البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"عم حسن".. من محصل بـ"السكة الحديد" إلى "بائع ذرة"

عم حسن
عم حسن

«الدنيا زى المرجيحة يوم تحت وفوق.. فيها خلق عايشة ومرتاحة وفيها ناس مش فوق، وأنا ماشى بتمرجح فيها من تحت لفوق».. صوت الأغنية يأتى من بعيد، وكأنها تصف حال عم حسن محمد، بائع الذرة، البالغ من العمر ٥٨ عاما، حيث يخرج للعمل يوميًا من السيدة زينب متجهًا إلى ميدان التحرير، رغم إصابة عينه نتيجة تطاير قطعة فحم مشتعلة بها، وبالرغم من ذلك لا يستطيع التقاعد فى المنزل، أو أخذ إجازة أسبوعية كباقى المهن فى القطاع العام والخاص، حتى يستطيع تجاوز مصروفات الحياة اليومية وتوفير حاجة بيته.
بدأ عم حسن العمل كبائع متجول بعد فصله من عمله «محصل بالسكة الحديد»، وعن السبب يقول «رفدونى بعد ١٥ سنة خدمة، علشان وقفت جنب والدتى شهر فى المستشفى وقت مرضها، لأوفر لها طلباتها، والإدارة لا استحملونى ولا رضيوا يدونى إجازة».
ولم يجد أمامه عملًا آخر ينفق منه على أولاده الثلاثة، الذين اكتفى بائع الذرة بتعليمهم حتى حصولهم على الدبلوم، مشيرًا إلى أن المال الذى يحصل عليه لم يكن كافيًا لإدخالهم ثانوية عامة، نظرًا لحاجتهم للدروس الخصوصية، ويستمر هذا الرجل المكافح فى مساعدة نجله محمد، حتى بعد زواجه، ليستطيع توفير حاجة منزله وطفلته دون انحراف، مثل بعض النماذج الفاسدة من الشباب، الذين يتوجهون للربح غير المشروع،
أما عن الصعوبات التى يواجهها أثناء عمله تتمثل فى رجال «البلدية»، الذين ينظرون إلى البائع المتجول وكأنه متسول، ولا يضعون فى أذهانهم أنه رجل مكافح يعمل ليجنى بعض الأموال ليفوز ببركة الحلال وراحة البال، ويتمنى لو تقوم الحكومة بتوفير مكان جيد لهؤلاء الباعة بالقرب من ميدان التحرير على غرار مشروع «شارع مصر» الذى تم إنشاؤه فى مصر الجديدة.
ويختتم: «إزاى الناس هتيجى تتمشى على النيل من غير ما يأكلوا ذرة وترمس ويشربوا حمص الشام فى الشتاء.. الفسحة مش هيبقى ليها طعم من غيرنا».