البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

التاريخ المنسى للكاريكاتير

محمد عبلة: علي رضا "رائد الكوميكس المجهول"

صورتان لكوميكس سنة
صورتان لكوميكس سنة ١٩٢٥ للفنان على رضا

كشف الفنان التشكيلى ومؤسس متحف الكاريكاتير بالفيوم الدكتور محمد عبلة، خلال افتتاح مهرجان «أسبوع الكوميكس فى مصر»، والذى انطلقت فعالياته الإثنين الماضي، عن أعمال من التاريخ المنسى للكاريكاتير، حسب قوله، عبر عرض أعمال تُنشر للمرة الأولى لفنان الكاريكاتير المصرى على رضا، والذى تميزت أعماله فى فترة الأربعينيات من القرن الماضي.
وأعرب عبلة فى حديثه لـ «البوابة» عن حماسه للمشاركة فى هذا المهرجان الذى يجوب العالم، وتستضيفه مصر سنويًا لمدة أسبوع كامل «فهى تجربة فى حد ذاتها شابة لفن مهجور انحسرت عنه الأضواء خلال السنوات الماضية»، مؤكدًا أن الفارق كبير جدًا بين فن الكاريكاتير وفن الكوميكس «على الرغم من اشتراكهما فى سمات عديدة تؤدى دائمًا لدى البعض للخلط بين هذين النوعين من الفنون، فالكوميكس عبارة عن فن تصويري، يتكون غالبًا من مجموعه صور تحكى أحداثًا متتابعة تكون قصة ويتخللها نص الكلام فى شكل مفرغ داخل الفقرة».
ومن الممكن، وفق رؤية عبلة، أن تكون القصص المرسومة على معابد المصريين القدماء، وعامود الإمبراطور «تراجان» فى روما، هما أقدم كوميكس فى العالم، وبعدهما حدث تطور عندما انتقل هذا الرسم إلى الورق، تحديدًا عندما قام الفنان التشكيلى الإنجليزى ويليام هوجارث بعمل قصص من عدة لوحات متتالية فى عام ١٧٣٠، ومن بعده السويسرى رودلف توبفر الذى أعد تقريبًا أول شيء يمكن أن نقول إنه ينتمى لهذا النوع من الفن عندما نشر «حكايات السيد جابو» عام ١٨٣٠.
ويتحدث عبلة عن الاكتشاف الذى يشارك به خلال أسبوع الكوميكس، والذى يرى «أنه سيغير تاريخ مجال الكوميكس فى مصر»، حيث يعرض أعمال الفنان المصرى الرائد على رضا، الذى رسم العديد من القصص المصورة ونشرها فى أربعينيات القرن العشرين، ويقدم المتحف خلال الأسبوع معرضًا مجموعة من أعماله التى يرجع تاريخها إلى العشرينيات من القرن الماضى «وهو ما يمثل فتحًا جديدًا فى الاكتشافات الفنية»، ويعتبر «رائد الكوميكس المجهول» كما يطلق عليه عبلة، من الرواد الأوائل الذين ابتدعوا هذا الفن فى مصر «وكان من قبيل الصدفة البحتة أن التقى برسومات الفنان الرائد على رضا لأول مرة بعد هذه العقود الطويلة من وفاته»، والتى تسببت فى دهشته، ليقوم بالبحث والتحرى حول تاريخ هذا الفنان المجهول رغم ريادته وتميزه، ومحاولة جمع المعلومات عنه لمعرفة سيرة حياته، وأيضًا معرفة أسباب التعتيم عليه وعلى فنه طيلة هذه السنوات.
وأضاف عبلة أنه مع البحث والتحرى استطاع أن يصل إلى صورة للفنان الراحل مصحوبة ببعض السطور عن حياته «وتوحى الصورة بأن رضا كان من أصول نوبية، نظرًا لبشرته السوداء وملامحه الغليظة التى يتميز بها أهل الجنوب»، كما استطاع معرفة أن رضا كان من سكان المعادي، لكنه لم يكتف بأى حال من الأحوال بتلك المعلومات، بل حاول كشف الصفحات المجهولة الكثيرة فى حياة على رضا، ليمتلك متحف الكاريكاتير بالفيوم فيما بعد كل أعماله. ويضيف أنه نجح فى جمع معلومات أخرى عن الفنان الراحل «فقد بدأ مشواره مع الرسم منذ أن كان تلميذًا فى المدرسة الخديوية الثانوية منذ عام ١٩٢٥ وتأثر لفترة بالجيل الأول من رسامى الكاريكاتير، مثل الفنان الإسبانى سانتيس، وكذلك الفنان الجركسى رفقي، خاصة فى تصوير الأشخاص والتلوين الذى كان سائدًا فى تلك الفترة، ولكن بعد فترة اقترب رضا أكثر من أسلوب رفقى صاحب الصفحة الأخيرة فى مجلة «الفكاهة» عندما بدأ رسم قصص جحا المصورة، ولكنه تخلص من أسلوب الفنان الجركسى ليصبح صاحب مدرسة خاصة التزمت بالجانب الأكاديمى فى الرسم مع قليل من المبالغة المدروسة بعض الشيء، فقام رضا برسم القصص المصورة فى عدد من مجلات الأطفال فى تلك الفترة، فابتكر شخصيات عديدة منها «سفروت» و«فلحس أفندي»، وأسس مجلة «السندباد» وأصدر منها بعض الأعداد، لتشتريها بعد ذلك دار المعارف وتصدرها بعد ذلك تحت اسم «سندباد».