البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الاتحاد العالمي للطبيعة: مؤتمر التنوع البيولوجي فرصة لاستعادة الدور المصري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكدت جين سمارت المدير العالمي لمجموعة الحفاظ على التنوع البيولوجي التابع للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، مدير البرنامج العالمي المعني بأنواع الكائنات، دعم الاتحاد لجهود مصر بصفتها رئيس الدورة الرابعة عشر للمؤتمر المقبل للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي الذي ستستضيفه مصر في نوفمبر من هذا العام، معربة عن سعادتها بالعمل مع المسئولين المصريين ووزارة البيئة لتحقيق أفضل النتائج في هذا المؤتمر.
وقالت - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن استضافة مصر لمؤتمر الأطراف الرابع عشر يعد فرصة هائلة لمصر لاستعادة دروها في المنطقة والعالم على ضوء تقدمنا في المفاوضات نحو اعتماد إطار عالمي للتنوع البيولوجي لفترة ما بعد 2020.
وأضافت سمارت، أنه من المتوقع أن يتخذ مؤتمر الأطراف الرابع عشر قرارات بشأن رؤية عام 2050 حول الاستراتيجيات اللازمة للعيش في انسجام مع الطبيعة، وستسري القرارات التي سيتم اتخاذها في المؤتمر العملي والمحتوى حتى عام 2020.
وتابعت: "يجب أن يكون العلم السليم في صلب وأساس أهداف وغايات الحفاظ على الطبيعة غير أن الافتقار إلى المعرفة الكافية يجب ألا يكون عذرا للتقاعس وعدم العمل فضرورة التنوع البيولوجي ستظل قائمة لذلك فإننا بحاجة إلى التأكد من أن وضع إطار جديد للتنوع البيولوجي يكون طموحا وواقعيا ويشمل جميع مستويات المجتمع والاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة يرحب بروح الانفتاح والمشاركة من جانب جميع القطاعات (بما في ذلك القطاع الخاص والأجيال الجديدة) التي تريد مصر أن تنقلها من خلال تولي رئاسة مؤتمر الأطراف".
وحول مجالات التعاون بين الاتحاد ومصر بشأن التحضير للدورة الرابعة عشرة للمؤتمر هذا العام والاتفاق على خطة عمل، أشارت إلى أن الاتحاد سيتعاون مع مصر في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك بالبناء على خبرات كل منهما وعلى العمل الجاري بالفعل والتي تشمل كل من الفعالية الإدارية للمناطق المحمية والقائمة الخضراء للمناطق المحمية والمحمية الخاصة بالاتحاد، واستعادة النظم الإيكولوجية، وحتمية الحفاظ على الطبيعة من أجل التنمية المستدامة والرفاهية وتنمية القدرات من أجل تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بالتنوع البيولوجي.
ولفتت سمارت إلى أن الاتحاد سيواصل المناقشات مع مصر حول طرق هذا التعاون، وقد تم الاتفاق مع وزارة البيئة على التعاون في إعداد موجز بشأن كل قضية من قضايا الحافظ على الطبيعة والوثائق المتعلقة بها لإثراء مناقشات مؤتمر الأطراف، بما في ذلك الجزء رفيع المستوى من الاجتماعات وكذلك الاجتماعات التحضيرية، وسيتم التعاون أيضا في تنظيم فعاليات جانبية حول هذه المجالات ذات الاهتمام المشترك؛ وتنظيم أنشطة رفع مستوى التوعية والتواصل.
وبشأن بالسياحة والزراعة والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف مع هذا التغير وإعادة تأهيل النظم الإيكولوجية، على المستوى الوطني والدولي، أكدت سمارت أنه بجانب تقديم الخدمات أو السلع مثل الأغذية والخشب والمواد الخام الأخرى والنباتات والحيوانات والفطريات والكائنات الدقيقة، يوفر التنوع البيولوجي خدمات النظم الإيكولوجية الضرورية للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.
وفي هذا الصدد، لفتت سمارت إلى تحليل أجري مؤخرا يشير إلى أن الحلول المناخية الطبيعية يمكن أن توفر أكثر من ثلث تكاليف التخفيف من آثار تغير المناخ المطلوبة من الآن وحتى عام 2030، لتحقيق الاستقرار في درجات الحرارة إلى ما هو أقل من 2 درجة مئوية، وعلى سبيل المثال، تشير دراسة حديثة أخرى إلى أن الأراضي الرطبة تجنبت أضرارا بقيمة 625 مليون دولار ناجمة عن الفيضانات المباشرة خلال إعصار ساندي في عام 2012.
وقالت سمارت إن الاتحاد يسعى إلى إقامة روابط بين التنوع البيولوجي وتغير المناخ وتقديم أمثلة جيدة عن كيفية مساعدة الحلول القائمة على الطبيعة، مثل الحفاظ على الغابات والأراضي الرطبة والشعاب المرجانية، ومساعدة المجتمعات المحلية على الاستعداد للكوارث والتعامل معها والتعافي منها، بما في ذلك الأحداث البطيئة الظهور والتأثير مثل الجفاف.
وأضافت: "أننا بحاجة إلى رعاية الطبيعة بشكل أفضل بحيث يمكن للطبيعة العناية بنا بشكل أفضل.. وهذا هو السبب في أننا بحاجة إلى نظام اقتصادي جديد، يتضمن التكلفة الكاملة لتوليد الثروة ويعترف بالإسهام الهائل للطبيعة في النمو العالمي".
وحول إمكانية عقد معرض للاتحاد على هامش المؤتمر للتعريف بعمل الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، أشارت إلى أن الاتحاد بصفة عامة يقيم معرضا على هامش مؤتمرات الأطراف لتبادل المعلومات حول مشاريعه وجهوده حول القضايا الرئيسية في جداول الأعمال؛ وسيقوم خبراء في وفد الاتحاد بدعم تنظيم المنصة والتفاعل مع المشاركين؛ وسيضم المعرض هذا العام معروضات تتعلق بالاحتفال بالذكرى الـ 70 لإنشاء الاتحاد وذلك يمثل مجالا للتعاون مع مصر، حيث انضمت مرة أخرى إلى عضوية الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة كعضو فاعل، ويمكن استخدام مؤتمر الأطراف لإبراز جهود الحفاظ على البيئة في مصر والمنطقة، والتي يمكن الاطلاع عليها في جناح معرض الاتحاد، وتم كذلك بحث التعاون والدعم المحتملين لتطوير المواد الخاصة بالتوعية.
جدير بالذكر أن مصر قد انضمت مجددا إلى الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة كدولة عضو.. وقد شهدت الفترة الماضية معركة عنيفة وصراعا في المكسيك على استضافة مؤتمر التنوع البيولوجي الدولي 2018، ونجحت وزارة البيئة في أن تنتزع استضافة المؤتمر بعد صراع كبير مع تركيا.