البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"السلفيون" يرفعون راية العصيان ضد شيخ الأزهر.. تصريحات "الطيب" تثير الجدل داخل التيار.. داعية: لا يجوز إجبار المرأة "العاملة" على خلع النقاب.. والجندي: ليس زيًا شرعيًا للمسلمة

الدكتور أحمد الطيب،
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف

حالة من الجدل والاعتراض في أوساط التيار السلفي أثارتها كلمات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، التي قالها بالأمس خلال برنامجه اليومي "الإمام الطيب" الذي يعرض على شاشة التلفزيون المصري، حيث صرح فضيلته بأن لصاحب العمل الحق أن يُلزم المرأة المنتقبة بخلعه من أجل حاجة العمل، ويجب على هذه المرأة الامتثال لأمر المدير في هذه الحالة.
وجاءت هذه التصريحات في الحلقة الثانية والعشرين من برنامج "الإمام الطيب" ردًا على سؤال المذيع الذي طلب رأيه في موقف طبيبة منقبة تعمل في مستشفى وقد طلب منها المدير أن تخلع النقاب فأجاب شيخ الأزهر بأن الطبيبة في هذه الحالة يجب عليها خلع النقاب، مضيفا أن المرأة المسلمة يجوز لها كشف الوجه والكفين، وأن الإمام أبو حنيفة أجاز كشف القدمين أيضا، مشيرًا إلى أن بعضهم أجاز ظهور ما بين الكفين إلى منتصف الذراعين.
وتابع: "لو أن النقاب شيء مفروض علينا فكيف يجرد منه نساء المسلمين أثناء أداء مناسك الحج؟ مسألة النقاب حرية شخصية للنساء، ولمن ترتديه الحرية الكاملة، ولها كامل الاحترام، لكن من ناحية التشريع فهو ليس من أساس الدين، وإنما من باب العادات والتقاليد".

وصرح الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن النقاب ليس هو الزي الشرعي للمرأة المسلمة، معربا عن تضامنه مع تصريحات شيخ الأزهر في مواجهة تلك الانتقادات، مشيرا إلى أن من حقها الرفض في حال أمرها صاحب العمل بخلع الحجاب وليس النقاب، فليس هناك مشكلة في ذلك طالما أن النقاب ليس هو الزي الشرعي، مضيفا أن من ترتدي النقاب فهذا شأنها لكن أيضا من حق المتعاملين معها أن يعرفوا مع من يتعاملون وطبعا الإنسان لا يـُعرف إلا من وجهه. 
واستنكر الجندي ردود الأفعال العصبية ضد شيخ الأزهر، مبينا أنه لا يجوز لأحد المزايدة على شيخ الأزهر، ومن يختلف معه فهو وشأنه ولكن لا يهاجم الإمام الأكبر وينصب نفسه وصيا على الدين ويعرف من الأحكام الشرعية ما لا يعرفه الإمام.

وانتقد الشيخ محمود لطفي عامر، الداعية السلفي، تصريحات شيخ الأزهر، مؤكدا أنه ليس من حقه أن يلزم المنقبة بخلع نقابها من أجل العمل، مضيفا أن المرأة التي تعمل في مؤسسات عامة تستلزم كشف الوجه لمعرفة الشخصية كالمطارات والمستشفيات وفي الطب مثلا أو أن تكون الوظيفة العامة تشترط هذا، عليها أن تترك العمل وتبحث عن وظيفة أخرى لكن لا تخلع النقاب من أجل العمل، طالما مقتنعة أنه واجب أو مستحب فلا تخالف اعتقادها في هذه الحالة، منوها إلى أن فتوى شيخ الأزهر تتعامل مع صاحب العمل وكأنه صاحب التشريع.
وقال في تصريحات خاصة، إن كثرة الكلام على المنتقبات يشعرهن بالظلم والتمييز داخل المجتمع وكلما شعر الإنسان بالظلم دفعه ذلك إلى التطرف، فالبعض يصف النقاب بأنه زي جاهلي أو يهودي، مع أن 14 مرجع تفسير ذكرت النقاب (غطاء الوجه)، لافتا إلى أن هناك طائفية داخل المجتمع ضد المتدينين على المستوى العام مما يزيد من شعورهم بالمظلومية ويدفعهم للتطرف والأعمال السرية والتكفير، وتساءل: "هو شغلة المشايخ بقت النقاب؟ أين فتاوى شيخ الأزهر فيمن تخلع ملابسها لتنزل المياه؟ من قال إنه حلال؟" وكأن النقاب هو سبب البلاء في مصر، متهما بعض مؤسسات الدولة بأنها تضطهد المنقبات، بينما المجتمع الغربي الذي لا يدين بدين الإسلام يعطي للمسلمين حريتهم حتى إن رئيس وزراء إيطاليا السابق قال: "كيف أمنع المنقبات والسيدة مريم كانت محجبة"، بينما يعيش المتدينون هنا في غربة.