البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

عودة طيور الظلام.. للمرة الأولى منذ 4 سنوات "الإخوان" يجتمعون علنًا في موريتانيا (ملف)

داعش
داعش

«حماس» ممثلة فى مؤتمر «تواصل» رغم انفصالها عن الجماعة
«الزعفرانى»: المؤتمر سيتحول إلى متاجرة بالقضية الفلسطينية «عيد»: لقاءاتهم تتم بالتنسيق مع الجماعة الأم فى مصر 

يعتبر المؤتمر الثالث لحزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية، الإخوانى الموريتانى «تواصل»، المقرر عقده الجمعة المقبل، الاجتماع الأول العلنى، الذى يضم ممثلين عن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، منذ الإطاحة بحكم الجماعة الأم فى مصر، إذ أعلن الحزب، فى بيان له نشرته صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» عن شخصيات إخوانية تقرر مشاركتها فى المؤتمر، الذى يستمر لثلاثة أيام.
وعلى الرغم من انفصالها عن جماعة الإخوان، عبر الوثيقة التأسيسية الجديدة، التى أعلنت عنها بداية العام الجارى، أكد الحزبُ فى بيانه، تمثيل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فى المؤتمر، عبر مسئول العلاقات الخارجية فى حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أسامة حمدان، بالإضافة لكل من: نائب رئيس حزب حركة النهضة التونسية، عبدالفتاح مورو، والأمين العام لاتحاد علماء إفريقيا، سعيد سيلا، ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركى السيد ياسين أكتاى، وممثل عن الحركة الدستورية بالكويت، ناصر الصانع.
كما يشارك فى المؤتمر، ممثلًا عن حزب العدالة والتنمية المغربى، رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، ورئيس التجمع الإسلامى فى السنغال، مختار كبى، وتالا أمبينغ من حركة عباد الرحمن السنغالية، ومحمود جيكو من المجلس الإسلامى الأعلى فى مالى، ومحمد الصوان من العدالة والبناء فى ليبيا، وأحمد الدانم رئيس حركة البناء الوطنى بالجزائر.
ويحمل اجتماع الإخوان فى موريتانيا، إقرارًا بفشل الجماعة فى دول المشرق العربى، بحسب طارق البشبيشى، الإخوانى المنشق، الذى قال لـ«البوابة»، إن الجماعة لم تعد تجرُؤ على عقد اجتماعات فى قطر، نظرًا للأزمة التى تمر بها الدوحة مع الدول العربية، فضلًا عن عدم قدرتها على عقد اجتماع بهذا الشكل فى تركيا، نظرًا لرغبتها فى الابتعاد عن الأنظار.

وأشار «البشبيشى»، إلى أن موريتانيا تعتبر خيارًا مناسبًا لهم، لكونها دولة رخوة، وبعيدة عن الإعلام، ويمكنهم التحرك هناك بسهولة، والخروج بتوصيات تنقذ الجماعة من أزماتها الراهنة؛ متوقعًا أن يتناول الاجتماع حثَ أفرع الجماعة عربيًا، على المشاركة فى الحياة السياسية.
وفيما يخص هذه التوصيات؛ توقع الإخوانى المنشق، أن يناقش المؤتمر على رأس أولوياته أزمة القدس، خاصة أن الإخوان لا يفوتون مناسبةً إلا ويؤكدون ولاءهم للقضية الفلسطينية؛ مؤكدًا أن ذلك من باب المتاجرة، وليس الدفاع الصادق.
وبخصوص تطبيق ذلك فى الحالة المصرية؛ أوضح «البشبيشى»، أن التنظيم الدولى للجماعة لديه توجه بأن تدخل الجماعة بمصر فى الحياة السياسية، لتقليص الفجوة بينهم وبين الشارع، وضمان بقائهم فى المشهد، بعدما أثبت خيار مقاطعة السياسة فشله.

