البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بابلو نيرودا.. سفير الأدب التشيلي

بابلو نيرودا
بابلو نيرودا

شاعر من أبرز النشطاء السياسيين، نال العديد من الجوائز أبرزها جائزة نوبل فى الآداب عام 1971، كتب العديد من القصائد عندما كان فى العشرين من العمر وانتشرت بغزارة فى بلده تشيلي لتنتقل بعدها إلى جميع أنحاء العالم لتجعل منه الأكثر شهرة في القرن العشرين من أمريكا اللاتينية، إنه الشاعر "بابلو نيرودا" الذى يعتبر من أشهر الشعراء وأكثرهم تأثيرا في عصره.
ولد نيرودا في 12 يوليو عام 1904، والدته "روسا باسولاتو" وقد وافتها المنية بعد شهر من ولادته نتيجة إصابتها بمرض الدرن، ووالده "خوسيه ديل كارمن رييس" الذى ترك الريف للعمل كعامل فى ميناء "تلكوانو" حتى تغير مجرى عمله واستطاع أن يحصل على عمل فى السكة الحديد فى "تيموكو"، كان "نيرودا" ذات الولد أحب الطبيعة الخلابة من خلال رحلاته بالقطار بين الأشجار الخضراء البيئة الطبيعية المذهلة والغابات والبحيرات والأنهار والجبال شكلت وللأبد العالم الشعري لبابلو نيرودا. 
أشهر مجاميعه هي عشرون قصيدة "حب وأغنية يائسة" التى ترجمت أكثر من مرة إلى اللغة العربية، وكانت سيرته الذاتية بعنوان "أشهد أننى قد عشت" وترجمت منذ السبعينات من القرن الماضى عندما اغتيل الرئيس "سلفادور أليندى"، هجم الجنود على بيت الشاعر وعندما سألهم عن ماذا تبحثون قالوا له نبحث عن السلاح فأجابهم أن الشعر هو سلاحى الوحيد.
كان "نيرودا" ذا اتجاه شيوعي متشدد وكان عضوا بمجلس الشيوخ وباللجنة المركزية للحزب الشيوعي كما أنه مرشح سابق للرئاسة في بلاده، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة "أوكسفورد"، حيث قرر السفر إلى "سنتياجو" واستقر في بيت الطلبة لإكمال دراسة اللغة الفرنسية، كما اشترك في المظاهرات التى اندلعت في البلاد فى عام 1924، وقرر "نيرودا" أن يهجر دراسة اللغة الفرنسية ويتخصص في الأدب وكتب ثلاثة أعمال تجريبية، وذلك قبل تعيينه سفيرا في العديد من البلدان تنتهي بكونه سفيرا في الأرجنتين، تزوج من الهولندية "ماريكا" والتي انجبت الطفلة "مارفا مارينا" ولدت في مدريد، وفي نفس العام تحديدا بعد شهرين تزوج "نيرودا" من زوجته الثانية "ديليا ديل كريل" الأرجنتينية الشيوعية والتى كانت تكبره بعشرين عاما، وبالرغم من كونه قد عمل سفيرا في العديد من الدول الأوروبية إلا أن ذلك لم يزده سوى إصرارا على الشيوعية، التى اندلعت شرارتها في روسيا، وعندما قتل الرئيس أليندي جاء جنود بينوشيه إلى بيت بابلو نيرودا وعندما سألهم الشاعر ماذا يريدون قالوا له جئنا نبحث عن السلاح في بيتك فرد قائلا: إن الشعر هو سلاحي الوحيد، وبعدها بأيام توفي نيرودا في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر1973 متأثرا بمرضه وبإحباطه حتى أن آخر الجمل ولعلها آخر جملة في كتابه "أعترف أنني قد عشت" والذي يروي سيرته الذاتية "تُرجم للعربية!" هي "لقد عادوا ليخونوا تشيلي مرة أخرى".