بسبب "ابن بحر".. صلاح جاهين: أحببت "حجاب" من أول شطرة
سيد حجاب أحد الاكتشافات الكبرى لصلاح جاهين، هكذا يؤكد الناقد والشاعر شعبان يوسف، وقد كتب قصيدته الأولى "ابن بحر" عام 1961 فاعتبرها جاهين بداية لانطلاقة كبرى. وتحت عمود "شاعر جديد أعجبني" كتب جاهين: "عندما أبحث عن كلمات أقدم بها هذا الشاعر الجديد لا تلبيني إلا الكلمات العاطفية ولو كان هناك حب من اللحظة الأولى، أكون أنا قد أحببت هذا الشاعر من أول شطرة.. اسمه "سيد حجاب" تذكروا هذا الاسم فإنه سيعيش طويلًا فى حياتنا المقبلة وسيكون له شأن عظيمً".
وأضاف "يوسف" خلال تصريح لـ"البوابة" أنه في أكتوبر 1966 تم إلقاء القبض على حجاب مع عدد من المثقفين وتم تعذيبهم، ومكث في المعتقل حوالي ستة أشهر، وكان منهم الأبنودي أيضا، ولكن زيارة المفكر الفرنسي سيمون دي بفوار أحدثت انفراجة فقد قرر ألا يدخل البلاد إلا بعد أن يفرج عن سجناء الرأي الذين سمع بهم.
وبعد تجربة السجن، كتب "حجاب" مسرحية "المخبر" فمنعها الرقيب، وقد انطلق حجاب وكتب أعظم النصوص في تترات المسلسلات وكان أحد المطورين الكبار في شعر العامية بعد جيل جاهين وحداد، وبلغة هامسة وعميقة. وكان حجاب أحد أهم المثقفين من أصحاب المواقف الوطنية عبر إبداعهم، ونرى شجاعته بديوان "قبل الطوفان" والذي يحذر من مغبة الاستبداد.
وعن حياته يؤكد الناقد أن سيد حجاب ترك الهندسة لأجل الشعر، وكان قارئا نهما، وقد لفت الأنظار منذ ديوانه الأول "صياد وجنية" عام 1966 والذي كتب مقدمته الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي.
في قصيدته الأولى "ابن بحر" كتب الراحل يقول:
أنا ابن بحر.. / إبن بحر. إبن بحر
إبن النسيم اللى رضع.. من السما..
رضع حليب النجمة.. حنيه وفجر / وبعدها جه واترمى
فى حضن أبويا.. وأمى.. / واخواتى الكتار
خلانا نفهم بالوما / خلى خيالنا يمد إيده..
يطول شماريخ السما / وحتى.. لو حبيت أقول:
إن النجوم فى المية عايمة.. /..مسهمة
وإن خطوة ناس بلدنا الطيبين.. /..متنغمة
وإنهم.. كلمة محبه.. فى الهدوم / متقسمه
ومهما أقول / ما ينتهى لى بحر قول
دا البحر جنى.. لو أمد إيديا اطول / شمس كتير
شموس أصيل / البحر يوماتى بتنعس شمس فيه
أقدر أجيب الشمس.. /..نعسانه..
..تملينى الكلام / كلام بيتنفس سلام
وعرايس البحر ف بلدنا.. / كتار.. كتار
وف قلب كل عروسه منهم.. /..بحر شعر مالوش قرار