البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

البريكست والهجرة.. أبرز تحديات بلغاريا خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تتولى بلغاريا في الأول من يناير القادم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي خلفا لإستونيا، وتستمر لمدة ستة أشهر في وقت تواجه فيه القارة الأوروبية تحديات جادة وغير مسبوقة على مختلف الأصعدة.وأعلنت السلطات في بلغاريا أنها ستركز خلال فترة رئاستها الأوروبية على أربعة أهداف رئيسية هي تحقيق نتائج إيجابية في المسائلة والشفافية،والتوصل إلى توافق في الآراء والتفاهم بين مختلف الدول،و التحرك نحو مستقبل أفضل للشباب فضلا عن وضع غرب البلقان مرة أخرى في قلب الاهتمام الأوروبي.
وكانت بلغاريا قد أولت اهتماما خاصا بأهمية مساعدة دول غرب البلقان غير المنضمة للاتحاد الأوروبي على الانضمام وأقرت بصعوبة هذا الأمر واستغراقه وقتا طويلا، مؤكدة أن هذه الدول تمثل أولوية استراتيجية لبلغاريا ،وأنه ينبغي الاستمرار في دعم هذه الدول لحثها على الاستمرار في الإصلاحات القضائية والاقتصادية التي تقوم بها. كما أعلنت بلغاريا أنها ستخصص قمة في 17 و18 مايو القادمين لمناقشة هذه القضية وتأمل في الخروج من هذه القمة باتفاق حول المستقبل الأوروبي لهذه الدول.
وهناك عدد من القضايا الهامة التي من المنتظر أن تحظى بأهمية ملحوظة على أجندة الرئاسة البلغارية للاتحاد الأوروبي ومن أبرز هذه القضايا مفاوضات "البريكست" التي شهدت تطورا ملموسا في الآونة الأخيرة بعد أن وافق القادة الأوروبيون في قمتهم الأخيرة في ديسمبر الجاري على الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات والخاصة بالعلاقات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وهو ما أعتٌبر تقدما كبيرا في مسار مفاوضات البريكست بعد عام صعب من الخلاف والتوترات.
ومن المقرر أن تبدأ تلك المرحلة من المفاوضات في مارس المقبل، ويتوقع أن تشهد زخما كبيرا نظرا لتناولها تفصيليا شكل العلاقات البريطانية الأوروبية المستقبلية في مرحلة ما بعد الخروج ،وهي مرحلة يتوقع أن تشهد موجة من الشد والجذب حيث أنها تحدد بشكل مفصل الشراكة الاقتصادية التي ستقوم عليها علاقة الطرفين.
كما ينتظر أن تشكل قضية الهجرة حيزا هاما في جدول أعمال الرئاسة البلغارية للاتحاد الأوروبي، حيث أنها من أبرز القضايا الشائكة على الساحة الأوروبية في المرحلة الراهنة، لا سيما في ظل استمرار الخلافات بين قادة التكتل حول أسلوب التعامل مع اللاجئين.
ففي الوقت الذي ترغب فيه بعض الدول كإيطاليا واليونان وألمانيا في التزام كل دول الاتحاد باستقبال نصيب محدد من طالبي اللجوء، ترفض دول أخرى كالمجر وبولندا والتشيك الالتزام بمبدأ الحصص وترى أن هذا الاتفاق يشكل تهديدا لسيادتها الخاصة وأمنها الداخلي، وبدلا من ذلك تقترح تقديم أموال ومعدات وأطقم بشرية للسيطرة على حدود الاتحاد الأوروبي. وتتضارب الحلول المقترحة في الآونة الأخيرة حيال هذا الأمر وهو ما يوضح صعوبة حل هذا الملف في وقت قريب.
ومع استمرار تدفق المهاجرين واللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي وعجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل لهذه الأزمة، تتجه الدول الأوروبية إلى الاستمرار في فرض إجراءات مراقبة أمنية مشددة في العام المقبل 2018 من خلال تعزيز الأمن الداخلي وحماية الحدود الخارجية للاتحاد بهدف التصدي لأي هجمات إرهابية محتملة.
وينتظر أيضا أن تحتل مسألة "كاتالونيا" اهتماما خاصا للاتحاد الأوروبي خلال الستة أشهر المقبلة ،خاصة بعد فوز الأحزاب الانفصالية بالأغلبية المطلقة في البرلمان الكاتالوني في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي واستمرار التوتر القائم مع مدريد.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن أن موقفه لن يتغير تجاه القضية الكاتالونية بنتائج هذه الانتخابات، لاسيما وأنه أعلن منذ بدء الأزمة دعمه القوى لحكومة مدريد تحت شعار "احترام الدستور الإسباني". ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي إن استعادة الشرعية داخل إقليم كتالونيا واحدة من أهم أولويات حكومته في الوقت الحالي.
وتركز بلغاريا أيضا خلال رئاستها الأوروبية على تكثيف وتعزيز الخدمات الرقمية وتحقيق توافق على مستوى الاتحاد الأوروبي في الحق في الصحة الإنجابية والتكاثر، فضلا عن التعاون مع الدول الأفريقية ومنطقة الكاريبي والباسيفيك.
وبعد عشر سنوات على دخولها الاتحاد الأوروبي، تعد هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها بلغاريا الرئاسة الدورية له. وتأتي رئاسة بلغاريا ضمن ثلاثية رئاسة الاتحاد الأوروبي والتي بدأت في يوليو 2017 برئاسة إستونيا وتستمر حتى ديسمبر 2018 برئاسة النمسا. وفكرة الثلاثية أو ما يطلق عليه الــ "تريو" بدأت منذ عام 2008 وتعني ثلاث دول تتناوب على الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي خلال 18 شهرا متتابعين وتضع برنامجا للعمل المشترك لتحقيق أهداف طويلة المدى مما يضمن الاستمرار والفاعلية. وتتمحور أهداف هذه الثلاثية حول قضايا الهجرة والأمن وتعزيز سوق رقمي موحد ومكافحة الإرهاب ومجابهة العنف المتطرف، وتعزيز الوحدة والتكامل الأوروبي ومواجهة البطالة من خلال تحسين فرص العمل.
ورغم أن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي قد فقدت الكثير من صلاحياتها بعد سلسلة التعديلات التي أدخلت على معاهدة لشبونة خلال السنوات الأخيرة إلا أنها لا تزال تتمتع باختصاصات مهمة ومحورية على صعيد الاتحاد مثل ترؤس كافة الاجتماعات الوزارية، وعقد الصفقات التشريعية التي تدفع عجلة الاتحاد، ، فضلا عن لعب دور الوساطة في الاتفاقات بين الدول الأعضاء والمساهمة في بلورة وصياغة السياسات العامة للاتحاد. وتهدف الرئاسة الأوروبية الدورية إلى تعميق دور القادة الأوروبيين في إدارة شئون الاتحاد وتعزيز شعور الانتماء الأوروبي لدى الدولة التي تتولى الرئاسة الدورية.