البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

البابا شنودة الثالث.. شاعر الكنيسة

البابا شنودة
البابا شنودة

الثورى «نظير جيد» الذى أصبح فيما بعد البابا شنودة الثالث، من مواليد قرية سلام التابعة لمحافظة أسيوط، ولد فى أغسطس من عام 1923، وصار بطريركا للكنيسة منذ عام 1971 وحتى وفاته فى السابع عشر من مارس 2012.
البابا الراحل حصل على ليسانس الآداب من جامعة فؤاد الأول، فى قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعونى والإسلامى والتاريخ الحديث، فى عام 1947، وفى السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرسًا للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية.
رُسِمَ راهبًا باسم أنطونيوس السريانى فى يوليو 1954، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش فى مغارة تبعد حوالى 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة، ثم قام الأنبا ثاؤفيلس، رئيس دير السريان، بإسناد المكتبة الاستعارية والمخطوطات فى دير السريان إلى البابا، وهو راهب.
وفى عام 1959، عمل سكرتيرًا خاصًا للبابا كيرلس السادس، ورُسِمَ أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى وعميد الكلية الإكليركية، وذلك فى سبتمبر 1962. 
وعندما توفى البابا كيرلس أجريت انتخابات البابا الجديد فى الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا «شنودة» للجلوس على كرسى البابوية فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة فى 14 نوفمبر 1971، وبذلك أصبح البابا رقم (117) فى تاريخ البطاركة.
البابا وترتيب الكنيسة 
كان «نظير جيد» يحب الكتابة، وخاصة كتابة القصائد الشعرية، ولقد كان ولعدة سنوات محررًا ثم رئيسًا للتحرير فى مجلة «مدارس الأحد»، وفى الوقت نفسه كان يتابع دراساته العُليا فى علم الآثار القديمة، وكان من الأشخاص النشطين فى الكنيسة، وكان خادمًا فى مدارس الأحد.
فى عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام، بما فى ذلك أول أسقف للشباب، وأكثر من 400 كاهن، وعدد غير محدود من الشمامسة فى القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
منع الطلاق إلا لعلة «الزنا» 
وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية، وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التى اندثرت، فى عهده زادت الإيبارشيات، كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخلها أو خارجها، وانتقلت الكنيسة القبطية من المحلية إلى العالمية.
من أبرز التعديلات التى قام بها، تعديل لائحة 38 للأحوال الشخصية عام 2008 ومنع الطلاق إلا فى حالة «الزنا»، وتبعها الحديث عن قانون موحد للأحوال الشخصية، ليحل أزمة المئات من متضررى الأحوال الشخصية الذى تأثروا بقرار البابا الراحل.
البابا والسادات
الخلاف بين البابا شنودة الثالث والرئيس الراحل أنور السادات كان الأشد، وانتهى بتحديد إقامة البابا عام 1981 فى الدير، ضمن 1531 من الشخصيات العامة التى اعترضت على اتفاقية كامب ديفيد.
بداية الأزمة أثناء توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، حيث اشترط «بيجن» على السادات عودة الحجاج الأقباط إلى القدس مرة أخرى، وبتأشيرة دخول إسرائيلية، وهو الأمر الذى وافق السادات عليه، وبعدها طلب من البابا شنودة أن يسمح للأقباط بزيارة القدس والحج إليها، فكان رد البابا: إن حج الأقباط إلى القدس بمثابة حلم يتمناه كل قبطى، ولكن عذرا سيدى الرئيس.. لا أستطيع الموافقة على ذلك!!
صدم السادات من رفض البابا، ولكنه قرر أن ينهى اللقاء مؤقتا ويغادر المقر الباباوى، بعدها بساعات أرسل السادات وفدا رفيع المستوى للبابا يحاول إقناعه بالفكرة، تحت مسمى «تحقيق السلام»، فأصر البابا على رفضه مؤكدا: إن زيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية بمثابة مشاركة فعلية للاحتلال الإسرائيلى، وتوقيع على اتفاقية لسفك المزيد من الدماء ضد الفلسطينيين، ولايمكن أن أقبل أن يكون للأقباط دور فى هذا التطبيع حتى لو على حساب أحلامهم بالحج إلى الأراضى المقدسة، ولن يذهب الأقباط إلا مع إخوانهم المسلمين.
وبعد «16 يوما» من قرار السادات بتحديد إقامة البابا تم اغتيال السادات فى حادث المنصة أو عملية الجهاد الكبرى، وفى 14 أكتوبر 1981 تقلد حسنى مبارك مقاليد الرئاسة، حيث قام فى 1985 بالإفراج عن جميع المعتقلين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم، وقابل بعضهم وكان على رأسهم «البابا شنودة».
هدية العيد
«نظير جيد» الذى كان ينتمى للحركة الإصلاحية لمدارس الأحد كتب مقالة بعنوان «هدية العيد» فى العدد الأول لمجلة مدارس الأحد الذى يترأس تحريرها تعليقًا على حرق الإخوان المسلمين للأقباط، وهم أحيـــاء وتعليق أجسادهم فى الخطاطيـف الحديديـــة المدببة، والتنكيل بجثث الأقباط فى شوارع وطرقات مدينة السويس، وفى النهاية ألقوهم فى كنيسة وأشعلوا النار فيها.
جنازة شعبية
رحل البابا شنودة الثالث يوم السبت 17 مارس 2012 عن عمر يناهز 89 عامًا. وتم صلاة الجنازة على الجثمان يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، وسط حضور العديد من ممثلى الكنائس فى العالم ورجال السياسة ومئات الآلاف من الشعب المسيحيين والمسلمين.