البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

في عيد الغطاس .. طوابير الأطفال تنتظر التعميد القس لوقا راضي: العيد له مظاهر روحية وشعبية

أرشيفية
أرشيفية

اليوم تحتفل الكنيسة المصرية بعيد الغطاس، وعن الأمور الروحية والطقوس المعتادة فى الماضى والحاضر المصاحبة للاحتفال بالغطاس، قال القس لوقا راضي، راعى كنيسة القديس يوحنا المعمدان بالقوصية فى أسيوط، إن عيد الغطاس له طبيعة خاصة بالكنيسة القبطية ويسمى عيد الأنوار، وكانت تضىء القناديل والشموع، وبحسب الإيمان المسيحى فإنه عيد للظهور الإلهي.
وأضاف القس لوقا لـ«البوابة القبطية»، أن العيد له احتفال بوجهين روحى وشعبي، وكان الأقباط يصلون بالكنائس على المشاعل ويتذكرون معمودية المسيح، وبعد القداس يخرجون حاملين القناديل والمشاعل، ويتوجهون لأقرب مكان للنيل يلقون بصليب أولًا، وبعدها يغطس الرجال بمياه النيل كبركة من مياه النيل على غرار معمودية المسيح بالتغطيس.
وأوضح أن الاحتفال الشعبى بتناول الأكلات الثلاثة «القلقاس، والقصب، والبرتقال»، لكونها ترمز للغطاس ولأنها تمتلئ بالمياه، وظلت مظاهر الاحتفال الشعبى حتى القرن الحادى عشر، وفق تأكيد المقريزى وابن مسعود بالمخطوطات، وكان محمد بن طغج الإخشيد يحتفل بالغطاس ويتواجد عند مقياس النيل بروض الفرج ويشهد الاحتفال بشخصه.
وأكد أن الصعيد واصل العادات والتقاليد القديمة حتى فترات قريبة، ولكن مع تغيرات الحالة وطبيعة المواطنين، اقتصر الاحتفال على الكنيسة، وبدورها حولت الغطاس العام فى النيل إلى صلاة اللقان قبيل صلوات القداس الإلهى الاحتفال، موضحًا أن الكنيسة تبدأ بصلوات تبريك المياه وصلوات خاصة- ويقرأ إنجيل القداس عن المعمودية.
وتابع، أن صلوات اللقان تقيمها الكنيسة ثلاث مرات على مدار العام، خميس العهد وعيد الرسل وعيد الغطاس، ونغسل أرجل الحضور بالقداس خلال صلوات عيدى خميس العهد وعيد الرسل، بينما فى احتفال الغطاس يمسح الكاهن جبهة الحاضرين بالمياه المباركة.
وعن ترديد الأغانى فى الماضي، قال إنه فولكلور شعبى كان يردد فى الشوارع أغانى شهيرة فيها إشارات دلالة بعيد الغطاس، مثل بلابيصه أو ليلة الغطاس، وهو كلام قبطى قديم ونحن كمصريين نتحدث قرابة ١٣ ألف كلمة دارجة فى حياتنا اليومية وأصلها قبطى ومصرى قديم ونتداولها.
وعن معمودية الأطفال تزامنا مع العيد، أوضح أنه فى الماضى كان يخصص موعدين للمعمودية، أحدهما فى عيد الغطاس والآخر فى عيد المولود أعمى، والمسمى بأحد التناصير فى الصوم الكبير، بينما مع انتشار الكرازة والخدمة الكنسية فى ربوع مصر والعالم، وتوافر الكهنة والإيبارشيات والكنائس بات إمكانية للمعمودية للأطفال فى أى وقت وليست قاصرة على موعد محدد فى العام.
واختتم القس لوقا راضى تصريحاته قائلا: «زمان كان هناك مكان خاص داخل كل كنيسة عبارة عن جرن، مثلما يوجد بكنيسة أبو سرجة، وما زال موجودا حتى الآن واسمه المغطس، وكان خارج أسوار الكنيسة حتى ضيق المساحة دخل حيزها، ونستخدم الشموع فى الصلوات دائمًا لأن الله نور وساكن فى النور لا يدنى منه وحاضر فى وسطنا ونستخدم الشموع أو الإنارة كرمز لله».