من جانبه؛ برر إبراهيم الدهون، الباحث الفلسطينى من قطاع غزة، مشاركة «حماس» فى المؤتمر بالرغم من تأكيدها على عدم تبعيتها للإخوان؛ قائلًا إن مشاركة الحركة تأتى من باب مشاركتها فى الفعاليات الخارجية الداعمة للقدس، لافتًا إلى أن الوثيقة التى أعلنت عنها «حماس» هذا العام، وحذفت منها المادة الخاصة بتبعيتها للجماعة، لا تعنى أن «حماس» ستغير هويتها الإخوانية، ولكنها تعنى أن «حماس» الإخوانية لن تأتمر من الجماعة الأم لخصوصية وضعها فى القضية الفلسطينية، وحاجة القضية لتغليب الهوية الوطنية على الهوية التنظيمية.
ولا تقتصر هذه الحالة على «حماس» فقط، بل تمتد لتطول إخوان تونس، وإخوان المغرب الممثلة برئيس الحكومة المغربية السابق ورئيس حزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، والمفارقة أن «بن كيران» نفسه نفى فى يونيو من العام الماضى، انتماء حزبه للإخوان فى مصر، إذ قال عبر كلمته بالجلسة الافتتاحية للملتقى الثانى عشر لشبيبة الحزب، فى مدينة أكادير المغربية، جنوبى غرب المملكة: «لا نتبرأ من الإخوان المسلمين لكننا لسنا منهم».

بدوره؛ رأى خالد الزعفرانى، المنشق الإخوانى، أن الجماعة ستحول المؤتمر إلى متاجرة بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها تتزامن مع تصريحات محمد بديع، المرشد العام للجماعة، عندما خاطب رئيس محكمة جنايات القاهرة، خلال جلسة قضية فض رابعة، السبت الماضى، وقال: «أخرجونا نحرر فلسطين». ولفت إلى أن هذه العبارة تتفق مع عقيدة الإخوان، التى لا تفوت فرصة إلا ووضعت نفسها فى جملة مع القضية الفلسطينية.
وأشار «الزعفرانى»، إلى أن المؤتمر المشار إليه، هو مؤتمر للتنظيم الدولى للجماعة، مرجحًا أن يخرج بتوصيات تحاول إنقاذ الجماعة من أزماتها الراهنة.
وتطرق إلى انتقادات سابقة، وجهتها جماعة الإخوان فى موريتانيا لإخوان مصر، بخصوص سوء إدارتهم للدولة المصرية، خلال فترة توليهم للسلطة، متوقعًا أن يشهد الاجتماع تصفية لهذه الانتقادات، وعودة إخوان موريتانيا إلى حاضنة الإخوان المصريين، الممثلين عن الجماعة الأم.
ومال الإخوانى المنشق، إلى أن المؤتمر سيكون «ضعيفًا للغاية»، متوقعًا أن يخلص المؤتمر إلى توصية بمشاركة الجماعة فى العملية السياسية، فى دول المنطقة، حتى لو لم تضمن لهم الوصول لمقاعد السلطة، مؤكدًا أن سقف الإخوان تراجع إلى الحد الذى تحاول فيه الحفاظ على بقائها فى المشهد السياسى.

من ناحيته؛ قال سامح عيد الإخوانى المنشق، إن المؤتمر الذى سيعقده حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية، فرع الإخوان فى موريتانيا، الجمعة المقبل، فى العاصمة نواكشوط، يأتى بالتنسيق مع قيادات جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، لأنها تبحث حاليًا عن غطاء جديد، تحتمى فيه من أنظار العالم الغربى، الذى بدأ يتأكد أنها جماعة إرهابية.
وأضاف «عيد»، لـ«البوابة»، أنه من الواضح أن هناك تنسيقا وجهودا إخوانية فى مختلف الدول، بشأن استغلال قضية القدس لصالح الجماعة، والدليل على هذا الأمر حديث محمد بديع، مرشد الجماعة، عندما قال أمس الأول، أثناء جلسة الحكم فى قضية «فض اعتصام رابعة»، «خرجونا من السجن وإحنا هنحرر فلسطين من اليهود».
وأشار الإخوانى المنشق، إلى أن جماعة الإخوان، بمختلف فروعها، فى دول العالم، ستحاول استغلال الأزمات العربية الحالية، وستشارك فى جميع الانتخابات الدولية، منتهزة الفرصة من أجل تحسين صورتها أمام العالم، وذلك سيتم بتحريض من الجماعة الأم، المتواجدة فى مصر، والتى فر أغلبُ قيادتها إلى تركيا.
وأضاف، أن الإخوان خلال مؤتمر موريتانيا، ستبحث عن سبل تطويق الخسائر الفادحة التى خسرتها الأيام السابقة، خاصة فى مصر.
ولفت «عيد»، إلى أن الإخوان، خلال الفترة المقبلة، ستتجه إلى دول شمال إفريقيا، مستغلةً سوء الأوضاع والفقر والبطالة، من أجل تحقيق أهدافها، بعيدًا عن أنظار العالم، وستحاول من خلال دول القارة السمراء تحسين صورتها.