجوابه، وبسؤال والده أقر بتناول نجله مادة سامة غير معلومة؛ بسبب فسخ خطبته، ولم يتهم أحدًا بالتسبب في ذلك

فيما جاءت الحالي الرابعة، لربة منزل بقرية كوم الدربي، التابعة لمركز المنصورة، والتي حاولت الانتحار بتناول مادة سامة، لوجود خلافات بينها وبين أسرتها؛ بسبب طلاقها، حيث تلقى مدير الأمن، إخطارًا يفيد بورود إشارة من مستشفى دكرنس العام بوصول «نجاة. ر. م»، 28 سنة، ربة منزل ومقيمة قرية كوم الدربي دائرة مركز المنصورة، مصابة بحالة إعياء وقيء مستمر، ادعاء تناول مادة سامة، وتم تحويلها إلى مركز السموم بالمنصورة، ولا يمكن استجوابها.

وبسؤال مرافقيها، أقروا أن المصابة تقيم طرفها لوجود خلافات بينها وبين أهلها لطلاقها، وتناولت مادة سامة، قرص كيماوي، لحفظ الغلال، مما أدى إلى حدوث إصابتها، ولم يتهموا أحدًا بالتسبب في ذلك.


4 حالات بأسوان بسبب أزمات نفسية وعاطفية وخوفًا من الفضيحة 
تعددت حالات الانتحار، في الفترة الأخيرة، بمحافظة أسوان، والتي كانت نتيجة لأزمات نفسية تعاني منها، هذه الحالات تنوعت أسبابها ما بين عدم إيجاد فرص عمل أو خلافات أسرية أو عاطفية أو خوفًا من الفضيحة.
ففي شهر أكتوبر أنهى مزارع بمركز كوم أمبو التابع لمحافظة أسوان، حياته بتناول عبوة أقراص دوائية لإصابته بالاكتئاب، وكان العميد محمود عوض، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن أسوان، قد تلقى بلاغًا يفيد بوفاة «بكر.ح.ب»، 83 عامًا، مزارع بمركز كوم أمبو، عقب تناوله كميات كبيرة من الأقراص الدوائية، وعندما وصل مستشفى كوم أمبو المركزي، كان في حالة إعياء شديدة، وتوفي بعد ساعات قليلة. 
وكشف تقرير الصحة، عدم وجود شبهة جنائية في الواقعة، تحرر المحضر، وتمت إحالته للنيابة العامة.
وفي نفس الشهر أقدمت «بثينة.ك»، 17 عامًا، من مركز كوم أمبو على الانتحار بتناول كمية كبيرة من مادة الصبغة، أودت بحياتها في الحال عقب واقعة اعتداء خالها عليها جنسيًا، وخشيت إبلاغ أسرتها بما حدث إلا أنها فوجئت بحملها فأسرعت لإبلاغ خالها لإخفاء الفضيحة، إلا أن والدتها تمكنت من التنصت على المكالمة الهاتفية التي دارت بينها وبين خالها، فانهارت وكشفت حقيقة الأمر لأسرتها التي توعدتها بالموت.
وكشفت التحريات، بأن المجني عليها قررت التخلص من حياتها بعد شعورها بالذنب، وخوفًا من رد فعل أسرتها، فقررت تناول كمية من الصبغة ولفظت أنفاسها الأخيرة في الحال وتم القبض على خالها وحبسه بتهمة اغتصاب فتاة.
وفي 29 ديسمبر 2017، لفظت فتاة تدعي «م.ص.ع»، بمنطقة المحمودية، بمدينة أسوان، أنفاسها الأخيرة، عقب إلقاء نفسها من الطابق الخامس، لمرورها بحالة نفسية سيئة.
وتم نقل الجثة إلى المشرحة العمومية، وأثبتت التحريات الأولية أنها أقدمت على الانتحار؛ بسبب مرورها بحالة نفسية سيئة.
وكلف مدير الأمن، ضباط البحث الجنائي بإجراء التحريات اللازمة، والكشف عن أسباب الحادث وملابساته، وتحرر المحضر، وجار العرض على النيابة العامة.
وفي 19 يناير الماضي، أقدم شاب على الانتحار شنقًا، داخل منزله في مركز كوم أمبو، بمحافظة أسوان، لمروره بأزمة نفسية حادة نتيجة فشله في الحصول على فرصة عمل وفسخ خطوبته.
وتلقى اللواء فتح الله حسني، مدير أمن أسوان، إخطارًا من العميد عيد عبد الحميد، مأمور مركز شرطة كوم أمبو، يفيد بانتحار شخص شنقًا.
بالانتقال والفحص تبين، وجود جثة شاب يدعى «طارق.ر»، 19 سنة، عاطل مقيم بمنطقة الرغامة البلد التابعة لمركز كوم أمبو، تتدلى من حبل مربوط بسقف داخل غرفته بالمنزل، وبمناظرتها ظاهريًا تبين وفاته شنقًا، وتم نقل الجثة لمشرحة كوم أمبو.
وبسؤال أسرته تبين، أن الشاب كان يمر بأزمة نفسية لفشله في إيجاد عمل مناسب له وفسخ خطوبته، ولم تتهم العائلة أحدًا بشنقه.
وكلفت النيابة إدارة البحث الجنائي بالتحري حول الواقعة وظروفها وملابساتها.

