البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مثقفون عن سباق اليونسكو: الكرة ما زالت في ملعب مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

دارت العديد من السيناريوهات لاختيار مدير عام اليونسكو لهذا العام، فالبعض كان يكاد يُجزم بأن الجولة الرابعة ستكون بمثابة الجولة النهائية لحسم النتيجة وإعلان الفائز، ولكن في الانتخابات كثيرا ما تحدث المفاجآت، وهذا هو ما حدث مساء اليوم في الجولة الرابعة لانتخابات اليونسكو بمقر المُنظمة بباريس، والتي أسفرت عن تقدم قطر بـ22 صوتا مقابل 18 صوتا لمصر وبالمثل لفرنسا على أن تستمر الانتخابات بين مصر وفرنسا لتحديد المقابل لقطر في الجولة النهائية.
بدأت الجولة الأولى من انتخابات اليونسكو في 9 أكتوبر، وكانت النتائج مطمئنة بشكل كبير حيث حصلت المُرشحة المصرية مشيرة خطاب على 11 صوتا في مقابل 19 صوتا لقطر و13 صوتا لفرنسا لتكون بذلك في المركز الثالث مما يعطي بعضًا من الأمل في أن تتقدم في الجولات القادمة، حيث إن الفوز يتطلب حصول المرشح على 30 صوتا على الأقل.
إنسحب مُرشح أذربيجان قبل بدأ الجولة الثانية بسبب قلة عدد الأصوات التي حصل عليها في الجولة الأولى حيث بلغت صوتين فقط وفي المُقابل إزداد الحماس الممزوج بالقلق بعد تراود الشائعات والأقاويل التي تؤكد شراء قطر لأصوات المُرشحين حتى يحصل مُرشحها على منصب مدير عام اليونسكو في غياب النزاهة والمصداقية، حيث بلغت عدد أصوات مشيرة خطاب في الجولة الثانية 12 صوتا مقابل 20 صوتا للمرشح القطري و13 صوتا للمرشح الفرنسي ليستمر الصراع في احتياجه لجولة انتخابية ثالثة.
ازدادت عدد الأصوات التي حصلت عليها خطاب في الجولة الثالثة حيث بلغت 13 صوتا مُقابل 18 صوتا للمرشح الفرنسي أودريه أزولاى و18 صوتا للمُرشح القطري حمد الكواري ليصبح الموقف أكثر صعوبة وتعقيدا بعد شائعات توجيه لبنان والصين لأصواتهم لأحد البلدان الثلاثة المُتقدمين ولكن لا يزال الأمل مستمرا حتى معرفة النتيجة النهائية والتي من المُحتمل أنها تعود على مصر وشعبها بكثير من الفرحة والفخر.
توجهت "البوابة نيوز" بسؤالها إلى الكُتاب والمُثقفين لمعرفة آرائهم وتعليقاتهم حول ما جرى حتى الجولة الرابعة، وتوقعاتهم في الجولات القادمة والحاسمة، حيث قال الكاتب نبيل فاروق: يجب أن يتنازل طرف للآخر، إما أن تتنازل فرنسا لصالح مصر أو العكس، لأننا وصلنا آخر مرحلة للحسم بالأغلبية المُطلقة، أما غدا الحسم سيكون من خلال الأغلبية النسبية، أي بفوز أحد الأطراف على الأخر بفارق صوت واحد على سبيل المثال.
وأضاف فاروق: تصريح لبنان بشأن تمنيها فوز بلد عربي هو تصريح دبلوماسي، لأن مصر وقطر بلدان عربية، ولكنها لا تريد خسارة أحد الأطراف.
كما قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إن نتيجة الجولة الرابعة من انتخابات اليونسكو كشفت عن اتفاق القوى الكبرى، مشيرًا إلى أن موقف قطر غير محسوم حتى الآن، فلا ننسى أن فاروق حسني كان مكتسحًا بـ22 صوتًا في الجولة الأولى، خلال مشاركته في الانتخابات السابقة، وجاءت إيرينا بوكوفا مديرة اليونسكو الحالية في المرتبة الثانية بـ8 أصوات، ولكن أمريكا تدخلت، وقلبت الأمور رأسًا على عقب في الجولات التالية، ولذا فإن الجولات السابقة ليست مؤشرًا نهائيًا، متابعًا: "قطر هتاخد بومبة".
ولفت عصفور إلى أن كل ما حدث خلال الأيام الماضية لم يكن إلا مناورات ليس أكثر أو أقل، فقطر أخذت "كام صوت وفرحت"، ومصر نالت أملا في النجاح "كام يوم وفرحت"، والنتيجة ستكون وفقا لما يتفق عليه الكبار في العالم.
وتابع عصفور: إنني أقول هذا الكلام متناسيا أنني مصري، متمنيا للمرشحة المصرية مشيرة خطاب، كل التوفيق في أن ترفع راية مصر عاليا، ولكن ما يحدث على أرض الواقع أمر مختلف لما نتمناه لمصر، فقواعد اللعبة تتحدد وفقا لمصالح الدول الكبرى ولا أحد يملك شيئا الآن إلا المجتمعون في باريس، وأغلبهم ينتظر إشارة من السفيرين الأمريكي والإسرائيلي.
وقال الروائى والناقد سيد الوكيل، إن الحسابات ستكون معقدة في جولة الإعادة بانتخابات اليونسكو بين المرشحة المصرية مشيرة خطاب والمرشحة الفرنسية أودري أزولاي، مشيرًا إلى أن مثل هذه الانتخابات دائمًا ما يلعب المال دورًا كبيرًا في تلك المرحلة لا سيما بعد تأهل المرشح القطري للجولة الأخيرة.
وتمنى الوكيل أن يحالف التوفيق السفيرة مشيرة خطاب وتحصل على ذلك المنصب الرفيع، لافتًا إلى أنه حال فوز فرنسا بمنصب مدير عام اليونسكو، فذلك يناسب تاريخها الحضارى والثقافى، ولكن فوز قطر بهذا المنصب يعد بداية لانحطاط عالمى ضخم.
بينما قالت الروائية والناقدة أمينة زيدان: أعتقد أن فرنسا ستنسحب والسفيرة مشيرة خطاب ستدخل الجولة النهائية أمام مُرشح قطر وتفوز.
أضافت زيدان: أتمنى فوز مصر هذا العام وتجاوز هذه الدورة حتى نتخلص من الذاكرة السيئة التي حدثت في الانتخابات السابقة عندما ترشح وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.