البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أولياء الله.. زينب بنت الإمام علي.. "أم العواجز" الصابرة الزاهدة

مسجد السيدة زينب
مسجد السيدة زينب

يزخر التاريخ الإسلامى بالكثير من الرموز العظيمة التى جعلت الناس يلتفون حولهم، ويمشون وراءهم، محبة فى دعوتهم الروحية التى جعلت الجميع يتعجبون من أحوال هؤلاء الذين قضوا حياتهم فى الدعوة إلى الله، فمنهم من سلك المسلك الصوفى الملىء بالروحانيات والبحث عن الله، ومنهم من كان سببًا فى هداية الناس وجعلهم يدخلون إلى الإسلام أفواجًا وملايين. 


السيدة زينب
تعد السيدة زينب بنت على بن أبى طالب، رضى الله عنها، من الشخصيات الإسلامية المهمة، حيث إنها ابنة على بن أبى طالب رابع الخلفاء الراشدين من زوجته فاطمة الزهراء بنت النبى محمد صلي الله عليه وسلم، وللسيدة زينب قدسية خاصة عند أهل مصر تحديدًا بسبب دورها فى موقعة كربلاء التى قتل فيها الإمام الحسين ودفاعها عن آل البيت أمام يزيد بن معاوية.
وكانت السيدة زينب من الرائدات فى العمل الصالح، الذى هو أقرب إلى الله من أى فريضة أخرى، حيث اقتربت رضوان الله عليها من الحب الإلهى طوال الفترة التى قضتها فى مصر قبل وفاتها وقبل قدومها إلى أرض الكنانة أيضًا.
واشتهرت السيدة زينب بجمال الخلقة والخلق، إلى جانب اشتهارها بالإقدام والشجاعة، وبالكرم وحسن المشورة، والعلاقة الطيبة والقوية بالله، وكثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها فى الرأى ويأخذون بمشورتها لبعد نظرها وقوة إدراكها، لقد كانت السيدة الطاهرة قوامة صوامة قانتة لله نائبة إليه، تقضى أكثر لياليها متعبدة متهجدة تالية للقرآن الكريم، لم تترك ذلك حتى فى أشد الليالى كربًا وهى ليالى كربلاء.


الحُسين بن على بن أبى طالب
هو سبط النبى محمد رسول الإسلام صلي الله عليه وسلم وحفيده، ويلقب بسيد شباب أهل الجنة، له الكثير من الأدوار العظيمة التى كانت فى خدمة الدعوة والدين وبعد وفاة الإمام على حمل لواء الدعوة إلى الله، ودعا الناس إلى الدخول فى دين الإسلام.
ونشأ الإمام الحسين فى بيت النبوة، وشارك فى معارك الجمل وصفين والنهروان التى خاضها مع أبيه علي، وخضع لإمامة أخيه الحسن والتزم ببنود الصلح مع معاوية، إلاّ أنّه بعد موت معاوية وأخذ البيعة لابنه يزيد خلافًا لمعاهدة الصلح، ورفض إضفاء الشرعية على حكم يزيد بن معاوية، وتوجّه على إثرها إلى الكوفة استجابة لدعوة الكوفيين إلاّ أنّه صدم من خيانتهم وتنصلهم عن المواثيق والعهود التى أبرموها معه.
واستشهد ومعه اثنان وسبعون من أنصاره، وسيقت نساؤه وذراريه أسارى من الكوفة إلى الشام، وكان لحركته دور فاعل فى تغيير مسار التاريخ الإسلامى عامة، حيث استطاع كسر حاجز الخوف والرهبة من بطش الأمويين، وأعاد للأمّة الإسلامية إرادتها، وبعث فيها روح الفداء والتضحية حتى توالت الثورات بعد شهادته فضلًا عن الانعكاسات التى خلقتها الثورة فى شتى مفاصل الحياة الاجتماعية والسياسية فى المجتمع الإسلامى.


إبراهيم الدسوقي
هو إمام صوفى سنى مصري، وآخر أقطاب الولاية الأربعة لدى الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الدسوقية، لقب نفسه ب‍‍الدسوقي، نسبة إلى مدينة دسوق بشمال مصر التى نشأ فيها وعاش بها حتى وفاته، أما أتباعه فقد لقبوه بالعديد من الألقاب، أشهرها «برهان الدين» و«أبوالعينين»، وينتهى نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن على بن أبى طالب، وجده لأمه هو أبو الفتح الواسطي، خليفة الطريقة الرفاعية فى مصر.
ولذلك كانت له علاقة بالصوفية منذ صغره، كذلك تأثر بأفكار أبوالحسن الشاذلي، وكان على صلة بأحمد البدوى بمدينة طنطا الذى كان معاصرًا له.
وكان الدسوقى من القائلين بالحقيقة المحمدية ووحدة الشهود بجانب التصوف العملى الشرعي، وقد تولى منصب شيخ الإسلام فى عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى، وله الكثير من المؤلفات والكتب التى تبين سلوكه ومسالك العارفين والمحبين لله عز وجل على مدار حياته التى عاشها.


عبدالرحيم القنائى
أمضى طفولته فى تحصيل العلم فى جامع ترغاى الكبير، فى دولة المغرب على يد والده، كما تتلمذ على يد كبار العلماء، فلم يكد يصل الثامنة من عمره حتى كان قد حفظ القرآن الكريم وجوّده تلاوة وفهمًا، وتوفى والده وهو فى سن الثانية عشرة لذلك مرض مرضًا شديدًا حتى حار الأطباء فى علاجه، وأشار بعض منهم إلى أنه يجب أن يغادر البلاد لما حدث فيها من عزاء لوالده، وقضى فى دمشق ثمانى سنوات نهل فيها من علماء دمشق.
وقد بدا لهم ذكاء «القنائى» وسرعة بديهته وحفظه وميله إلى التصوف فطلبوا منه وهو فى سن العشرين، أن يلقى الدروس فأبى وذلك أدبًا، وكان مقيمًا عند أخيه فسألوا أخاه إقناعه فرفض وقرر العودة إلى بلدة ترغاي.
وجاء عبدالرحيم القنائى إلى مصر فى موسم الحج، حيث التقى بأحد الشيوخ الأتقياء الورعين القادمين من مدينة قوص عاصمة صعيد مصر فى ذلك الوقت، وهو الشيخ مجدالدين القشيري، ودار بينهما حديث فتعارف فألفه، وأصر بعدها القشيرى على أن يصحبه عبدالرحيم إلى مصر وإلى قوص وقنا بالذات، حيث إن مجتمعها متعطش إلى علم وفضل أمثاله، وبالفعل جاء القنائى إلى مصر ونشر الدين وعلم المصريين التصوف الحقيقى، وكيف تكون محبة الله عزوجل والزهد والطريق إليه والسعى إلى رضائه، وبعد وفاته رضى الله عنه تم دفنه فى مسجده الموجود الآن فى قنا حيث يقصده الآلاف كل عام فى مولده.