الانتحار في الأقصر.. السيدات لهن نصيب الأسد
تعد حالات الانتحار بمحافظة الأقصر، قليلة نسبيا مقارنة بمحافظات أخرى، وشهدت المحافظة خلال الفترة الماضية، حدوث 4 حالات انتحار معظمها لسيدات وفتيات، منها ما نجح ونفذ سهام القدر ومنها محاولات باءت بالفشل ليعود صاحبها مجددًا لاستئناف حياته أو التفكير في محاولة جديدة يحالفها التوفيق.
آخر تلك الحالات كانت عند إقدام فتاة تدعى «زينب.ا.م»، 33 سنة، مقيمة بمنطقة القباحي الغربي بإلقاء نفسها بمياه النيل خلال تواجدها على متن المعدية النيلية لنقل للعبور من البر الغربي متجهة نحو المدينة بعد أن تركت بطاقتها ومتعلقاتها الشخصية قبل إلقاء نفسها في النيل في حالة من الذعر والخوف بين الركاب، وذلك لمرورها بحالة نفسية سيئة، وكشفت التحريات فيما بعد أن أسباب «عاطفية وأسرية» متعلقة بالفتاة نفسها وأن هناك مشاكل أسرية خاصة متعلقة بارتباطها تقف وراء إقدامها على الانتحار.
الواقعة الأخرى، كانت عندما انتحرت سيدة تدعى «ن.و.ي»، 23 سنة، مقيمة بمنطقة شرق السكة الحديد بمدينة الأقصر، عن طريق إطلاق عيار ناري علي نفسها وذلك حزنًا علي وفاة والدتها التي اختنقت بغاز داخل منزلها منذ شهور، حيث إنها مرت بحالة نفسية سيئة وقررت الانتحار والتخلص من حياتها، وحاولت الانتحار أكثر من مرة وفشلت إلا أن تم العثور على جثتها بعد ذلك في منزلها.
أما «نسمة»، فهي فتاة لم تكمل العقد الثاني من عمرها أرادت التخلص من حياتها خوفا من قيام أهلها بتزويجها قبل استكمال دراستها فتوجهت إلى أعلى نقطة لهويس إسنا لإلقاء نفسها بمياه النيل لكن كان للقدر رأي آخر، حيث تبلغ لدى مركز شرطة إسنا من الخدمة المعينة بهويس إسنا القديم بدائرة المركز بقيام فتاة ترتدي الزي المدرسي وكوتشي أبيض، بإلقاء نفسها بمياه نهر النيل من أعلى العين العاشرة بالهويس من الجانب القبلي، وتم إنقاذها وانتشالها وهى على قيد الحياة وتم نقلها إلى مستشفى إسنا المركزي لعمل الإسعافات اللازمة لها، وبالفحص تبين أنها تدعى «نسمة أ ش»، 18 سنة، طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة إسنا الثانوية الفندقية ومقيمة نجع أبو حميد، كما تبين عدم وجود أية إصابات بها وأنها بصحة جيدة.
وبسؤالها عن سبب إقدامها على فعل ذلك، قررت أنها حاولت الانتحار؛ بسبب عدم قيام والدها بالإنفاق عليها وأنها لا تعاني من ثمة أمراض نفسية ولا تتهم أو تشتبه في أحد بذلك.
كما أقدمت طالبة تدعى «ب. ع - 16 عامًا»، على الانتحار، بتناولها 36 قرصًا من دواء مجهول، قبل أن يتم إنقاذها بمستشفى إسنا المركزي، جنوبي محافظة الأقصر، وقبل تحرير المحضر اللازم، بمركز شرطة إسنا، تمكنت أسرة الفتاة من تهريبها، خارج المستشفى خوفًا من المشاكل.

