البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الرئيس الفرنسي يزور تونس لتعزيز التعاون بين البلدين

الرئيس الفرنسي إيمانويل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غدًا الأربعاء إلى تونس، في زيارة رسمية لمدة يومين، هي الأولى من نوعها منذ وصوله إلى سدة الرئاسة في مايو الماضي.
ويرافق ماكرون في الزيارة، وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والاقتصاد والماليّة والتربية والتعليم العالي والبحث والابتكار كما يضم برلمانيون من بينهم رئيسا مجموعتي الصداقة الفرنسية التونسية بمجلس الأمة ومجلس الشيوخ فضلا عن قيادات بالوكالة الفرنسية للتنمية والرابطة الفرنسية ومؤسسة (Business France ) وعدد من الجامعيين ورجال الأعمال.
ويلتقي الرئيس الفرنسي خلال الزيارة مع نظيره الباجي قايد السبسي، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر.
تركز المباحثات على ملفّات الدفاع والأمن والاقتصاد والتربية والتعليم العالي والثقافة والفرانكفونية فضلا عن تطورات الأوضاع في المنطقة خاصة الملف الليبي وقضية القدس.
ومن المقرر أن تشهد الزيارة توقيع عدد من اتفاقات التعاون المشترك في عدة مجالات من بينها الأمن والتعليم الجامعي..كما سيلقي ماكرون خطابا أمام مجلس نواب الشعب في جلسة استثنائية يتم خلالها تناول العلاقات الفرنسية والتونسية وآفاق تطويرها بالإضافة إلى تدشين مقر الرابطة الفرنسية بمدينة أريانة بتونس.
وسيفتتح الرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة التونسي منتدى الأعمال الفرنسي التونسي الذي يحمل عنوان (النجاح معا اليوم وغدا) والذي تنظمه الغرفة الفرنسية التونسية للتجارة والصناعة..كما سيقوم بزيارة إلى المتحف الوطني بباردو الذي استُهدف بهجوم إرهابي عام 2015 وسيضع إكليلا من الزهور على ضريح الشهداء بالسيجومي.
ووفقا للمراقبين تحظى هذه الزيارة بأهمية ملحوظة إذ أنها تأتي في وقت تحتاج فيه تونس للدعم في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها لا سيما في هذه المرحلة التي تلعب فيها فرنسا دورا بارزا على الصعيدين الأوروبي والدولي، ومن المتوقع أن يعلن ماكرون خلال الزيارة عن دعمه للتحولات الديموقراطية التي تشهدها البلاد بعد الثورة والإصلاحات التي لاتزال جارية هناك.
ويتوقع المراقبون أن تعكس هذه الزيارة ملامح تيار التغيير الذي يجسده الرئيس ماكرون وظهر بوضوح في معظم زياراته الخارجية لاسيما جولته الأفريقية الأخيرة وزيارته للجزائر، حيث كان حريصا على فتح صفحة جديدة من العلاقات بعيدا عن الماضي الاستعماري والعمل على بناء شراكة استراتيجية واقتصادية قوية والتركيز على توسيع آفاق المستقبل وهو ما يتوقع أن تشهده زيارته المقبلة لتونس.
وفي ضوء ما سبق..أكد السفير الفرنسي في تونس أوليفيه بوافر دارفور خلال استقباله لمجموعة من الصحفيين التونسيين والفرنسيين في 9 يناير الجاري أن ماكرون يرغب في بناء علاقات جديدة مع تونس وهذا الأمر يبدأ بالتأكيد من خلال الخطاب لأنه مع دولة لديها ماضي استعماري فالكلمات لها ثقل، وهو ما ظهر جليا خلال زيارته للجزائر.
ويتوقع المراقبون أيضا أن يسعى الرئيس الفرنسي خلال الزيارة إلى تسليط الضوء على تعزيز الشراكة الاقتصادية حيث يشكل هذا العنصر جانبا شديد الأهمية في جدول أعمال زياراته الخارجية.. في هذا السياق من المنتظر أن يعلن ماكرون خلال الزيارة عن تحويل 30 مليون يورو من الديون التونسية إلى استثمارات.
وتعد فرنسا الشريك الاقتصادي الأول لتونس حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 4ر7 مليار يورو عام 2016..وتمثّل فرنسا السوق الرئيسي لتونس إذ تستقبل نحو ثلث الصادرات التونسية بينما بلغ حجم الصادرات الفرنسية إلى تونس 2ر3 مليار يورو في عام 2016 وتتكون بالأساس من المعدّات الميكانيكية والأجهزة الكهربائية، والنسيج ومعدّات النقل.
وتعد فرنسا المستثمر الأول في تونس حيث ترتكز هناك أكثر من 1400 مؤسسة فرنسية وتوفر نحو 136 ألف فرصة عمل لتصبح بذلك أول مستثمر أجنبي في البلاد يوفر احتياطي إجمالي للاستثمارات الخارجية المباشرة بقيمة 4ر1 مليار يورو عام 2016.
كما تعد فرنسا أكثر دولة يتوافد منها السياح الأجانب على تونس حيث إن هناك 570 ألف سائح فرنسي قاموا بزيارة تونس عام 2017، وتحتضن أكبر جالية تونسية في الخارج تبلغ حوالي 730 ألف شخص بينما يقيم حوالي 30 ألف فرنسي في تونس.