4 حالات انتحار بالبحيرة خلال يومين بينهم 3 طلاب بسبب نتيجة الاعدادية

شهدت محافظة البحيرة، 3 حوادث مؤسفة بالتزامن مع إعلان نتائج امتحانات نصف العام للشهادة الإعدادية، حيث أقدم 3 طلاب بقري مدينة إيتاي البارود على الانتحار بتناول أقراص لحبوب حفظ الغلال لرسبوهم وحصولهم علي مجموع ضعيف بالامتحانات 

وكان اللواء علاء الدين عبد الفتاح، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مركز شرطة إيتاي البارود من المستشفى العام، بوصول «هاجر.ع.ش.ر»، 14 سنة، طالبة بالصف الثالث الإعدادي، ومقيمة قرية العيون دائرة المركز، مصابة بادعاء تناول مادة سامة، وتُوفيت عقب وصولها.

وبسؤال عمها «السعيد.ش.ر»، 62 سنة، بالمعاش، ومقيم بذات الناحية، قرر بتناول نجلة شقيقه قرص مبيد حشري «خاص بتخزين الغلال»، لمرورها بحالة نفسية سيئة، بسبب رسوبها في امتحانات نصف العام الدراسي، ولم يتهم أحدًا بالتسبب في ذلك.

وكما تلقى إخطارًا من العميد محمد زايد، مأمور مركز شرطة إيتاي البارود، من المستشفى العام، يفيد بوصول «هويدا م ع»، مصابة بتسمم فسفوري، إثر تناول حبوب حفظ الغلال لمرورها بحالة سيئة؛ لحصولها على مجموع ضعيف، بامتحانات نصف العام للشهادة الإعدادية، وتم تحويلها لمركز السموم بطنطا، وتوفيت.

كما تلقى مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مأمور مركز شرطة إيتاي البارود، يفيد بوصول «محمد. ا. ا»، طالب بمعهد القراءات، ومقيم بقرية الحوتة مصاب بتسمم فسفوري، لتناول قرص مبيد حشري خاص بتخزين الغلال؛ لمروره بأزمة نفسية، وتوفي فور وصوله المستشفى العام، كما أقدم مريض نفسى بقرية مالونا، التابعة لمركز أبو المطامير، بمحافظة البحيرة، على الانتحار شنقًا في عمود إرسال إحدى شبكات التليفونات المحمول.

وبالانتقال تبين قيام «م.ش»، بشنق نفسه، حيث إنه يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية، فقام بشنق نفسه في عمود إرسال المحمول على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مالونا وبطورس بأبو المطامير

ومن جانبه، أوضح الدكتور أيمن مرعي مدير الرعاية الحرجة والعاجلة بمديرية الصحة بالبحيرة، أنه تم الانتهاء من إقامة أول مركزين لعلاج السموم بمستشفى إيتاي البارود وكفر الدوار بتكلفة 5 ملايين جنيه، مشيرًا إلى أن إنشاء هذه المراكز الجديدة سيتم بالتعاون مع كلية الطب جامعة الإسكندرية، من خلال تدريب الأطباء لتشغيل هذه الوحدات، وكذلك توفير التجهيزات الفنية للمراكز، بالإضافة إلى توفير المواد الكيميائية التي تساعد في اكتشاف حالات التسمم.